تُعدّ حوكمة الشركات من الركائز الأساسية لنجاح واستدامة المؤسسات في العصر الحديث، وإيمانًا بأهمية هذا المجال، تستعد جامعة الفيصل بالرياض لاستضافة النسخة الرابعة من مؤتمر الحوكمة المرموق. ينطلق المؤتمر تحت شعار “الحوكمة الرشيدة للإنتاجية، الناس، والكوكب” في الفترة من 17 إلى 18 ديسمبر الحالي في فندق دبل تري هلتون بالرياض، ويجمع نخبة من الخبراء والأكاديميين وقادة الأعمال لمناقشة مستقبل الحوكمة وتأثيرها على مختلف جوانب أداء الشركات.

أهداف مؤتمر الحوكمة الرابع

يهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي بأهمية حوكمة الشركات ودورها الفعّال في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. كما يهدف إلى استكشاف أفضل الممارسات العالمية في مجال الحوكمة وتطبيقها في السياق السعودي، وذلك من خلال تقديم رؤى عملية وتوصيات قابلة للتنفيذ. ويأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه الشركات السعودية تحولات كبيرة، وتسعى إلى تعزيز مكانتها التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

نتائج تقييم حوكمة الشركات المدرجة في السوق السعودية

خلال فعاليات المؤتمر، سيكشف مركز حوكمة الشركات (CGC) بجامعة الفيصل عن نتائج أحدث تقييم له لحوكمة الشركات المدرجة في السوق السعودية. هذا التقييم يمثل مرجعًا هامًا للمستثمرين والجهات المعنية، حيث يقدم صورة واضحة عن مستوى تطبيق مبادئ الحوكمة في الشركات المساهمة. من المتوقع أن تسلط النتائج الضوء على نقاط القوة والضعف في حوكمة الشركات السعودية، وتقديم توصيات لتحسين الأداء.

أهمية الشفافية والمساءلة

الشفافية والمساءلة هما جوهر حوكمة الشركات الفعالة. الشركات التي تتبنى هذه المبادئ تكون أكثر قدرة على بناء الثقة مع المستثمرين وأصحاب المصلحة، وجذب الاستثمارات طويلة الأجل. سيركز المؤتمر على كيفية تعزيز الشفافية والإفصاح في الشركات السعودية، وضمان مساءلة المسؤولين عن أداء الشركة.

جوائز التميز في حوكمة الشركات: تكريم رواد الالتزام

يُعد حفل توزيع جوائز التميز في حوكمة الشركات من أبرز فعاليات المؤتمر. تهدف هذه الجوائز إلى تكريم الجهات التي تتبنى أعلى معايير الشفافية والمساءلة والاستدامة في ممارساتها. ويأتي هذا التكريم في إطار جهود مركز (CGC) لتشجيع الشركات على تبني أفضل الممارسات في مجال الحوكمة، والمساهمة في بناء اقتصاد سعودي قوي ومستدام.

محاور رئيسية للمؤتمر

يتناول المؤتمر مجموعة واسعة من المحاور المتعلقة بالحوكمة، بما في ذلك دمج معايير (ESG) – البيئة والمجتمع والحوكمة – في استراتيجيات الشركات. هذا المحور يكتسب أهمية متزايدة في الوقت الحالي، حيث يدرك المستثمرون أهمية الاستدامة في تقييم أداء الشركات. الاستدامة أصبحت ليست مجرد مسؤولية اجتماعية، بل هي ضرورة اقتصادية.

الحوكمة في الشركات العائلية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة هو محور آخر سيحظى باهتمام كبير. تعتبر الشركات العائلية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة من أهم محركات النمو الاقتصادي في المملكة، ولكنها غالبًا ما تواجه تحديات خاصة في مجال الحوكمة. سيسعى المؤتمر إلى تقديم حلول عملية لهذه التحديات، ومساعدة هذه الشركات على تبني ممارسات حوكمة فعالة.

التحول الرقمي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي

مع تسارع وتيرة التحول الرقمي، أصبحت الحوكمة الرقمية من القضايا الهامة التي يجب على الشركات معالجتها. كما يولي المؤتمر اهتمامًا خاصًا بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وكيفية ضمان استخدام هذه التقنية بطريقة مسؤولة وشفافة. الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته فرصًا هائلة للنمو والابتكار، ولكنه أيضًا يثير مخاوف بشأن الخصوصية والتحيز والمساءلة.

إدارة المخاطر وثقة المستثمرين هما أيضًا من المحاور الرئيسية التي ستناقش في المؤتمر. الحوكمة الفعالة تلعب دورًا حيويًا في تحديد وإدارة المخاطر التي تواجه الشركات، وحماية مصالح المستثمرين وأصحاب المصلحة.

ورش عمل متخصصة لتطوير المهارات

بالإضافة إلى الجلسات الحوارية والعروض التقديمية، يتضمن برنامج المؤتمر إقامة ورش عمل متخصصة حول بناء مؤشرات الحوكمة، وتخطيط التعاقب الوظيفي، والتنوع في مجالس الإدارة. تهدف هذه الورش إلى تزويد المشاركين بالمهارات والمعرفة اللازمة لتطبيق مبادئ الحوكمة في بيئات عملهم. تطوير المهارات القيادية وتعزيز التنوع هما عنصران أساسيان لتحسين أداء مجالس الإدارة.

خلاصة القول ومستقبل الحوكمة في المملكة

يعتبر مؤتمر الحوكمة الرابع فرصة مثالية للمهتمين بمجال حوكمة الشركات للتواصل مع الخبراء والمتخصصين، والتعرف على أحدث التطورات في هذا المجال. من خلال مناقشة التحديات والفرص، وتقديم الحلول العملية، سيسهم المؤتمر في تعزيز ممارسات الحوكمة في الشركات السعودية، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. نتطلع إلى رؤية نتائج ملموسة لهذه الجهود في المستقبل القريب، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة جاذبة للاستثمارات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version