في تطور لافت، فرضت السلطات الهولندية غرامة مالية كبيرة على شركة مورغان ستانلي، إحدى أكبر المؤسسات المالية العالمية، بتهمة التهرب الضريبي. هذه القضية، التي تتعلق بإقرارات ضريبية قديمة، تلقي الضوء على ممارسات التخطيط الضريبي المعقدة التي تلجأ إليها الشركات متعددة الجنسيات، وتثير تساؤلات حول عدالة الأنظمة الضريبية الدولية. يركز هذا المقال على تفاصيل هذه القضية، وأسباب الغرامة، وتداعياتها المحتملة على مورغان ستانلي وعلى المشهد المالي العالمي. التهرب الضريبي هو محور هذه القضية، وسنستعرض كافة جوانبها.
غرامة مورغان ستانلي: تفاصيل القضية
أعلنت السلطات الهولندية، يوم الخميس الموافق 28 نوفمبر 2025، عن فرض غرامة إجمالية قدرها 101 مليون يورو (ما يعادل 117.10 مليون دولار أمريكي) على شركتين تابعتين لمورغان ستانلي، إحداهما في لندن والأخرى في أمستردام. تتعلق هذه الغرامة بمخالفات تتعلق بالتهرب من دفع الضرائب على الأرباح، وذلك من خلال استغلال ثغرة في القانون الهولندي.
وبحسب الادعاء الهولندي، فإن مورغان ستانلي استخدمت هيكلاً خاصاً يسمح لأطراف غير مؤهلة بالمطالبة بتخفيضات ضريبية مخصصة للمساهمين المحليين. بموجب القانون الهولندي، يحق للمساهمين المحليين استرداد ضرائب الأرباح أو تعويضها، بينما لا يتمتع المستفيدون الأجانب بهذا الحق عادةً. هذا الهيكل سمح للشركة بتقليل التزاماتها الضريبية بشكل غير قانوني.
تسوية قبل الإجراءات الجنائية
من الجدير بالذكر أن هذه العقوبة تأتي في أعقاب التزام ضريبي سابق سدده مورغان ستانلي لإدارة الضرائب الهولندية في نهاية عام 2024، بما في ذلك الفائدة المستحقة. وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلن الادعاء أنه سيستدعي مورغان ستانلي للمثول أمام المحكمة، إلا أن الشركة بادرت بقبول الغرامة قبل البدء في الإجراءات الجنائية. هذا يشير إلى اعتراف ضمني من جانب مورغان ستانلي بوجود مخالفات في ممارساتها الضريبية.
رد فعل مورغان ستانلي والأداء المالي
أعربت مورغان ستانلي عن رضاها بحل هذه المسألة التاريخية، مؤكدة أنها تتعلق بإقرارات الضرائب للشركات المقدمة في هولندا منذ أكثر من 12 عامًا. الشركة لم تعترف بشكل صريح بالخطأ، لكنها أشارت إلى أنها سعيدة بوضع هذه القضية خلفها.
على صعيد الأداء المالي، يظهر مورغان ستانلي قوة مالية كبيرة. فقد أغلق سهم الشركة يوم الخميس على ارتفاع بنسبة 1.52% ليصل إلى 168 دولارًا. كما حققت الشركة إيرادات بلغت 18.2 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2025، بزيادة قدرها 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. وبلغت صافي أرباح الشركة في الربع الثالث من عام 2025 حوالي 4.6 مليار دولار، بزيادة تزيد عن 43% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2024. هذه الأرقام تؤكد مكانة مورغان ستانلي كواحدة من أبرز المؤسسات المالية في العالم.
تأثير القضية على المشهد المالي العالمي
تأتي هذه القضية في سياق تدقيق متزايد في ممارسات التخطيط الضريبي للشركات متعددة الجنسيات. تسعى الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى سد الثغرات الضريبية التي تسمح للشركات بتحويل الأرباح إلى ملاذات ضريبية منخفضة، مما يؤدي إلى خسارة الإيرادات الضريبية. الضرائب الدولية أصبحت قضية محورية في النقاشات الاقتصادية.
هذه القضية قد تشجع السلطات الضريبية الأخرى على التحقيق في ممارسات مورغان ستانلي وغيرها من المؤسسات المالية الكبرى. كما قد تؤدي إلى تشديد القوانين واللوائح المتعلقة بالتخطيط الضريبي، بهدف منع التهرب الضريبي وضمان عدالة النظام الضريبي. الامتثال الضريبي أصبح ضرورة ملحة للشركات الكبرى.
معلومات عن مورغان ستانلي
تأسست مورغان ستانلي في سبتمبر/أيلول 1935، وهي تعتبر من أكبر المؤسسات المالية الأمريكية والعالمية. يقع المقر الرئيسي للشركة في نيويورك، ولديها مئات الفروع في أكثر من 40 دولة حول العالم. يعمل لدى البنك أكثر من 80 ألف موظف، مما يجعله أحد أكبر أرباب العمل في القطاع المالي.
الخلاصة
إن قضية غرامة مورغان ستانلي تسلط الضوء على أهمية الامتثال الضريبي وضرورة سد الثغرات الضريبية التي تستغلها الشركات متعددة الجنسيات. على الرغم من أن الشركة قد سددت الغرامة وأبدت رضاها بحل القضية، إلا أن هذه القضية ستظل تثير تساؤلات حول ممارسات التخطيط الضريبي وأثرها على الإيرادات الضريبية للحكومات. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من التدقيق في ممارسات الشركات الضريبية، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في المشهد المالي العالمي. نحث القراء على متابعة آخر التطورات في هذا المجال، والتفاعل مع المقالات والتحليلات المتعلقة بـ التهرب الضريبي و الضرائب الدولية.



