بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

ألقت شرطة العاصمة البريطانية صباح الخميس القبض على ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 44 و48 عامًا في منطقتي غرب ووسط لندن، للاشتباه في تورطهم بمساعدة جهاز استخبارات روسي، وذلك ضمن تحقيق وطني واسع يتعلق بالأمن القومي البريطاني.

وقالت شرطة لندن (المتروبوليتان) في بيان رسمي إن المعتقلين احتُجزوا بموجب المادة الثالثة من قانون الأمن القومي، مشيرةً إلى أن عمليات التفتيش لا تزال جارية في منازل الموقوفين إلى جانب موقع إضافي في غرب العاصمة.

ولم تُعلن الشرطة عن جنسية المتهمين، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنهم عملوا كوكلاء لصالح أحد أجهزة الاستخبارات الروسية.

شرطة لندن: تزايد تجنيد “وكلاء بالإنابة” من قبل دول أجنبية

أوضح القائد دومينيك ميرفي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، أن الأجهزة البريطانية تشهد تزايدًا في محاولات تجنيد أفراد داخل المملكة المتحدة لخدمة مصالح دول أجنبية.

وقال ميرفي في تصريحاته: “نلاحظ ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين نعتبرهم “وكلاء بالإنابة” يتم تجنيدهم من قبل أجهزة استخبارات أجنبية. هذه الاعتقالات تمثل جزءًا من جهودنا المتواصلة لإحباط هذا النوع من الأنشطة المعادية.”

وأضاف محذرًا: “كل من قد يتلقى عرضًا أو يُغرى بالقيام بأنشطة غير قانونية لصالح دولة أجنبية داخل المملكة المتحدة عليه أن يُعيد التفكير جيدًا. فهذه الأفعال تُعد جرائم خطيرة، ومن يثبت تورطه سيواجه محاكمة عادلة ولكن بعقوبات مشددة.”

سلسلة قضايا تجسس تكشف تصاعد التوتر الاستخباراتي

تأتي هذه الاعتقالات في ظل تصاعد وتيرة القضايا المرتبطة بالتجسس لصالح روسيا في بريطانيا.

ففي الشهر الماضي، أوقفت الشرطة رجلين وامرأة في مقاطعة إسكس للاشتباه في قيامهم بأنشطة تجسسية لصالح موسكو.

وفي مايو الماضي، أصدرت المحاكم البريطانية أحكامًا بالسجن ضد ستة مواطنين بلغاريين بعد إدانتهم بالتجسس لصالح الكرملين في المملكة المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.

وكان أورلين روسيف، البالغ من العمر 47 عامًا، يقود مجموعة مكونة من خمسة مواطنين بلغاريين نفذوا عمليات سرية بين عامي 2020 و2023 في المملكة المتحدة وألمانيا والنمسا وإسبانيا والجبل الأسود. وكشفت التحقيقات أن المجموعة كانت تعمل لصالح الاستخبارات الروسية.

واستهدفت المجموعة صحفيين ودبلوماسيين وجنودًا أوكرانيين، كما ناقشت خططًا لاختطاف أو حتى اغتيال معارضين للكرملين. ووصف قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن، دومينيك ميرفي، هذه العمليات بأنها “تجسس على نطاق صناعي لصالح روسيا”.

كما أُدين ثلاثة رجال في يوليو الماضي بتنفيذ هجوم حريق متعمد على مستودع مرتبط بأوكرانيا في لندن، بعد أن تم تجنيدهم من قبل مجموعة فاغنر الروسية.

MI6 ينتقل إلى “الإنترنت المظلم” لاستقطاب عملاء

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) عن إطلاق بوابة إلكترونية عبر شبكة الإنترنت المظلمة تهدف إلى استقطاب جواسيس ومصادر معلومات جديدة، خصوصًا من داخل روسيا، في إطار ما وصفته لندن بأنه تطور استراتيجي في الحرب الاستخباراتية الرقمية مع موسكو.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرّح السير كين مكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5)، بأن الجهاز يتعامل حاليًا مع مستويات غير مسبوقة من التحقيقات المرتبطة بقضايا الإرهاب، مشيرًا إلى أن التهديدات الصادرة عن روسيا والصين وإيران تشهد تصاعدًا ملحوظًا.

وأضاف مكالوم أن عدد الأفراد الذين خضعوا لتحقيقات من قبل MI5″ ارتفع بنسبة 35% خلال العام الماضي، وهو ما يعكس حجم التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها بريطانيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version