لوكا مودريتش: حكايات من قلب البرنابيو وميلانو – رحلة أسطورة كرة القدم

في حوارٍ خاصٍ ومؤثر، كشف لوكا مودريتش، النجم الكرواتي المخضرم، عن تفاصيل دقيقة من مسيرته الكروية، بدءًا من لحظة انتقاله إلى ريال مدريد وحتى مغادرته الفريق الملكي، ووصولًا إلى تجربته الحالية مع ميلان. حديثه الصريح في برنامج “فشل البطل” الذي يقدمه صديقه سلافين بيليتش، مدرب كرواتيا السابق، أثار مشاعر الجماهير وألقى الضوء على جوانب لم تكن معروفة من قصة لوكا مودريتش وعلاقته بقلعتي كرة القدم. غالبًا ما يبحث عشاق كرة القدم عن أخبار مودريتش وتطورات مسيرته، وهذا الحوار يمثل إضافة قيمة لفهم شخصية هذا اللاعب الاستثنائي.

ريال مدريد: الحلم الذي تحقق ووداع مؤثر

لم يخفِ مودريتش حبه العميق لريال مدريد، مؤكدًا أن اللعب في صفوفه كان بمثابة تحقيق حلم طالما راوده. عبر عن شعوره بالامتنان للسنوات الـ 13 التي قضاها مع الفريق، والتي شهدت تحقيق العديد من الألقاب والإنجازات، بما في ذلك 6 ألقاب في دوري أبطال أوروبا والفوز بجائزة الكرة الذهبية المرموقة. ولكن وراء هذه النجاحات، كانت هناك رغبة دفينة لم تتحقق: “أمنيتي الصادقة كانت الاعتزال في مدريد.”

ومع ذلك، أدرك مودريتش أن الأمور لا تسير دائمًا وفقًا للخطة المرسومة. وأشار إلى أن الاحتفاظ بمستواه العالي في نادٍ مثل ريال مدريد لسنوات طويلة هو في حد ذاته إنجاز عظيم. وأضاف: “لم تكن مجرد كلمات جوفاء أو مجاملة للجماهير، بل أمنيتي الصادقة كانت الاعتزال في مدريد، لكن لكل شيء بداية ونهاية”.

هذا الوداع، الذي وصفه بأنه “مثالي ومفعم بالعاطفة”، ترك أثرًا كبيرًا في نفسه. على الرغم من أنه شخص لا يظهر مشاعره بسهولة، إلا أنه اعترف بأن الأيام الأخيرة في مدريد كانت مؤثرة للغاية، وأن حب الجماهير والنادي سيظل معه إلى الأبد.

التألق في توتنهام ورفض تشيلسي: نقطة تحول في مسيرة مودريتش

قبل أن يرتدي قميص ريال مدريد، مرّت مسيرة لوكا مودريتش بمحطات هامة، أبرزها فترة لعبه مع توتنهام هوتسبير. وكشف خلال الحوار عن محاولة تشيلسي للتعاقد معه في عام 2011، وأنه أبدى رغبته في اللعب للفريق اللندني.

لكن دانيال ليفي، رئيس توتنهام آنذاك، وضع شرطًا واحدًا: “النادي الوحيد الذي سأسمح لك بالانتقال إليه هو ريال مدريد”. هذا القرار الصارم دفع مودريتش إلى الاستمرار في توتنهام، حيث قدم أفضل مستوياته، قبل أن يتلقى العرض الرسمي من ريال مدريد في عام 2012.

على الرغم من أن عرض تشيلسي كان مغريًا، إلا أن اهتمام الريال كان له وقع مختلف على النجم الكرواتي. وكانت المفاوضات مع توتنهام صعبة وطويلة، لدرجة أنه فكر في الإضراب ورفض اللعب مع الفريق. لكنه أدرك أن هذه الخطوة تتعارض مع تاريخه وعلاقته الجيدة بجمهور توتنهام. في النهاية، تم التوصل إلى اتفاق بقيمة 42 مليون يورو لضمه إلى صفوف الملوك.

ميلان: العودة إلى جذور كرة القدم الإيطالية

بعد مسيرة حافلة بالنجاحات مع ريال مدريد، اختار لوكا مودريتش الانتقال إلى ميلان في عام 2025. وأوضح أن هذا القرار لم يكن مجرد خطوة مهنية، بل كان له أبعاد شخصية أيضًا.

شرح مودريتش بأن ميلان يمثل نادياً بتاريخ وسمعة مرموقة، قريبًا جدًا من ريال مدريد. وأضاف: “أعتقد أنني جئت إلى نادٍ قريب جدًا من ريال مدريد، وبالنسبة لي، هذا هو الوضع الأمثل. خاصة وأنني نشأتُ في بيئة كروية إيطالية؛ ميلان كان ناديي المفضل”.

ويرى مودريتش أن اللعب في ميلان يمثل له فرصة للاستمتاع بكرة القدم في بيئة مألوفة ومحببة له. هذه العودة إلى الدوري الإيطالي تمثل أيضًا فرصة جديدة لإثبات قدراته وتقديم مستوى مميز. دوري كرة القدم الإيطالي (السيري آ) يعتبره تحديًا جديدًا في نهاية مسيرته الكروية.

دروس مستفادة من مسيرة النجم الكرواتي

ختامًا، تُظهر قصة لوكا مودريتش أن النجاح في كرة القدم لا يعتمد فقط على الموهبة والمهارات الفردية، بل يتطلب أيضًا الصبر والمثابرة والانضباط والوفاء. فقد واجه العديد من التحديات والعقبات في مسيرته، ولكنه تمكن من التغلب عليها وتحقيق أهدافه.

كما تؤكد قصته على أهمية العلاقة الطيبة بين اللاعب والنادي والجمهور. فقد شعر مودريتش بالحب والإخلاص من جماهير ريال مدريد منذ لحظة وصوله، وهذا ما ألهمه وحفزه على تقديم أفضل ما لديه. إنها قصة ملهمة لكل من يطمح إلى تحقيق النجاح في عالم كرة القدم.

شارك هذا المقال مع محبي كرة القدم!

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version