بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

بدأ عدد كبير من السكان العودة إلى أحياء العاصمة السودانية الخرطوم بعد إعلان الجيش استعادة السيطرة على المدينة من قوات الدعم السريع، وسط ظروف معيشية صعبة وغياب شبه تام للخدمات الأساسية.

ومن بين العائدين، عفاف الطيب، التي عادت في يونيو إلى منزلها في حي القوز بعد أكثر من عامين من النزوح المتكرر. ووجدت المنزل محروقًا، بلا نوافذ، وفقدت جميع ممتلكاتها، بما في ذلك صور عائلتها والذهب الذي كانت قد دفنته تحت الأرض.

وقالت الطيب لـ”أسوشيتد برس”: “لقد فقدنا كثيرًا من ذكرياتنا”، مشيرة إلى أن الحريق الذي اندلع في مارس الماضي دمّر كل شيء في المنزل.

الطيب وابنها محمد الخضر نزحا أربع مرات منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ابتداءً من منطقة الهلالية في الجزيرة، ثم إلى شرق الخرطوم، ثم إلى شندي وأم درمان، قبل العودة إلى القوز بعد انسحاب قوات الدعم السريع من الحي.

بحسب أحدث تقديرات للمنظمة الدولية للهجرة، عاد نحو 1.2 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية في السودان بين ديسمبر 2024 ومايو 2025.

وتشير وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا داخليًا وخارجيًا منذ بدء الصراع، بينهم 3.2 مليون لجأوا إلى دول مجاورة. وبلغ عدد القتلى أكثر من 40 ألفًا، وتفشي الأمراض والمجاعة.

وكانت الخرطوم مركز المواجهات الرئيسية في بداية الحرب، وشهدت تدميرًا واسع النطاق للبنية التحتية. ووفق منظمة “أكليد” المتخصصة في جمع بيانات النزاعات وأحداثها (ACLED)، تضررت أكثر من 60 منشأة لتوليد الكهرباء والمياه في المدينة جزئيًا أو كليًا، منها 16 كانت تخدم أحياء العاصمة.

وأفادت السلطات السودانية بأن تكلفة إعادة إعمار الخرطوم قد تصل إلى مليارات الدولارات.

في حي القوز، لا تزال الكهرباء والمياه غير متوفرتين، ويعتمد السكان على الألواح الشمسية ومياه الشرب المعبأة، التي تُباع بأسعار مرتفعة. ويعاني العائدون من نقص في الرعاية الصحية، وغياب الخدمات البلدية.

ناصر الأسد، جار الطيب، عاد إلى منزله في 26 يوليو بعد نزوح دام خمس مرات، ووجد جزءًا من المبنى مدمرًا جراء قصف مدفعي. وأكد أن الأسرة تعاني من صعوبات في تأمين الغذاء والدواء.

وقد لوحظ في الأسابيع الماضية قيام مجموعات من الشباب بتنظيف الشوارع والأحياء، حيث ظهرت لقطات تُظهر أشخاصًا يزيلون الرماد والأنقاض من أمام المنازل والنادي الاجتماعي في القوز، في مبادرات ذاتية في غياب أي تدخل رسمي. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version