بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع إن مجموعتين تابعتين لقوات “قسد” حاولتا التسلل نحو نقاط انتشار الجيش في منطقة تل ماعز شرق حلب حوالي الساعة 02:35 فجراً، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل أحد الجنود. وأضافت الإدارة أن “وحدات الجيش ردت على مصادر النيران وأفشلت محاولة التسلل، مما أجبر العناصر المتقدمة على الانسحاب إلى مواقعها الأصلية”.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن “هذه التصرفات تأتي في ظل استمرار قوات “قسد” في استهداف مواقع الجيش في منبج ودير حافر، بالإضافة إلى إغلاق طرق في مدينة حلب أمام المدنيين بشكل متقطع، وخاصة قرب دوار الليرمون، متجاهلة بذلك جميع التفاهمات والاتفاقات الموقعة مع الحكومة السورية”.
وحذرت الوزارة من “عواقب استمرار هذه الأعمال”، مؤكدة “ضرورة التزام “قسد” بالاتفاقات المبرمة والتوقف عن عمليات التسلل والقصف والاستفزاز ضد الجيش والأهالي في حلب وريفها الشرقي”.
اتهامات متبادلة
من جانبها، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في بيان أصدرته الاثنين، مجموعات تابعة لحكومة دمشق الانتقالية بالقيام بتحركات “استفزازية” في مناطق عدة شمالي سوريا، خاصة في محيط دير حافر وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، واعتبرت هذه التحركات “خرقاً واضحاً” لاتفاق وقف إطلاق النار وتهديداً للتفاهمات الموقعة.
وأكدت “قسد” أنها التزمت “بالصبر وعدم الرد على هذه الاستفزازات، لكنها لو استمرت فستضطر للرد من منطلق الدفاع المشروع”.
يذكر أن وزارة الدفاع السورية نفت، الأحد، وجود تحركات عسكرية لقواتها نحو مناطق “قسد”، رداً على ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
كما أفادت وسائل إعلامية يوم أمس عن إغلاق طريق الكاستيلو الواصل بين دوار الليرمون ودوار الجندول في حلب على خلفية توترات بين الأمن العام و”قسد” في المنطقة.
التوترات تتصاعد
تأتي هذه التطورات في ظل توتر متزايد بين الحكومة الانتقالية السورية وقوات سوريا الديمقراطية، رغم توقيع اتفاق في 10 آذار 2025 بين الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، قضى بدمج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة السورية وضمان حقوق الأكراد في المواطنة والتمثيل السياسي، ووقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية.
لكن الاتفاق، الذي وصف بأنه “خطوة نحو إنهاء الحرب الأهلية”، واجه تحديات كبيرة في التنفيذ، أبرزها الخلاف على آلية دمج “قسد” في الجيش السوري، حيث تصر دمشق على دمج عناصرها كأفراد ضمن الجيش النظامي، بينما تطالب “قسد” بالاحتفاظ بكيانها العسكري المستقل ضمن هيكل الدولة، على غرار قوات البيشمركة في العراق.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً ميدانياً خطيراً، تخلله أكثر من 25 هجوماً على مناطق تحت سيطرة “قسد”، نفذتها فصائل مدعومة من دمشق وتركيا، خاصة في منبج، حلب، الشيخ مقصود، الأشرفية، ودير حافر، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وأثار غضباً شعبياً واسعاً في المناطق الكردية.
دمشق ترفض المشاركة في مفاوضات جديدة مع “قسد”
على الصعيد السياسي، أعلنت الحكومة الانتقالية السورية السبت رفضها المشاركة في أي مفاوضات جديدة مع قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك الاجتماعات المرتقبة في باريس، رداً على مؤتمر موسع عقدته الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق البلاد واعتبرته دمشق “ضربة” لجهود التفاوض.
وقد نظمت الإدارة الذاتية الكردية، الجمعة، اجتماعاً موسعاً في مدينة الحسكة شارك فيه شخصيات من الأقليات العلوية والدرزية، ودعا إلى عقد “مؤتمر وطني سوري جامع وشامل بمشاركة القوى الوطنية والديمقراطية”.
ورفضت دمشق هذا المؤتمر، معتبرة أنه “يشكل تقويضاً لمسار الحوار”، وأكدت أنها لن تجلس إلى طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء “عهد النظام البائد”، بحسب زعمها، وحمّلت “قسد” المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا المسار.
في نهاية الشهر الماضي، أعلنت سوريا وفرنسا والولايات المتحدة موافقتها على إجراء محادثات في باريس “بأسرع وقت ممكن” لتنفيذ بنود الاتفاق الثنائي الموقع بين دمشق وقسد.