بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

اتفقت باكستان وأفغانستان، خلال جولة مفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت، على وقف فوري لإطلاق النار، في أعقاب اشتباكات حدودية وُصفت بأنها الأعنف بين البلدين منذ عودة حركة طالبان واستيلائها على السلطة في كابول عام 2021.

وعُقدت في الدوحة جولة مفاوضات مباشرة بين وفدين رفيعي المستوى من أفغانستان وباكستان، بوساطة من قطر وتركيا.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية عبر حسابها على منصة “إكس” أن الجانبين اتفقا على “وقف فوري لإطلاق النار، وإنشاء آليات تُعنى بترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين”.

وأشار البيان القطري إلى أن الطرفين “توافقا على عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام القليلة القادمة، لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة ومستدامة”، معبّرًا عن تطلع الدوحة إلى أن “تسهم هذه الخطوة المهمة في وضع حد للتوترات على الحدود بين البلدين الشقيقين، وأن تشكل أساسًا متينًا للسلام المستدام في المنطقة”.

الالتزام المتبادل بعدم دعم الجماعات المسلحة

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف عبر منصة “إكس” أن الاتفاق ينص على أن “الإرهاب القادم من أفغانستان إلى الأراضي الباكستانية سيتوقف فورًا”، مشيرًا إلى أن “الدولتين المتجاورتين ستحترمان أراضي بعضهما البعض”.

وأضاف أن وفدي البلدين سيعقدان اجتماعًا جديدًا في إسطنبول في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لمناقشة تفاصيل الاتفاق، معربًا عن “امتنانه الكبير” لقطر وتركيا على جهود الوساطة.

بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، إن “المفاوضات بين ممثلي إمارة أفغانستان الإسلامية وجمهورية باكستان الإسلامية التي عُقدت في قطر اختُتمت بالتوقيع على اتفاقية ثنائية”.

وأعرب مجاهد عن “تقديره العميق للدولتين الشقيقتين قطر وتركيا لدورهما المحوري في تسهيل المفاوضات”، مؤكدًا أن الاتفاق يشمل “التزام الجانبين بالسلام والاحترام المتبادل، والحفاظ على علاقات جوار متينة وبناءة، وحل القضايا والنزاعات عبر الحوار”.

بنود الاتفاق

وتنص بنود الاتفاق، وفق ما أعلنه مجاهد، على “وقف إطلاق نار شامل وهادف”، مع التزام الطرفين بعدم “القيام بأي أعمال عدائية ضد الآخر، أو دعم الجماعات التي تشن هجمات ضد حكومة باكستان”.

كما يلتزم الجانبان بـ”عدم استهداف قوات الأمن والمدنيين التابعين لكلٍّ منهما، أو البنية التحتية الحيوية”.

وبحسب البيان الأفغاني، سيتم “في المستقبل إنشاء آلية، بوساطة الدول الوسيطة، لمراجعة المطالبات الثنائية وضمان التنفيذ الفعال لهذه الاتفاقية”.

تصعيد حدودي سبق الاتفاق بعد انهيار هدنة قصيرة

ويأتي هذا الاتفاق بعد تصعيد عسكري حاد على الحدود بين البلدين. فقد توجه وفدا أفغانستان وباكستان إلى الدوحة يوم السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول، بعد ساعات من انهيار هدنة حدودية استمرت يومين فقط.

وكانت الدولتان قد توصّلتا الأربعاء إلى هدنة أولية، أعقبت اشتباكات دامية استمرت أياماً، قبل أن يتجدد التوتر يوم الجمعة.

وأفادت الشرطة الأفغانية بأن الجيش الباكستاني شنّ ضربات جوية على مناطق حدودية في ولاية باكتيكا جنوب شرق أفغانستان، بعد ساعات من انتهاء الهدنة.

وقال المتحدث باسم شرطة الولاية، محمد الله أميني مويا، إن القصف استهدف مواقع قريبة من الحدود، بينها منزل مدني في قرية خانادار، ما أسفر عن وقوع ضحايا، دون أن يُفصّل في عدد القتلى أو طبيعة الأهداف. ولم يصدر أي تعليق فوري من الجانب الباكستاني.

هجوم انتحاري يسبق التصعيد العسكري

وسبق القصف الباكستاني هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مجمعًا أمنيًّا قرب الحدود في مدينة مير علي بإقليم خيبر بختونخوا، وأسفر عن سقوط قتلى.

وأعقب الهجوم اشتباك عنيف قُتل فيه ستة مسلحين وجندي باكستاني. فيما أعلن فصيل تابع لحركة طالبان باكستان، بقيادة حافظ غل بهادر، مسؤوليته عن العملية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version