تستعد الإمارات لانطلاق النسخة الخامسة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي تعزز من خلالها تجربة التمكين السياسي بما يواكب مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها الدولة في المجالات كافة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله».

ومع بدء العد التنازلي للنسخة الخامسة من الانتخابات تبرز الخصوصية التي استطاعت الإمارات أن تعكسها على تجربتها في التمكين السياسي التي تتسم بمجموعة من الخصائص أبرزها أنها تعبر عن خصوصية الدولة الحضارية والمجتمعية، وتستفيد من موروث هائل من الخبرة المتراكمة على مدار سنوات من التجربة الاتحادية التي وضعت بذور التشاور والحوار واتخذت منه منهجاً للتواصل والنقاش، لهذا فإن الانتخابات السابقة والمقبلة تمثل نموذجاً للتمكين السياسي الناجح الذي يعبر عن موروث المجتمع الحضاري والمعرفي والثقافي.

وكانت اللجنة الوطنية للانتخابات قد أصدرت قرارها رقم 25 لسنة 2023 في شأن التعليمات التنفيذية للانتخابات بما يضمن تنفيذها بأعلى درجات الدقة والشفافية والنزاهة.

وبالعودة إلى مسيرة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، فإن خطاب التمكين للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، عام 2005، قد شكل نقطة تحول رئيسية في هذه المسيرة، حيث أرسى القواعد المنهجية لعملية تمكين المجلس وتعزيز دوره، وزيادة صلاحياته للقيام بالواجبات المنوطة به على أتم وجه.

 

2006

وأجريت الانتخابات الأولى للمجلس الوطني الاتحادي في ديسمبر 2006 بموجب القرار رقم 3 لسنة 2006 الذي أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» بناءً على قرار المجلس الأعلى للاتحاد رقم 4 لسنة 2006 في شأن تحديد طريقة اختيار ممثلي الإمارات في المجلس الوطني الاتحادي.

واعتمدت اللجنة الوطنية للانتخابات عملية التصويت الإلكتروني بدل الاقتراع التقليدي، من خلال استخدام تقنيات الحاسب الآلي لتسجيل وتخزين بيانات المرشحين والناخبين.

وشهدت انتخابات 2006 انضمام المرأة الإماراتية للمرة الأولى للمجلس الوطني الاتحادي عبر فوز الدكتورة أمل القبيسي بأحد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي بالانتخاب، فيما تم تعيين 8 نساء أخريات ليصل عدد المقاعد التي شغلتها المرأة في هذا المجلس إلى 9 مقاعد، بنسبة %22.5 وهي نسبة عالية إذا ما قورنت ببرلمانات بعض الدول الأخرى.

 

 2011

ومثلت التجربة الثانية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي عام 2011 مرحلة جديدة ومتقدمة في برنامج التمكين السياسي ليتحول معها المجلس إلى سلطة مساندة وداعمة للمؤسسة التنفيذية وأكثر قدرة وفعالية والتصاقاً بقضايا الوطن، وهموم المواطنين.

واكتسبت انتخابات عام 2011 أهمية خاصة من ناحية توسيع نطاق المشاركة السياسية للمواطنين، وبلغ عدد أعضاء الهيئات الانتخابية 135308 أعضاء، وعززت المرأة الإماراتية من حضورها في انتخابات عام 2011 حيث بلغ عدد الناخبات على مستوى الدولة نحو 60 ألف ناخبة بنسبة %46 من إجمالي أعضاء الهيئات الانتخابية، واستحوذت على نسبة أكثر من %22 من مجموع أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، أما على مستوى الترشح فقد تقدمت 85 سيدة للترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي.

 

 2015

ومثلت انتخابات 2015 المرحلة الرابعة من برنامج تمكين المجلس الوطني الاتحادي، والتي تخللها تطبيق مبادرات مبتكرة كان لها الأثر الإيجابي في زيادة المشاركة الشعبية في الاستحقاق الانتخابي من 35 ألفاً إلى أكثر من 79 ألف ناخب وناخبة.

وتم تطبيق نظام التصويت المبكر من خلال فتح باب التصويت أمام أعضاء الهيئات الانتخابية للإدلاء بأصواتهم قبل اليوم المحدد للانتخابات، أما فيما يتعلق بأعضاء الهيئات الانتخابية في الخارج فقد تم تحديد 94 مركزاً انتخابياً بمقار البعثات الدبلوماسية.

وحققت انتخابات 2015 زيادة ملحوظة في نسب الإقبال على التصويت، جاءت مواكبة للارتفاع الكبير في أعضاء الهيئات الانتخابية (والبالغ عددهم 224.281 ناخباً)، وقد بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات (79.157) ناخباً، بنسبة (%35.29) من مجموع أعضاء الهيئات الانتخابية، في حين كانت هذه النسبة (%27) في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي عام 2011.

 

 2019

وشهدت الدورة الانتخابية الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019 إقبالاً كبيراً بزيادة بلغت (%48.5) في نسبة التصويت مقارنة مع الدورة الانتخابية الثالثة لعام 2015، حيث صوت في الدورة الانتخابية الرابعة (117592) ناخباً، مقارنة مع 79157 ناخباً في انتخابات 2015 من إجمالي عدد أعضاء الهيئات الانتخابية الذي وصل إلى 224281 ناخباً.

وكانت المحطة الأبرز في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019، هي قرار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله» برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى %50، والتي تأتي انطلاقاً من سعي دولة الإمارات المستمر لتمكين المرأة الإماراتية. ووصل عدد المراكز الانتخابية إلى 39 مركزاً موزعة على جميع مناطق الدولة والتي فتحت أبوابها في اليوم الرئيس للانتخابات في 5 أكتوبر 2019.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.