تشهد محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية في منطقة الرياض تنفيذ حزمة من المشروعات الهادفة إلى تعزيز صون الطبيعة والسياحة البيئية المستدامة. تأتي هذه المبادرات ضمن خطة استراتيجية شاملة للهيئة المعنية بتطوير المحمية، وتستهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة وجذب الزوار المهتمين بالبيئة. وقد تفقد الرئيس التنفيذي للهيئة الأعمال الجارية ميدانيًا مؤخرًا.
أكد الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المحمية، على أهمية هذه المشروعات خلال جولته التفقدية الأخيرة. وشملت الجولة مواقع العمل المختلفة، بما في ذلك مشروع اللوحات الإرشادية والتوعوية، ومشروع مكافحة النباتات الغازية، والعيادة البيطرية الجديدة، ومشاريع التشجير، وأنظمة المراقبة البيئية. تهدف هذه الجهود إلى تحقيق التوازن البيئي وتعزيز الاستدامة في المحمية.
صون الطبيعة وتعزيز السياحة البيئية في المحمية الملكية
تعتبر محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية من أهم المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، حيث تضم تنوعًا بيولوجيًا غنيًا يشمل العديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة. تسعى الهيئة المطورة للمحمية إلى حماية هذا التنوع وتعزيزه من خلال تنفيذ مجموعة من المشروعات البيئية الطموحة.
مكافحة النباتات الغازية والحفاظ على الغطاء النباتي
يمثل انتشار النباتات الغازية تهديدًا كبيرًا للغطاء النباتي الأصلي في المحمية، حيث تتنافس هذه النباتات مع الأنواع المحلية على الموارد الطبيعية. لذلك، أطلقت الهيئة مشروعًا مكثفًا لمكافحة هذه النباتات وإزالة آثارها، مع التركيز على تعزيز نمو الأشجار والنباتات المحلية. وتشير التقارير الميدانية إلى تقدم ملحوظ في هذا المشروع.
العيادة البيطرية وعلاج الحيوانات الفطرية
تعد العيادة البيطرية الجديدة إضافة مهمة إلى البنية التحتية للمحمية، حيث توفر خدمات علاجية للحيوانات الفطرية المصابة أو الجريحة. تهدف هذه العيادة إلى الحفاظ على صحة الحيوانات البرية وتقليل معدلات النفوق، مما يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي. وتقدم العيادة خدماتها بالتعاون مع متخصصين في الطب البيطري.
مشروعات التشجير وزيادة المساحات الخضراء
يشمل برنامج التشجير في المحمية زراعة الأشجار والشجيرات المحلية في مناطق مختلفة، بما في ذلك روضة خريم. وقد حقق مشروع تشجير شرق روضة خريم نجاحًا ملحوظًا في معدلات النمو والتأقلم، مما يعكس فعالية هذا المشروع في استعادة الغطاء النباتي. تساهم هذه المشروعات في تحسين جودة الهواء وتوفير الظل للحيوانات والزوار.
أنظمة المراقبة البيئية وتعزيز الأمن
قامت الهيئة بتركيب كاميرات مراقبة ميدانية في مواقع استراتيجية داخل المحمية، بالإضافة إلى إنشاء غرفة عمليات بيئية في مقر الهيئة. تهدف هذه الأنظمة إلى تعزيز الأمن البيئي ومكافحة المخالفات، بالإضافة إلى دعم الفرق الميدانية في أداء مهامها. تساعد غرفة العمليات في تلقي البلاغات والمخالفات وتوجيه الفرق الميدانية للتعامل معها بشكل سريع وفعال.
الاستعداد لموسم العرمة وتعزيز السياحة البيئية
تستعد المحمية لاستقبال زوار موسم العرمة بنسخته الخامسة، وهو موسم سياحي شهير يجذب العديد من الزوار المهتمين بالبيئة والطبيعة. وقد تفقد الدكتور الحريقي جاهزية مشغلي أنشطة السياحة البيئية، وتأكد من تطبيقهم لمعايير الحفاظ على البيئة الطبيعية. كما استمع إلى مرئياتهم ومقترحاتهم حول تطوير أنشطة السياحة البيئية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، تولي الهيئة اهتمامًا خاصًا بتوعية الزوار بأهمية الحفاظ على البيئة واحترام الأنظمة والقواعد المتبعة في المحمية. ويتم ذلك من خلال اللوحات الإرشادية والتوعوية، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات وبرامج تثقيفية.
السياحة البيئية في المحمية تساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب. وتشجع الهيئة على تطوير أنشطة سياحية مستدامة لا تضر بالبيئة، مثل المشي لمسافات طويلة، ومراقبة الطيور، والتصوير الفوتوغرافي للطبيعة.
من المتوقع أن تعلن الهيئة عن نتائج تقييم أثر المشروعات البيئية الحالية في الأشهر القليلة القادمة. كما يجري التخطيط لإطلاق المزيد من المشروعات الجديدة في المستقبل القريب، بهدف تعزيز صون الطبيعة وتحقيق التنمية المستدامة في المحمية. وستظل الهيئة تتابع عن كثب التطورات البيئية في المحمية وتقييم فعالية المشروعات المنفذة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المحتملة والتغيرات المناخية.



