شهدت مدينة الرياض حدثًا بارزًا يعكس التزام الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية، حيث كرمت جمعية كفيف شركة موارد القيادة تقديرًا لجهودها المتميزة في دعم وتمكين المكفوفين خلال عام 2025. يأتي هذا التكريم في سياق التعاون الوثيق بين الطرفين، والذي أثمر عن مبادرات فعالة ساهمت في إعداد الكفاءات البصرية لدخول سوق العمل بثقة واقتدار. إن هذا التقدير ليس مجرد احتفاء بإنجاز، بل هو حافز لمواصلة الجهود نحو مجتمع أكثر شمولية.

تكريم شركة موارد القيادة: تقدير لجهود رائدة في تمكين المكفوفين

اختارت جمعية كفيف تكريم شركة موارد القيادة كاعتراف بمسيرتها الحافلة بالنجاحات في مجال تمكين المكفوفين. لم يقتصر دور الشركة على تقديم الدعم المادي، بل امتد ليشمل تصميم وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تطوير المهارات اللازمة للمكفوفين لتحقيق الاستقلال المهني والمساهمة الفعالة في بناء الوطن. هذا التكريم يعكس رؤية الجمعية في بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص لتعزيز دور أصحاب الهمم في المجتمع.

برامج تدريبية نوعية أحدثت فرقًا

نفذت شركة موارد القيادة، بالتعاون مع جمعية كفيف، سلسلة من البرامج التدريبية التي غطت مجالات متنوعة. شملت هذه البرامج تطوير المهارات التقنية، مثل استخدام برامج قراءة الشاشة والتقنيات المساعدة الأخرى، بالإضافة إلى تنمية مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين. كما تم تنظيم ورش عمل عملية ركزت على تعزيز الاستقلالية وتوفير الأدوات اللازمة للتغلب على التحديات التي قد تواجه المكفوفين في بيئات العمل المختلفة.

لم تقتصر هذه البرامج على الجانب النظري، بل حرصت على توفير فرص للتطبيق العملي واكتساب الخبرة من خلال الزيارات الميدانية والتدريب في بيئات عمل حقيقية. وقد ساهم ذلك في رفع مستوى ثقة المستفيدين بأنفسهم وزيادة استعدادهم لمواجهة متطلبات سوق العمل.

أثر المبادرات المشتركة على حياة المكفوفين

لقد لمس المستفيدون من برامج جمعية كفيف وشركة موارد القيادة أثرًا إيجابيًا ملموسًا على حياتهم. فقد تمكن العديد منهم من الحصول على فرص وظيفية مناسبة، وتحقيق الاستقرار المالي، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولأسرهم. هذا النجاح يعكس أهمية الاستثمار في تمكين المكفوفين وتوفير الدعم اللازم لهم لتحقيق طموحاتهم.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت هذه المبادرات في تغيير النظرة المجتمالية تجاه المكفوفين، وإبراز قدراتهم وإمكاناتهم. وقد أدى ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية دمجهم في المجتمع وتوفير فرص متساوية لهم في جميع المجالات.

تصريحات قيادية تؤكد على أهمية الشراكة والمسؤولية الاجتماعية

عبر عبدالكريم محمد بن مدشل، رئيس مجلس إدارة شركة التمكين الرائدة والرئيس التنفيذي لشركة موارد القيادة، عن سعادته وتقديره العميقين بهذا التكريم. وأكد أن الشركة تعتبر المسؤولية الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من رسالتها وقيمها، وأنها ملتزمة بدعم وتمكين جميع فئات المجتمع، وخاصة أصحاب الهمم.

وأضاف بن مدشل: “نحن نفخر بشراكتنا مع جمعية كفيف، ونؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار على الإطلاق. سنواصل – بإذن الله – تقديم كل ما يلزم لدعم المكفوفين وتمكينهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.”

من جانبها، أعربت جمعية كفيف عن شكرها العميق لشركة موارد القيادة على دعمها المتواصل وجهودها المتميزة. وأشادت بالدور الريادي الذي قامت به الشركة في مجال تمكين المكفوفين، مؤكدة أن هذا التعاون يمثل نموذجًا يُحتذى به في تعزيز الشراكة بين القطاع غير الربحي وقطاع الأعمال.

نحو مستقبل أكثر شمولية: رؤية المملكة 2030

يأتي هذا التكريم في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في دعم وتمكين أصحاب الهمم، ودمجهم في المجتمع وسوق العمل. وتؤكد الرؤية على أهمية توفير بيئة داعمة وميسرة لهم، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في بناء مستقبل الوطن.

إن تكريم شركة موارد القيادة هو بمثابة رسالة واضحة للجميع بأهمية دعم مبادرات تمكين المكفوفين، وتشجيع الشركات والمؤسسات على تبني سياسات وممارسات تضمن لهم حقوقهم وفرصهم المتساوية. كما أنه يعكس التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق التنمية المستدامة والشاملة للجميع.

تأثير التمكين على دخول المكفوفين لسوق العمل

إن برامج التدريب والتأهيل التي تقدمها شركة موارد القيادة، بالتعاون مع جمعية كفيف، تلعب دورًا حاسمًا في زيادة فرص حصول المكفوفين على وظائف مناسبة. فمن خلال تطوير مهاراتهم وقدراتهم، يتم إعدادهم لمواجهة تحديات سوق العمل والتنافس بفعالية مع الآخرين. كما أن هذه البرامج تساعدهم على اكتساب الثقة بالنفس وتحديد أهدافهم المهنية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة والجمعية على بناء علاقات قوية مع أصحاب العمل، وتوعيتهم بأهمية توظيف المكفوفين، وتقديم الدعم اللازم لهم لضمان بيئة عمل ميسرة وداعمة.

أهمية استمرار جهود تمكين المكفوفين

إن تمكين المكفوفين ليس مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار حقيقي في المجتمع. فالمكفوفون لديهم قدرات وإمكانات هائلة يمكن أن تساهم في تحقيق التنمية والازدهار. لذلك، من الضروري الاستمرار في دعمهم وتوفير الفرص لهم لتحقيق طموحاتهم.

ويجب أن تشمل جهود التمكين جميع الجوانب، بما في ذلك التعليم والتدريب والتوظيف والرعاية الصحية والاجتماعية. كما يجب أن يتم تصميم هذه الجهود بما يتناسب مع احتياجات وقدرات كل فرد من المكفوفين.

في الختام، يمثل تكريم شركة موارد القيادة من قبل جمعية كفيف نموذجًا يحتذى به في التعاون المثمر بين القطاعين الخاص وغير الربحي. إن هذه الشراكة تعكس التزامًا حقيقيًا بتمكين المكفوفين ودمجهم في المجتمع، وتحقيق رؤية المملكة 2030 في بناء مستقبل أكثر شمولية وازدهارًا للجميع. ندعو جميع الشركات والمؤسسات إلى الاقتداء بهذا النموذج، والمساهمة في دعم وتمكين أصحاب الهمم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version