تلقى قرار اللاعب الشاب لامين جمال باختياره تمثيل منتخب إسبانيا بدلاً من المغرب ردود فعل واسعة النطاق، خاصة من الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية. مصطفى حجي، الأسطورة المغربية ولاعب المنتخب السابق، لم يخفِ أسفه وانتقاده لهذا الاختيار، معرباً عن اعتقاده بأن جمال فوّت فرصة ليحظى بمحبة جماهيرية استثنائية في المغرب، تفوق تلك التي سيحصل عليها في إسبانيا. هذا المقال يستعرض تصريحات حجي بالتفصيل وتأثير هذا القرار على كرة القدم المغربية، مع التركيز على لامين جمال ومستقبله الكروي المحتمل.

خيبة أمل أسطورة الكرة المغربية من قرار لامين جمال

عبر مصطفى حجي، أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم المغربية، عن دهشته وخيبة أمله من اختيار لامين جمال تمثيل منتخب إسبانيا. وأشار حجي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن العلاقة العاطفية التي كان من الممكن أن تربط جمال بالجماهير المغربية كانت ستكون أعمق وأكثر تميزاً.

“المودة التي نالها لامين من الإسبان لن تكون مثل المودة التي كان سيحظى بها من المغاربة. لذا من المؤسف أنه لم يختر المغرب” هكذا عبّر حجي عن إحساسه، مؤكداً أن هذا الإحساس نابع من معرفة عميقة بمدى حب وعشق المغاربة لكرة القدم ولاعبيهم.

كما أضاف حجي بقوة: “لو فعل لامين جمال واختار المغرب لكان الأمر مختلفًا. هذا محزن جداً.” و لم يقتصر انتقاد حجي على القرار نفسه بل امتد ليشمل تقييمات بعض الصحفيين الإسبان لموهبة جمال.

تلميحات إعلامية إسبانية وتأثيرها على القرار

أشار حجي إلى مقال قرأه في صحيفة إسبانية، حيث كان بعض الصحفيين يفضلون استمرار بيدري في المنتخب، معتبرين أن جمال ليس بنفس الأهمية. وعلّق حجي على ذلك قائلاً: “هذا يعني أنه أخطأ”. ويُظهر هذا التعليق قناعة حجي بأن جمال لم يدرك تماماً قيمته الكروية، وربما كان تأثير الإعلام الإسباني وقناعته بدور ثانوي في الفريق الإسباني سبباً في اتخاذه هذا القرار. هذا التحليل يضيف بُعداً مهماً لفهم دوافع اللاعب.

دوافع لامين جمال المعلنة واختيار “لاروخا”

على الرغم من ارتباطه الوثيق بالمغرب من خلال أصوله، كشف لامين جمال في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على قناة CBS الأميركية، عن أسباب اختياره تمثيل إسبانيا. ركز جمال بشكل أساسي على رغبته في المشاركة والفوز مع منتخب إسبانيا في بطولات كبرى، مثل كأس أوروبا.

وأوضح جمال أن جاذبية كرة القدم الأوروبية، وانتشارها الواسع على مستوى العالم، كانت عاملاً حاسماً في قراره. كما أضاف: “كنت أريد الفوز باليورو، وقد تحقق ذلك بحمد الله، والآن أريد اللعب في كأس العالم ومحاولة الفوز فيه”. هذه التصريحات تكشف عن طموح اللاعب ورغبته في المنافسة على أعلى المستويات، واختياره للمسار الذي يراه أكثر ملاءمة لتحقيق ذلك.

إرث مصطفى حجي وتأثيره على كرة القدم المغربية

لا يمكن الحديث عن ردود الفعل على قرار لامين جمال دون تسليط الضوء على مسيرة مصطفى حجي الكروية. حجي، الذي اعتزل عام 2010، لعب للمنتخب المغربي في 63 مباراة دولية وسجل 13 هدفًا. كما نال جائزة أفضل لاعب أفريقي عام 1998، مما يجعله أيقونة حقيقية في كرة القدم المغربية.

وبالتالي، فإن رأي حجي يحمل وزناً كبيراً لدى الجماهير المغربية، ويعكس مدى الارتباط العاطفي الذي يشعر به اللاعبون القدامى تجاه المنتخب الوطني. بالرغم من اعتزاله، لا يزال حجي رمزاً للجيل الذي رفع اسم المغرب في المحافل الدولية. الملاعب المغربية لن تنسى إبداعاته.

مستقبل لامين جمال.. هل يظل مغربياً في القلب؟

اختتم مصطفى حجي تصريحاته بتأكيد أن لامين جمال سيظل دائماً مغربياً، حتى لو لعب لإسبانيا. “سيظل دائماً مغربياً حتى لو لعب لإسبانيا” هذه الكلمات تعبر عن التسامح والانفتاح، وتشير إلى أن الانتماء إلى الوطن لا يتوقف على المشاركة في المنتخب.

وعلى الرغم من خيبة الأمل في القرار، يبقى الأمل معلقاً على مستقبل لامين جمال، وعلى إمكانية أن يعود لتمثيل المغرب في المستقبل. يبقى المنتخب المغربي قادراً على جذب المواهب الشابة، والدليل على ذلك النجاح الذي حققه في كأس العالم 2022.

في الختام، قرار لامين جمال يثير تساؤلات حول الهوية والانتماء، وأهمية تمثيل الوطن في الرياضة. بينما يعبر مصطفى حجي عن أسفه وخيبة أمله، فإنه يؤكد في الوقت ذاته على أهمية الاحتفاظ بالجذور والانتماء الأصيل. ويتمنى متابعو كرة القدم العربية أن يجد لامين جمال طريقه نحو تحقيق النجاح والبطولات، وأن يظل المغرب جزءاً من قلبه وذاكرته، بغض النظر عن القميص الذي يرتديه في الملعب. هل سيثبت الموهبة الشابة نفسه في المنتخب الإسباني؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version