التقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، مع النائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان، حكمت حاجييف، في الدوحة يوم الاثنين. وجاء هذا اللقاء على هامش فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة، حيث ركز النقاش على تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون وأذربيجان وتطورات إقليمية ودولية ذات أهمية مشتركة. ويهدف الجانبان إلى دفع التعاون الثنائي إلى آفاق جديدة.

اللقاء الذي عقد في العاصمة القطرية، يمثل استمرارًا للحوارات والتنسيقات بين دول المجلس وأذربيجان، بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة. وتناولت المحادثات بشكل خاص مستجدات خطة العمل المشترك بين الطرفين للفترة 2024-2028، الساعية إلى تطوير أوجه التعاون المختلفة.

تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون وأذربيجان: رؤية مستقبلية

تعتبر أذربيجان شريكًا مهمًا لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتسعى الدول الأعضاء إلى تطوير علاقاتها مع باكو في مجالات متعددة، بما في ذلك الطاقة، والاستثمار، والتجارة. ووفقًا لبيان صادر عن مجلس التعاون، يركز التعاون المشترك على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن الإقليمي.

خطة العمل المشترك 2024-2028

تتضمن خطة العمل المشترك 2024-2028، التي نوقش تنفيذها خلال اللقاء، عدة محاور رئيسية تهدف إلى تعميق التعاون بين مجلس التعاون وأذربيجان. ومن بين هذه المحاور: زيادة التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتطوير التعاون في مجالات التعليم والثقافة، وتعزيز التنسيق السياسي والأمني. بدأ العمل في الخطة في بداية العام الحالي.

ويشمل التعاون في قطاع الطاقة البحث عن فرص جديدة للاستثمار في مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات، بالإضافة إلى تطوير مصادر الطاقة المتجددة. أما في مجال الاستثمار، فتتركز الجهود على جذب الاستثمارات الخليجية إلى أذربيجان، وتشجيع الشركات الأذربيجانية على الاستثمار في دول المجلس. وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حجم التبادل التجاري بين الطرفين.

القضايا الإقليمية والدولية في صلب النقاش

لم يقتصر اللقاء على مناقشة العلاقات الثنائية، بل تطرق أيضًا إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتبادل الأمين العام و النائب الأول لوجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأوضاع في أوكرانيا، والوضع في غزة، والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف. وتوافق الجانبان على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة.

وتأتي هذه المشاورات في توقيت بالغ الأهمية، حيث تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة تتطلب تنسيقًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية. وتعتبر منتدى الدوحة منصة هامة للحوار وتبادل الأفكار بين القادة وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم. المنتدى يركز هذا العام على قضايا الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. كما جدد الجانبان دعوتهما إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف مصادر تمويلهما. وشدد البديوي وحاجيف على دور الشراكات الإقليمية في تحقيق الاستقرار.

في سياق متصل، شهد منتدى الدوحة أيضًا لقاءات جانبية أخرى جمعت مسؤولين من دول مجلس التعاون مع نظرائهم من دول أخرى، مما يعكس أهمية هذا المنتدى كمنصة للحوار والتواصل. وتشمل هذه اللقاءات قضايا التجارة والاستثمار والتعاون الأمني.

من المتوقع أن يستمر مجلس التعاون ودولة أذربيجان في التنسيق الوثيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتنفيذ خطة العمل المشترك 2024-2028. وستكون متابعة سير تنفيذ هذه الخطة من بين أبرز أولويات الجانبين في الفترة المقبلة. كما سيتم العمل على عقد المزيد من اللقاءات والاجتماعات الثنائية لتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل. وستظل التطورات الإقليمية والدولية محور مراقبة دقيقة للجانبين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version