هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة باستهداف أي قوات أجنبية يتم نشرها في أوكرانيا، في حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتحدث قريبا إلى بوتين في إطار مساعيه لحل الصراع.

وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك بأقصى شرقي روسيا غداة اجتماع لحلفاء كييف الأوروبيين خصص لبحث الضمانات الأمنية في حال التوصل إلى اتفاق سلام، “إذا انتشرت قوات، أيا كانت هناك، وخصوصا الآن في وقت تجري فيه معارك، سننطلق من مبدأ أنها ستكون أهدافا مشروعة”.

وأضاف بوتين أن الضمانات الأمنية يجب أن تشمل روسيا وأوكرانيا، مؤكدا أن موسكو ستحترمها.

وأكد مجددا رفض روسيا عضوية محتملة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكنه أشار إلى أن عضوية محتملة لكييف في الاتحاد الأوروبي حق قانوني لها.

وتحدث الرئيس الروسي عن عقبات قانونية في أوكرانيا أمام أي اتفاق محتمل بشأن الأراضي.

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن تقديمها من خلال قوات عسكرية أجنبية، مؤكدا أن هذا لن يناسب روسيا.

وتابع أن التفاهمات في إسطنبول عام 2022 تضمنت جميع الضمانات الأمنية.

كما اتهم المتحدث باسم الكرملين الأوروبيين بعرقلة حلّ الصراع الدائر في أوكرانيا منذ أواخر فبراير/شباط 2022، معتبرا أنهم يواصلون محاولاتهم لجعل أوكرانيا مركزا لكل ما هو معاد لروسيا.

تحالف الراغبين

وفي ختام اجتماع “تحالف الراغبين” الداعم لكييف أمس الخميس في باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن 26 دولة التزمت بنشر قواتها في أوكرانيا، على الأرض وفي البحر والجو، لطمأنتها.

وأضاف ماكرون عقب الاجتماع أنه والزعماء الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجروا اتصالا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد قمتهم، وأن الإسهامات الأميركية في الضمانات الأمنية ستشهد وضع اللمسات النهائية عليها خلال الأيام المقبلة.

وتابع أن الضمانات الأمنية ستشمل قبل كل شيء التزامات بإعادة بناء القوات المسلحة الأوكرانية وتعزيزها.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن الضمانات الأمنية لبلاده يجب أن تدخل حيز التنفيذ قبل انتهاء الأعمال القتالية الروسية، مشيرا إلى أن هذه الضمانات ليست عسكرية فحسب، بل اقتصادية أيضا.

وأضاف زيلينسكي أنه بحث مع الأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته ضرورة تسريع العمل على الضمانات الأمنية.

ورحب الرئيس الأوكراني بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من الضمانات الأمنية لكييف، وحث برلمانات الدول المعنية على التصديق على تلك الخطط، وطالب الولايات المتحدة بتشديد عقوباتها الاقتصادية على روسيا.

وفي الإطار، نقلت شبكة “إن بي سي” عن مصادر أن الولايات المتحدة قد تتولى دورا قياديا بمراقبة منطقة عازلة في أوكرانيا إذا تم تحقيق السلام، وذلك باستخدام مسيّرات وأقمار اصطناعية.

وبموجب التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال محادثات السلام في إسطنبول عام 2022، تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام للحلف الأطلسي وتكون دولة محايدة خالية من الأسلحة النووية.

وفي المقابل، تحصل على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا.

وخلال الحرب سيطرت روسيا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا، وضمت إليها 4 مناطق (زاباروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وأعلنت سابقا أنها لن تتفاوض على هذه الأراضي.

ترامب وبوتين

في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في المستقبل القريب.

وأضاف ترامب أنه تمكن من إنهاء عدد من الحروب لكن النزاع الروسي الأوكراني هو الأصعب حتى الآن، وفق تعبيره.

وجاء تصريح ترامب بعد تواصله عبر الفيديو مع قادة التحالف الداعم لأوكرانيا عقب اجتماع لقادة التحالف في باريس.

من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين بيسكوف إن المحادثات بين بوتين وترامب ليست سهلة، مضيفا أن هناك احتمالا لعقد جولة محادثات ثانية بين الرئيسين في المستقبل القريب.

وتابع بيسكوف أن الاتصالات بين الكرملين وواشنطن مستمرة، لكن حتى الآن لم تؤد إلى إحياء شامل لجميع العلاقات، كما أشار إلى وجود قنوات اتصال بين أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي حث قادة أوروبا الذين تحدث إليهم عبر الهاتف أمس على التوقف عن شراء النفط الروسي، ودعاهم لممارسة ضغط اقتصادي على الصين سعيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكان الرئيس الأميركي والروسي اجتمعا قبل نحو أسبوعين في ألاسكا، ولكن المحادثات لم تحرز أي تقدم باتجاه وقف إطلاق النار أو تسوية الصراع بين موسكو وكييف.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version