أعلنت روسيا والولايات المتحدة عن تفاؤل حذر بشأن قرب التوصل إلى حل لـ الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا. هذا التطور يثير الآمال في إنهاء الصراع المستمر منذ فبراير 2022، والذي أثر بشكل كبير على الأمن الإقليمي والعالمي. تأتي هذه التصريحات في ظل ترحيب أوروبي بالتقدم المحرز، مع التأكيد على أهمية توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.
تصريحات متطابقة حول قرب نهاية الحرب في أوكرانيا
أكد الكرملين اليوم الاثنين أنه يتفق مع الرئيس ترامب على أن محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا باتت في مراحلها الأخيرة. جاء هذا التأكيد ردًا على سؤال الصحفيين حول تقييم ترامب بعد محادثاته مع الرئيس زيلينسكي. المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، صرح بـ “بالتأكيد” عندما سُئل عن مدى موافقة موسكو على تقييم ترامب.
من جانبه، صرح الرئيس ترامب بعد اجتماعه بالرئيس زيلينسكي بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بات قريبًا، لكنه لم يكشف عن تفاصيل حول حل مسألة الأراضي المتنازع عليها. يذكر أن ترامب كان قد تعهد بإنهاء النزاع في اليوم الأول من رئاسته، وأشار إلى أن تحقيق ذلك قد يكون أصعب مما كان متوقعًا.
الجهود الدبلوماسية والترحيب الأوروبي
أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن ترحيبها بالتقدم المحرز في محادثات السلام. وذكرت في تدوينة على منصة إكس أنها أجرت اتصالات هاتفية مطولة مع ترامب وزيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، مؤكدةً أنهم علموا بإحراز تقدم.
وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة العمل على ترسيخ هذا التقدم، مشددة على أهمية توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا منذ البداية. هذا التأكيد يعكس التزام أوروبا بدعم أوكرانيا في سعيها لتحقيق السلام والاستقرار. الأمن الإقليمي هو محور اهتمام الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة.
اتفاق مبدئي على خطة السلام
أفاد الرئيس زيلينسكي بأنهما اتفقا مع ترامب على 90% من خطة السلام التي أعلن عنها البيت الأبيض لإنهاء الحرب في أوكرانيا. في الوقت نفسه، كشف البيت الأبيض في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن مسودة خطة سلام محدّثة ومنقحة، عقب مباحثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني، دون الكشف عن تفاصيلها. هذا التقدم الملحوظ يشير إلى وجود أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لتحقيق حل شامل.
الأحكام العرفية والضمانات الأمنية
على صعيد آخر، أعلن الرئيس زيلينسكي أن الأحكام العرفية التي تحظر مغادرة الرجال الأوكرانيين في سن التجنيد للبلاد لن ترفع إلا بعد انتهاء الحرب والحصول على ضمانات أمنية. وأوضح خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت أن إلغاء الأحكام العرفية لن يتم إلا بعد التأكد من أن أوكرانيا قد حصلت على ضمانات كافية تضمن عدم تكرار العدوان.
وأضاف زيلينسكي أن الحرب لا يمكن اعتبارها منتهية بالكامل بدون هذه الضمانات، مؤكدًا على أهمية توفير بيئة آمنة ومستقرة للمواطنين الأوكرانيين. هذا الموقف يعكس حرص أوكرانيا على حماية سيادتها وأمنها القومي. الاستقرار السياسي في أوكرانيا يعتمد بشكل كبير على هذه الضمانات.
خلفية الصراع ومطالب روسيا
تشن روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهاء هذا الهجوم تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية. تعتبر كييف هذا الشرط تدخلًا في شؤونها الداخلية، وتصر على حقها في تحديد مسارها السياسي والأمني.
هذا الصراع له جذور تاريخية وسياسية عميقة، ويتأثر بتوازنات القوى الإقليمية والدولية. إنهاء الحرب في أوكرانيا يتطلب إيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف المعنية، وتضمن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.
في الختام، يبدو أن هناك زخمًا دبلوماسيًا متزايدًا نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. التصريحات المتفائلة من روسيا والولايات المتحدة، والترحيب الأوروبي بالتقدم المحرز، تشير إلى أن التوصل إلى حل ممكن قد يكون أقرب من أي وقت مضى. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، بما في ذلك مسألة الأراضي المتنازع عليها وتوفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا. نأمل أن تستمر الجهود الدبلوماسية في تحقيق نتائج إيجابية، وأن يتمكن الشعب الأوكراني من العيش في سلام وأمن. تابعونا لمزيد من التحديثات حول هذا الموضوع الهام.


