أفصحت وسائل إعلام إسرائيلية أن حماس وافقت على الخريطة الجديدة التي عرضتها إسرائيل في الدوحة، والتي تتضمن انسحاب جيش الاحتلال من محور موراغ بين خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة.

ووفقاً للخريطة، ستبقى القوات الإسرائيلية بعمق 1.2 كيلومتر شمال محور فيلادلفيا، و1.1 كيلومتر في شمال وشرق غزة. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصدر مشارك في المفاوضات قوله: «لم يعد التركيز منصباً على محور موراغ؛ بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح. هذا هو محور النقاشات حالياً».

وأعلن المصدر أن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تعزز بشكل كبير فرص التوصل إلى اتفاق قريباً.

وبحسب مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى، فإن موافقة حماس على إطار عمل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف تُشير إلى تحوّل في موقفها.

وعزا المسؤول موافقة حماس إلى الضغط العسكري المكثف، والتدخل الأمريكي القوي، ورغبة واشنطن في التوصل إلى اتفاق.

وقال المسؤول للصحفيين إن التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، الذي يشمل إطلاق سراح 10 محتجزين، وإعادة جثث 18 آخرين، إضافة إلى هدنة لمدة 60 يوماً، أمر «ممكن».

وأضاف: «هناك آراء سياسية متباينة في إسرائيل، لكن الحكومة ملتزمة باتفاق بشأن الرهائن، وهذا هو الموقف الذي يتبناه رئيس الوزراء. أعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن. الأمر ليس بهذه البساطة. التفاوض مع حماس ليس سهلاً ولا سريعاً، ولا يمكنني تحديد جدول زمني، ولكنه في المتناول».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصدر دبلوماسي عربي قوله: إن المقترح الإسرائيلي المُحَدث سيعيق على الأرجح قدرة تل أبيب على تنفيذ خطة ما تسميه بـ«المدينة الإنسانية».

وأكد أنه لا يزال يتعين على الجانبين التوصل إلى تفاهمات بشأن آليات توزيع المساعدات الإنسانية، وعدد وهويات الأسرى الفلسطينيين الذين سَيُطلَقُ سراحهم خلال الهدنة التي تستمر شهرين.

وكان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تمضي بشكل جيد، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال حفل توقيع قانون في واشنطن: «لدينا بعض الأخبار الجيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى التي نعمل عليها»، موجهاً الشكر لويتكوف.

وعُقد اجتماع بين الوفد الإسرائيلي والوفدين القطري والمصري، قدم خلاله الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تعكس مرونة إضافية من طرفه، بحسب ما كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست».

ونقلت عن مصدر مطلع قوله: «التركيز الآن لم يعد على ممر موراغ، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح، فهناك يتمحور النقاش حالياً».

وحسب المصدر، فإن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تشكل تقدماً كبيراً في فرص التوصل إلى اتفاق قريب.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الوسطاء يركزون في المرحلة الحالية على انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة خلال الهدنة بما في ذلك انسحاب ملموس من رفح.

وأفادت بأن مسودة اتفاق غزة تشمل إطلاق سراح 28 محتجزاً إسرائيلياً على مدار هدنة تمتد لـ60 يوماً، موضحة أن إسرائيل ستبدأ بانسحاب تدريجي من شمال قطاع غزة، يتبعه انسحاب من مناطق في جنوب القطاع.

ووفق مسودة الاتفاق، التي صيغت بالتعاون مع الوسطاء، فإن الإفراج عن الـ28 محتجزاً إسرائيلياً سيكون على النحو التالي: 10 أحياء و18 جثماناً، وذلك مقابل وقف شامل للنشاط العسكري وتدفق مساعدات إنسانية إلى القطاع تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

ومن المقرر أن يتم تنفيذ الصفقة وفق جدول زمني محدد، إذ يُفرج عن 8 محتجزين أحياء في اليوم الأول، و5 جثامين في اليوم السابع، ثم 5 آخرين في اليوم الثلاثين، ومحتجزين اثنين حيّين في اليوم الخمسين، وفي اليوم الأخير تُسلّم جثامين 8 آخرين.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن حماس تلتزم في اليوم العاشر من الهدنة بتقديم معلومات عن باقي المحتجزين، بينما تكشف إسرائيل معلومات عن أكثر من 2000 معتقل من غزة احتُجزوا إدارياً منذ بدء الحرب.

وينص الاتفاق على التزام إسرائيلي بإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، إلى جانب وقف كامل للعمليات العسكرية من لحظة دخول الهدنة حيّز التنفيذ، وتعليق حركة الطيران فوق القطاع لمدة 10 ساعات يومياً، ترتفع إلى 12 ساعة في أيام تسليم المحتجزين.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version