أثار فيلم “سفاح التجمع”، الذي يواصل المؤلف والمخرج محمد صلاح العزب تصويره حاليا بمشاركة الفنان أحمد الفيشاوي، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي قبل طرحه، وذلك عقب تصريحات لبنى ياقوت، طليقة كريم محمد سليم المعروف إعلاميا بلقب “سفاح التجمع”، والتي أعلنت نيتها التقدم بدعوى قضائية لوقف تصوير العمل.
وفي تصريح خاص لـ”الجزيرة نت”، أوضح العزب أن الفيلم لا يمت بصلة إلى قضية السفاح المعروف إعلاميا بالاسم نفسه، مؤكدا أن العمل يتناول فكرة “السفاح” بشكل عام عبر الغوص في الأبعاد النفسية والسيكولوجية وتشريح شخصية مرتكبي الجرائم، ولا سيما جرائم قتل النساء. وأضاف أن الفيلم ليس عملا توثيقيا أو تسجيليا عن شخص أو عائلة بعينها، وإنما عمل فني خالص، وبالتالي لا يوجد ما يستدعي قلق أسرته.
وأضاف العزب أن هناك حالة استعجال في الحكم على الفيلم، إذ تم اتخاذ موقف معارض من الاسم فقط من دون مشاهدة العمل، قائلا “قدمت قبل سنوات رواية بعنوان وقوف متكرر، وكانت كلمة قرأتها على جراج إحدى المدارس، فهل من المنطقي أن يرفع أصحاب المدارس دعوى ضدي؟ لا يوجد في البطاقة شخصية اسمها سفاح التجمع، فهو مجرد وصف إعلامي أطلقته الصحافة على الجريمة”.
أوضح محمد صلاح العزب أنه أوشك على الانتهاء من تصوير فيلم “سفاح التجمع”، مشيرا إلى أن موعد عرضه سيُعلن خلال الفترة المقبلة.
مطالب بوقف عرض الفيلم
في المقابل، عبّرت لبنى ياقوت، طليقة من عُرف إعلاميا بـ”سفاح التجمع”، عن قلقها من تأثير العمل السينمائي على مستقبل ابنها. وقالت في مقطع فيديو إن إعادة طرح شخصية والده في عمل فني قد تترك آثارا سلبية على حياته الاجتماعية، وتعرّضه للتنمر أو النبذ بين زملائه. وأكدت أن الجريمة أخذت مسارها القانوني، والجاني نال جزاءه، وبالتالي فهي لا تجد مبررا لتحويل قصته إلى مادة سينمائية.
وأشارت ياقوت إلى أنها لم تتلق أي إشعار رسمي من فريق العمل حول نيتهم تجسيد القصة أو شخصيات العائلة، وقالت إنها علمت بالأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن صادفت صورة تقارن بينها وبين ممثلة قيل إنها ستؤدي دورها، وهو ما دفعها لمحاولة التواصل مع القائمين على الفيلم.
دعت لبنى ياقوت عددا من المحامين والخبراء القانونيين إلى مساعدتها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عرض فيلم “سفاح التجمع”، مؤكدة أن همها الأول هو حماية ابنها من أي انعكاسات نفسية أو اجتماعية قد ترتبط بجرائم والده.
من جانبه، علّق المنتج أحمد السبكي على الجدل المثار واصفا إياه بمحاولة لافتعال “زوبعة”. وأوضح، خلال مداخلة هاتفية في برنامج تفاصيل على قناة صدى البلد، أن قصة الفيلم لا تمت بصلة لحياة طليق ياقوت، لافتا إلى أن شخصية السفاح في العمل لديه ابنة، بينما في الواقع كان للمتهم ابن، مما ينفي أي تطابق بين الحالتين.
وأضاف السبكي أن الفيلم حصل على جميع الموافقات الرقابية، لافتا إلى أن بطله أحمد الفيشاوي حقق نجاحا ملحوظا في الفترة الأخيرة، خصوصا في الأدوار التي تعتمد على الجانب النفسي والشخصيات المركبة.
يضم فيلم “سفاح التجمع” في بطولته أحمد الفيشاوي إلى جانب دنيا سامي وآية سليم وصابرين. وكان المؤلف والمخرج محمد صلاح العزب قد صرح في وقت سابق للجزيرة نت أن العمل لا يلتزم بسرد تفاصيل القضية الحقيقية، رغم أنه اطلع على نصوص التحقيقات وجمع منذ بدء تناولها إعلاميا ملفا يضم مئات الصفحات من المعلومات.
أوضح العزب أن اختياره لهذه القصة جاء امتدادا للتجربة التي خاضها في مسلسل “سفاح الجيزة” عام 2023، مع تأكيده على اختلاف القضيتين. وأشار إلى أن فكرة العمل تنطلق من إيمانه بأن القاتل المتسلسل قد يظهر أحيانا بشخصية جذابة وكاريزما قوية، بل قد يبدو شخصا عاديا بين الناس، وهو ما يستدعي الحذر وعدم الانخداع بمظاهر هذه الشخصيات.

الجدير بالذكر أن محمد صلاح العزب قدم في عام 2023 مسلسل “سفاح الجيزة” من بطولة أحمد فهمي، والذي تناول الجرائم التي ارتكبها القاتل المتسلسل المعروف بالاسم نفسه. وقد أثار المسلسل عند عرضه جدلا واسعا، خاصة أن القضية كانت لا تزال منظورة أمام المحاكم في ذلك الوقت.