يهيمن اسم نصري عصفورة على المشهد السياسي في هندوراس حاليًا، مع تقدمه الملحوظ في الانتخابات الرئاسية التي تجري في البلاد. النتائج الأولية تشير إلى تحول محتمل في توجه البلاد، قد يعيدها إلى مسار يميني بعد فترة من الحكم اليساري. هذا السباق الانتخابي ليس مجرد صراع على السلطة داخليًا، بل يشهد تدخلًا خارجيًا بارزًا، خاصة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما يجعله محط اهتمام إقليمي ودولي.
النتائج الأولية والتقدم الملحوظ لنصري عصفورة
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في هندوراس تقدمًا واضحًا لمرشح الحزب الوطني المحافظ، نصري عصفورة، بعد فرز حوالي 34% من الأصوات. هذا التقدم يضعه في صدارة المتنافسين، متقدمًا بفارق ضئيل على المرشح اليميني الآخر، سلفادور نصر الله، وبفارق كبير على مرشحة الحزب اليساري الحاكم، ريشي مونكادا.
وبحصوله على 40.6% من الأصوات، يعكس هذا الدعم الشعبي رغبة متزايدة في التغيير، وربما استياءً من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الحالية. الوضع يتطلب متابعة دقيقة، حيث أن الفارق بين عصفورة ونصر الله ضئيل للغاية، وسيتم حسم النتيجة النهائية بناءً على الأصوات المتبقية.
منافسة شرسة بين الأيديولوجيات المختلفة
تتميز هذه الانتخابات بمنافسة حادة بين ثلاثة مرشحين يمثلون أيديولوجيات مختلفة. نصري عصفورة يمثل التيار المحافظ، بينما يمثل سلفادور نصر الله اليمين، وريشي مونكادا تمثل اليسار الحاكم. هذه المنافسة تعكس الانقسامات السياسية العميقة في المجتمع الهندوراسي، والتي تتفاقم بسبب التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد.
وتشغل الرئيسة اليسارية الحالية، زيومارا كاسترو، ومصير الإرث الذي تركه زوجها الراحل مانويل زيلايا – الذي أطيح به في انقلاب عام 2009 – بالًا كبيرًا في هذه الانتخابات.
دعم ترامب ودوره في الانتخابات
يعتبر دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لـ نصري عصفورة من أبرز السمات المميزة لهذه الانتخابات. ترامب لم يكتفِ بالإعلان عن دعمه، بل هدد بقطع الدعم الأمريكي لهندوراس في حال عدم فوز المرشح المحافظ.
هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعًا، واعتبرت تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية لدولة أخرى. وقد كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي، تروث سوشيال، واصفًا عصفورة بـ “الصديق الحقيقي الوحيد للحرية”، ومعربًا عن عدم ثقته في المنافسين الآخرين.
إضافة إلى ذلك، أعلن ترامب عن نيته منح عفوًا للرئيس الهندوراسي السابق، خوان أورلاندو هيرنانديز، المحكوم بالسجن في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالاتجار بالكوكايين. هذا الإعلان أثار استياءً واسعًا من قبل منظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية بمكافحة الفساد. نصري عصفورة يستفيد بشكل واضح من هذا الدعم، لكنه يثير تساؤلات حول مدى استقلالية السياسة الهنديةوراسية.
من هو نصري عصفورة؟ سيرة ذاتية وخطة عمل
نصري عصفورة هو سياسي ورجل أعمال هندوراسي من أصل فلسطيني، ولد عام 1958 في تيغوسيغالبا. بدأ مسيرته السياسية في عام 1990، وشغل العديد من المناصب العامة، بما في ذلك عضوية الكونغرس الوطني وعمدة المقاطعة المركزية لمدة ثماني سنوات.
ترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2021، لكنه خسر أمام زيومارا كاسترو. وقد ركز في حملته الانتخابية لعام 2025 على عدة نقاط رئيسية، بما في ذلك:
- خلق فرص العمل: يهدف عصفورة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين.
- تعزيز اللامركزية: يريد عصفورة منح المزيد من السلطات للمحليات لتمكينها من تلبية احتياجات المواطنين بشكل أفضل.
- تحسين الأمن: يولي عصفورة أهمية كبيرة لمكافحة الجريمة والعنف، ويعتزم اتخاذ إجراءات صارمة لتحسين الأمن في البلاد.
- تشجيع الاستثمار: يسعى عصفورة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز النمو الاقتصادي.
- تطوير قطاعات الصحة والتعليم: يعتزم عصفورة الاستثمار في تطوير قطاعات الصحة والتعليم لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
- بناء تحالفات دولية: يركز عصفورة بشكل خاص على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، ويعتبرها شريكًا استراتيجيًا مهمًا.
هل تشهد هندوراس تحولًا سياسيًا؟
إذا استمر اتجاه النتائج الأولية، فمن المرجح أن تشهد هندوراس تحولًا سياسيًا نحو اليمين. وستصبح بذلك الدولة التالية في أمريكا اللاتينية التي تسلك هذا المسار، بعد الأرجنتين وبوليفيا.
هذا التحول قد يكون له تداعيات كبيرة على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والمنطقة. فهل سينجح نصري عصفورة في تحقيق وعوده الانتخابية، وهل ستشهد هندوراس فترة من الاستقرار والازدهار تحت حكمه؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح مع مرور الوقت، ومع اكتمال فرز الأصوات، وتشكيل الحكومة الجديدة. من المهم متابعة تطورات الأحداث في هندوراس، وتحليل التأثيرات المحتملة لهذا التحول السياسي على المنطقة والعالم.



