توفي رئيس الوزراء الكيني السابق وزعيم المعارضة رائيل أودينغا، عن عمر 80 عاماً، ونقلت وسائل إعلام عالمية عن عائلته أن توفي اليوم (الأربعاء) في الهند أثناء تلقيه العلاج الطبي، بينما أعلن مستشفى ديفاماثا في مدينة كوتشي بولاية كيرالا أنه أصيب بتوقف قلبي مفاجئ أثناء نزهة صباحية في مركز أيورفيدا لعلاج العيون.
من هو رائيل أودينغا؟
أودينغا، الذي قضى سنوات في السجن، وترشح خمس مرات دون نجاح لرئاسة البلاد، كان لعقود في قلب السياسة الكينية، حيث بنى تحالفات مع خصوم سابقين، وشغل منصب رئيس الوزراء لمدة ولاية واحدة، وألهم ولاءً مدى الحياة من قاعدته الشعبية، خصوصاً بين قبيلة اللوو في غرب البلاد وفي العاصمة نيروبي.
ولد أودينغا ابناً لأوجينغا أودينغا، نائب الرئيس الأول في عهد قائد الاستقلال جومو كينياتا، وورث الخصومة بين والديهما، ورغم مصالح عائلته التجارية الواسعة، بدأ أودينغا مسيرته كثوري يسارية، مسمياً ابنه فيدل تيمناً بزعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو.
وسُجن أول مرة في 1982 بعد محاولة انقلاب ضد الرئيس دانيال أراب موي، الذي سجن وتعذب وقتل معارضيه. قضى تسع سنوات في السجن، ست منها في العزل الانفرادي.
واكتسب لقب «أغوامبو» (الغامض باللغة اللوو) بفضل قدرته على التعاون مع المنافسين، وكان أنصاره ينادونه ببساطة «بابا» (الأب بالسواحيلية)، رافضين تركه حتى عند اتهامه باستغلال الانقسامات العرقية لأغراض سياسية أو عقد صفقات مع الخصوم للوصول إلى السلطة.
أصداء وفاة رائيل أودينغا في كينيا
ومع انتشار خبر الوفاة في الشوارع، توجه مئات الأنصار من أحياء كيبيرا الفقيرة في نيروبي، وهم يبكون ويلوحون بأغصان، في موكب إلى منزل أودينغا، كما زار الرئيس الكيني ويليام روتو منزل العائلة في ضاحية كارين الثرية بنيروبي، في إشارة إلى الاحترام السياسي الذي حظي به.
ساهم إرث أودينغا كناشط ديمقراطي في تحقيق إصلاحين رئيسيين في كينيا: الانتقال إلى نظام متعدد الأحزاب في 1991، ودستور جديد في 2010، كما قاد احتجاجات بعد الانتخابات المثيرة للجدل في 2007، التي أغرقت كينيا في أعنف عنف سياسي منذ الاستقلال، حيث قُتل نحو 1300 شخص ونزح مئات الآلاف.
أخبار ذات صلة