بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
ضرب زلزال بلغت قوّته 6.3 درجات على مقياس ريختر ضواحي مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان فجر الاثنين، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة نحو 300 آخرين على الأقل، وفق حصيلة أولية أعلنتها السلطات.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بأن الزلزال وقع على عمق 28 كيلومتراً قرب مزار شريف، التي يبلغ عدد سكانها نحو 523 ألف نسمة.
وأثار الزلزال حالة من الهلع بين سكان المدينة، وهي إحدى أكبر مدن الشمال الأفغاني، إذ هرع كثيرون إلى الشوارع خشية انهيار منازلهم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. كما أفاد مراسلون في العاصمة كابول، الواقعة على بُعد نحو 420 كيلومتراً إلى الجنوب، بأنهم شعروا بالهزّات أيضاً.
أرقام متباينة
وتباينت الأرقام حول عدد الضحايا، إذ استندت بعض التقارير إلى بيانات المستشفيات حتى صباح اليوم، وهي حصيلة قابلة للتحديث في ظلّ استمرار عمليات الإنقاذ وتوقّعات بارتفاع عدد القتلى والجرحى.
وفي هذا السياق، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة، شرفات زمان، أن فرق الإنقاذ تواصل عملها الميداني، محذّراً من ارتفاع حصيلة الضحايا. وقال في بيان: “وصلت الفرق الطبية إلى المنطقة، وتم وضع جميع المستشفيات القريبة في حالة تأهّب قصوى”.
من جانبها، أوضحت وزارة الدفاع الأفغانية أن ولايتي بلخ وسمنغان كانتا الأكثر تضرراً، حيث سقط العديد من الضحايا المدنيين، في حين واصلت فرق الإنقاذ والمساعدات الطارئة الوصول إلى المناطق المنكوبة وبدأت عمليات الانتشال ونقل المصابين وتقديم الدعم للعائلات المتضرّرة.
توازيًا، انتشرت على منصة “إكس” مقاطع فيديو تُظهر محاولات إنقاذ لأشخاص عالقين تحت الأنقاض، وصورًا لمبانٍ منهارة، فيما أظهر أحد المقاطع فرق الإنقاذ وهي تنتشل جثثًا من تحت الركام، إضافةً إلى مشاهد تُظهر الأضرار في الضريح المقدس لمزار شريف المعروف بـ” المسجد الأزرق”.
وأصدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إنذاراً برتقالياً عبر نظام “بيجر” (PAGER)، وهو نظام آلي يُقدّر تأثير الزلازل، مشيرةً إلى أن “الخسائر البشرية قد تكون كبيرة، وأن نطاق الكارثة قد يكون واسعاً”.
كوارث طبيعية وأزمة اقتصادية وإنسانية
وتُعدّ أفغانستان من أكثر دول العالم عرضةً للزلازل، إذ تقع على صدعين نشطين، وقد واجهت حكومة طالبان منذ تولّيها السلطة في عام 2021 ثلاثة زلازل مميتة كبرى، في وقت تراجع فيه الدعم الدولي الذي كان يشكّل الركيزة الأساسية لاقتصادها.
ففي نهاية أغسطس الماضي، أودى زلزال قوي ضرب جنوب شرق البلاد بحياة أكثر من 2200 شخص وأصاب الآلاف.
وكانت فرق الإنقاذ حينها قد واجهت صعوبات كبيرة بسبب ضعف شبكات الاتصال والبنية التحتية، ما أعاق وصول السلطات إلى القرى النائية لساعات أو حتى لأيام لتقييم حجم الأضرار.
في غضون ذلك، حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من تفاقم أزمة الجوع في أفغانستان، حيث تعاني البلاد من أزمة إنسانية متصاعدة بفعل الجفاف والقيود الاقتصادية المفروضة على القطاع المصرفي، إلى جانب ترحيل ملايين اللاجئين الأفغان من إيران وباكستان.


