انطلقت فعاليات موسم شتاء مكة 2025 يوم أمس، في خطوة تهدف إلى تنويع الأنشطة السياحية والترفيهية في مدينة مكة المكرمة. يشارك في هذا الموسم الذي يمتد حتى نهاية أبريل 2026، مجموعة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، بهدف إثراء تجربة السكان والزوار على حد سواء. ويأتي هذا الحدث ضمن إطار رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة لتطوير المدن وتعزيز جودة الحياة.

شهد حفل الافتتاح حضورًا بارزًا، ضم معالي أمين العاصمة المقدسة مساعد بن عبدالعزيز الداوود، والرئيس التفيذي لشركة “كدانة” للتنمية والتطوير المهندس محمد بن ناصر المجماج، ومدير جامعة أم القرى الدكتور معدي بن محمد آل مذهب، والرئيس التنفيذي لشركة البلد الأمين للتنمية والتطوير المهندس هتان طاسجي. من المتوقع أن يستقطب موسم شتاء مكة أكثر من 800 ألف زائر، مما يعزز مكانة المدينة كوجهة سياحية متميزة.

أهداف وفعاليات موسم شتاء مكة 2025

يهدف موسم شتاء مكة إلى تجاوز مفهوم السياحة الدينية التقليدية، وتقديم تجارب متنوعة تلبي اهتمامات جميع أفراد المجتمع. ويعتبر هذا الموسم جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتطوير البنية التحتية السياحية في مكة المكرمة، وتحسين الخدمات المقدمة للزوار.

تنوع الفعاليات

يتضمن الموسم أكثر من 25 فعالية تغطي مجالات متعددة، بما في ذلك الرياضة، والأنشطة الاجتماعية، والفعاليات الثقافية، والخيارات الترفيهية، بالإضافة إلى المعارض التجارية. هذا التنوع يضمن وجود شيء ممتع لكل زائر، بغض النظر عن اهتماماته أو عمره. وتشمل الفعاليات المقترحة عروضًا فنية، وفعاليات رياضية، وأسواقًا تقليدية، ومهرجانات الطعام، وغيرها.

الاستدامة والتأثير الاقتصادي

تسعى الجهات المنظمة إلى تحقيق استدامة الفعاليات على مدار العام، وليس فقط خلال فصل الشتاء. ويرتبط هذا الهدف بتطوير برامج وأنشطة مستمرة تساهم في جذب السياح وتعزيز الحراك الاقتصادي في المدينة. وتشير التقديرات إلى أن موسم شتاء مكة سيخلق فرص عمل جديدة، ويدعم نمو القطاعات التجارية المرتبطة بالسياحة.

دور القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية في نجاح الموسم

لا يقتصر دور الجهات الحكومية على تنظيم موسم شتاء مكة، بل يمتد ليشمل مشاركة فعالة من القطاع الخاص والمؤسسات غير الربحية. تساهم هذه الجهات بخبراتها ومواردها في تطوير وتنفيذ الفعاليات، وتقديم خدمات عالية الجودة للزوار.

تعتبر مشاركة القطاع الخاص ضرورية لضمان التنوع والابتكار في الفعاليات المقدمة. بينما تساهم المؤسسات غير الربحية في تعزيز الجوانب الاجتماعية والثقافية للموسم، وتقديم الدعم للفئات المحتاجة. هذا التعاون بين القطاعات المختلفة يعزز فرص نجاح الموسم وتحقيق أهدافه المنشودة.

بالإضافة إلى ذلك، يركز الموسم على تطوير الفعاليات السياحية في مكة المكرمة، مما يعكس التزام المملكة بتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وتشمل هذه الجهود تحسين البنية التحتية للفنادق والمطاعم، وتطوير وسائل النقل، وتوفير خدمات سياحية متكاملة.

وتشهد مكة المكرمة حاليًا تطورات كبيرة في مجال البنية التحتية، بما في ذلك مشاريع توسعة الحرمين الشريفين، ومشروع مكة المكرمة للتطوير الحضري. تهدف هذه المشاريع إلى تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وتوفير بيئة حضرية مريحة وجذابة للسكان والزوار.

من الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تستهدف استقبال 100 مليون سائح بحلول عام 2030، ضمن إطار رؤية 2030. ويعتبر موسم شتاء مكة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف الطموح، من خلال جذب المزيد من السياح وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.

وفي سياق متصل، تشهد المدن السعودية الأخرى إطلاق فعاليات مماثلة تهدف إلى تنويع الأنشطة السياحية وتعزيز جودة الحياة. وتشمل هذه الفعاليات مهرجانات ثقافية، ومعارض تجارية، وفعاليات رياضية، وعروضًا ترفيهية.

من المتوقع أن تعلن الجهات المنظمة عن تفاصيل أكثر حول الفعاليات المخطط لها خلال موسم شتاء مكة في الأسابيع القادمة. وستشمل هذه التفاصيل مواعيد الفعاليات، ومواقعها، وتكاليف الدخول، وكيفية الحجز.

في الختام، يمثل إطلاق موسم شتاء مكة 2025 علامة فارقة في جهود تطوير السياحة في المدينة. وستتركز الجهود المستقبلية على تقييم أثر الموسم، وتحسين الفعاليات، والتخطيط لمواسم قادمة أكثر نجاحًا. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بالموسم، وتقييم مدى استجابته لتوقعات الزوار، وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version