في الأسابيع الأخيرة، بدأت تظهر علامات القلق على جماهير ريال مدريد، خاصةً بعد الأداء المتذبذب للفريق أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا، والسقوط المفاجئ أمام رايو فاليكانو في الدوري الإسباني. لم يعد الفريق يظهر بالشكل المتوازن الذي كان عليه في بداية الموسم، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الفريق وتشكيلته. يتركز النقاش حالياً حول تكتيك ريال مدريد الحالي، وهل هو الأمثل للاستفادة من النجوم المتواجدة، وعلى رأسهم فينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام، وكيليان مبابي.

هل يحتاج ريال مدريد إلى تغيير في الخطة التكتيكية؟

بعد فترة طويلة من الضغط العالي والانضباط التكتيكي الذي ميز أداء ريال مدريد في البداية، أصبح من الواضح أن التشكيلة الهجومية الحالية، التي تعتمد على نظام 4-3-3، لا تقدم المستوى المأمول. يبدو أن هناك خللاً ما في التوليفة، وعدم تناغم بين اللاعبين، مما يؤثر على الفاعلية الهجومية للفريق بشكل عام.

في ظل هذه الظروف، قد يكون المدرب تشابي ألونسو مضطراً إلى اتخاذ قرار جريء، وهو تغيير طريقة اللعب إلى 4-4-2 الماسية. هذه الخطة قد تكون الحل لإعادة التوازن والانسجام إلى تشكيلة الفريق، وإعادة ريال مدريد إلى المسار الصحيح.

لماذا خطة 4-4-2 الماسية قد تكون الحل؟

هناك عدة أسباب تجعل خطة 4-4-2 الماسية خياراً جذاباً لتشابي ألونسو في هذه المرحلة:

حرية بيلينغهام في خط الوسط

عودة اللاعب الإنجليزي جود بيلينغهام من الإصابة لم تكن كما توقع الكثيرون. يجد اللاعب صعوبة في التأقلم مع الدور الهجين الموكل إليه، الذي يجمع بين مهام لاعب ارتكاز ولاعب رقم 10. هذا التكيف التكتيكي يقلل من تأثيره الهجومي، ويجعله أقل خطورة على مرمى الخصوم.

في خطة الماسة، سيكون بيلينغهام قادراً على اللعب كصانع ألعاب صريح خلف المهاجمين، وهو المركز الذي تألق فيه بشكل كبير في المواسم الماضية. هذا سيمنحه حرية أكبر في التحكم بإيقاع اللعب، والتسلل إلى منطقة الجزاء في الوقت المناسب، وإضافة لمسة إبداعية إلى الهجوم.

استغلال نقاط القوة لمبابي وفينيسيوس

الفكرة القائمة على تدوير الأدوار بين كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور تبدو جيدة من الناحية النظرية، لكنها لا تنجح في أرض الواقع. كلا اللاعبين يتألقان على الجانب الأيسر من الملعب، ويعتمدان على المساحات والانطلاقات العمودية من هذا الطرف.

إجبار أحدهما على اللعب في الجانب الأيمن سيؤدي إلى تقليل إنتاجيته، وقد يخلق توتراً في غرفة الملابس نظراً لأهمية الثنائي. خطة الماسة تسمح لمبابي بالبقاء في العمق كرأس حربة صريح، بينما يمكن لفينيسيوس التحرك بحرية من الجناح الأيسر نحو الداخل، دون الحاجة إلى الالتزام بعرض الملعب. هذه الحرية ستسمح له باستغلال سرعته ومهاراته في اختراق دفاعات الخصوم.

تفعيل اللاعبين وتحقيق التوازن

التحول إلى خطة 4-4-2 الماسية لا يخدم فقط المهاجمين، بل يمنح أيضاً التوازن لخط الوسط. يمكن للاعب أوريليان تشواميني أن يشغل دور الارتكاز الدفاعي، وهو المركز الذي يتميز فيه بالقوة والقدرة على قطع الكرات.

في المقابل، يمكن للاعب فيدي فالفيردي أن يتحرك على الجانب الأيمن بديناميكيته المعتادة، مع دعمه من ترينت ألكسندر أرنولد الذي يوفر العرض والتمريرات القطرية الدقيقة. أما اللاعب الشاب أردا غولر، فيمكن أن يكون الورقة الإبداعية الإضافية في خطة الماسة، كلاعب حر خلف بيلينغهام، أو كبديل له في الأدوار الهجومية. هذه الخطة ستسمح لتشافي ألونسو باستغلال جميع اللاعبين المتاحين لديه بأفضل شكل ممكن، وتحقيق التوازن المطلوب بين الخطوط.

بناء هيكل تكتيكي متماسك

خطة 4-4-2 الماسية تمنح ريال مدريد وضوحاً في الأدوار، وتوازناً بين الخطوط، وهيكلاً أقرب إلى المستوى العالي. بدلاً من الفوضى التكتيكية الحالية، سيصبح لكل لاعب وظيفة محددة داخل منظومة مترابطة، مما يعزز من التماسك الدفاعي، ويزيد من خطورة التحولات الهجومية.

النتيجة المتوقعة هي فريق أكثر صلابة في الدفاع، وأخطر في الهجوم، وأقرب إلى هوية ريال مدريد الحقيقية، التي تقوم على التنظيم والإبداع الفردي في نفس الوقت. هذا التغيير في الخطة قد يعيد للفريق الثقة بالنفس، ويساعده على استعادة مستواه المعهود.

التحديات والخطوات المستقبلية

بعد التوقف الدولي، لن يكون أمام تشابي ألونسو وقت طويل للتجربة. ريال مدريد بحاجة إلى وضوح تكتيكي واستقرار فني يعيد التوازن بين نجومه الكبار. التحدي الأكبر يكمن في إقناع اللاعبين بأهمية الخطة الجديدة، وتدريبهم على تنفيذها بشكل صحيح.

التحول إلى خطة الماسة 4-4-2 قد يكون الخطوة التي تفتح الباب أمام عودة الانسجام داخل غرفة الملابس، وتعيد للفريق هويته الهجومية المنظمة. يجب على ألونسو التركيز على بناء فهم مشترك بين اللاعبين، وتعزيز روح الفريق، من أجل تحقيق النجاح المنشود. بالإضافة إلى ذلك، يجب تحليل أداء الخصوم بعناية، وتحديد نقاط الضعف التي يمكن استغلالها من خلال الخطة الجديدة. يجب أيضاً الاستعداد لسيناريوهات مختلفة، ووضع خطط بديلة في حالة مواجهة صعوبات غير متوقعة. تحليل أداء الفريق يعتبر أساسياً لنجاح هذه الخطة.

في الختام، تغيير استراتيجية لعب ريال مدريد قد يكون ضرورياً لاستعادة الفريق لمستواه، وتحقيق الأهداف المرجوة. خطة 4-4-2 الماسية تقدم حلاً واعداً، لكنها تتطلب عملاً جاداً وتفانياً من جميع الأطراف لتحقيق النجاح. ننتظر بفارغ الصبر تطبيق هذه الخطة، ورؤية كيف ستساهم في إعادة ريال مدريد إلى عرش كرة القدم الأوروبية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version