مشجع جزائري يجسد الروح الرياضية في كأس أمم أفريقيا 2025
شهدت النسخة الحالية من كأس أمم أفريقيا 2025، المقامة في المغرب، لفتة إنسانية نبيلة من قبل الجماهير الجزائرية، حظيت بإشادة واسعة النطاق. فبعد الفوز الساحق لمنتخب “محاربو الصحراء” على السودان بثلاثية نظيفة في أولى مباريات المجموعة الخامسة، لم يقتصر احتفالهم على الفرح بالنتيجة، بل تجسد في مبادرة رائعة بتنظيف ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط. هذه المبادرة، التي أظهرت أخلاقًا رياضية عالية، أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت إعجاب المتابعين حول العالم، مؤكدةً أن كرة القدم ليست مجرد تنافس، بل هي فرصة لتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل. هذا الحدث يبرز أهمية الروح الرياضية في المنافسات الكروية.
فوز ساحق و بداية قوية للجزائر في البطولة
حقق المنتخب الجزائري بداية موفقة في كأس أمم أفريقيا 2025، وذلك بفوزه المريح على نظيره السوداني بنتيجة 3-0. المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، شهدت تألقًا للاعب رياض محرز، نجم أهلي جدة السعودي، الذي سجل هدفين في الدقيقتين 2 و 61. ليختتم بعدها إبراهيم مازا، لاعب باير ليفركوزن، ثلاثية الفوز قبل نهاية الوقت الأصلي بخمس دقائق.
أهداف تاريخية و رقم قياسي جديد
لم يكن الفوز مجرد ثلاث نقاط مهمة في بداية المشوار، بل حمل في طياته رقمًا قياسيًا جديدًا للمنتخب الجزائري. الهدف الذي سجله إبراهيم مازا في شباك السودان، هو الهدف المئة لـ “محاربو الصحراء” في تاريخ مشاركاتهم في كأس الأمم الأفريقية. وبذلك، انضمت الجزائر إلى قائمة المنتخبات القليلة التي تمكنت من الوصول إلى هذا الإنجاز، لتصبح المنتخب السابع الذي يحقق هذا الرقم في البطولة القارية.
مبادرة تنظيف المدرجات: تعبير عن الاحترام والتقدير
بعد انتهاء المباراة، بدلاً من مغادرة الملعب مباشرة، قام المشجعون الجزائريون بمبادرة غير مسبوقة بتنظيف المدرجات من النفايات. صور ومقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر الجماهير وهي تجمع الأوراق والبلاستيك وغيرها من المخلفات، ووضعها في أكياس القمامة المخصصة.
هذه اللفتة الإنسانية لم تقتصر على إظهار احترامهم للمكان، بل تعدت ذلك لتعبير عن تقديرهم للمشجعين المغاربة الذين استضافوهم بحفاوة. أحد المشجعين الجزائريين المشاركين في المبادرة صرح قائلاً: “المغاربة سلمونا ملعبًا نظيفًا، ونحن نعيده إليهم كما استلمناه”. هذا التصريح يعكس الروح الطيبة والأخلاق العالية التي يتحلى بها المشجع الجزائري.
صدى عالمي و إشادة من وسائل الإعلام
لم يقتصر الإعجاب بمبادرة المشجعين الجزائريين على نطاق عربي أو أفريقي، بل امتد ليشمل وسائل الإعلام العالمية. شبكة “آر إم سي سبورت” الفرنسية علقت على هذه الصور بالقول: “مبادرة إنسانية أدخلت السرور إلى القلوب”، مضيفة: “إنها واحدة من أجمل اللقطات في كأس أمم أفريقيا 2025”. كما أضافت الشبكة أن هذه المبادرة عكست روح الأخوة بين الجزائريين والمغاربة خلال البطولة.
من جهتها، سلطت صحيفة “ماركا” الإسبانية الضوء على فوز الجزائر على السودان، واصفةً إياه بأنه الأول لـ “محاربو الصحراء” في البطولة منذ 2350 يومًا. وأوضحت أن آخر فوز للجزائر في البطولة كان على حساب السنغال في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019، والتي استضافتها مصر. هذا الفوز يمثل عودة قوية للمنتخب الجزائري إلى الساحة الأفريقية. كأس أمم أفريقيا تشهد دائماً لحظات لا تُنسى.
الجزائر في صدارة المجموعة و طموحات كبيرة
بعد هذه البداية القوية، يحتل المنتخب الجزائري حاليًا صدارة المجموعة الخامسة برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف عن بوركينا فاسو التي انتصرت على غينيا الاستوائية بنتيجة 2-1. هذا الفوز يمنح المنتخب الجزائري دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة بوركينا فاسو في الجولة الثانية من دور المجموعات.
الآن، يتطلع المنتخب الجزائري إلى مواصلة هذا الأداء المميز وتحقيق الفوز في المباريات القادمة، بهدف التأهل إلى الدور التالي من البطولة والمنافسة على اللقب. المنتخب الجزائري يمتلك مجموعة من اللاعبين الموهوبين القادرين على تحقيق الإنجازات. التركيز الآن على الاستعداد الجيد للمباريات القادمة وتقديم أفضل مستوى ممكن.
ختامًا: الروح الرياضية رسالة إيجابية من المغرب
إن مبادرة المشجعين الجزائريين بتنظيف المدرجات بعد المباراة، هي دليل قاطع على أن الروح الرياضية تتجاوز حدود المنافسة الكروية، لتصبح رسالة إيجابية تعزز قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الشعوب. هذا المشهد الإنساني الرائع، الذي شهدته كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب، سيبقى محفورًا في الذاكرة كنموذج يحتذى به في عالم الرياضة. نتمنى للمنتخب الجزائري التوفيق في باقي مبارياته، وأن يواصل تقديم مستويات تليق بسمعته كأحد أقوى المنتخبات الأفريقية. دعونا نشجع الروح الرياضية في كل مكان، ونحتفل بالقيم الإنسانية التي تجمعنا.
