بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن وحدة “ماتسبن” (Matzpen) التابعة لشعبة الاستخبارات والاتصالات في الجيش الإسرائيلي تعمل بالتنسيق مع جهاز الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك) على تطوير وتشغيل مجموعة من التطبيقات الرقمية المتقدمة تُستخدم في عمليات عسكرية في غزة ولبنان وإيران ومناطق أخرى.

تُعنى الوحدة بالبرمجة والاتصالات السيبرانية وتحليل “البيانات الضخمة”، وتزوّد القيادات الميدانية والجهات الأمنية بأنظمة معلومات فورية ومترابطة تهدف إلى تسريع وتيرة اتخاذ القرار وتنسيق العمليات.

خلال عملية “الأسد الصاعد” في يونيو/حزيران 2025، تقول الصحيفة إن “ماتسبن” فعّلت تقنيات رقمية في عمق المجال الإيراني، ساهمت في تنسيق ضربات جوية وصاروخية ومراقبة إطلاق صواريخ، ما أتاح للجيش الإسرائيلي تحديثات لحظية من مسافة تفوق 1,500 كيلومتر. وتوضح الصحيفة أن هذا التطبيق في مسرح عمليات بعيد استلزم بنية تحتية رقمية متطورة وتعديلاً لبرامج كانت مصممة أصلاً للعمل في ساحات قريبة مثل غزة ولبنان.

وتشير المصادر العسكرية للصحيفة إلى أن كل ساحة عمليات تتطلب خوارزميات مخصّصة، وأن “ماتسبن” تطوّر عشرات التطبيقات في وقت واحد لدعم القدرات الهجومية والدفاعية، مع تركيز على واجهات استخدام بسيطة ليتمكّن القادة الميدانيون من الاعتماد عليها أثناء الحركة دون حاجة لتعلم أنظمة جديدة في ظروف قتالية.

تقوم الوحدة بجمع كميات كبيرة من المعلومات الاستخباراتية من مصادر متعددة داخل الجيش، وتعمل على دمجها وتحليلها ثم توجيهها سريعًا إلى القيادات في الميدان. وعند تبادل هذه المعلومات مع الموساد والشاباك، تهدف الوحدة إلى جعل عملية المشاركة سلسة ومباشرة دون تعقيدٍ يبطئ اتخاذ القرار.

وتُستخدم أنظمة “ماتسبن” لتحديد مواقع “القوات المعادية” في الوقت الحقيقي، وربط الإنذارات بأقرب منصات هجومية – مسيرة أو مدفعية – للرد خلال ثوانٍ، بحسب التقرير. كما أسهم التكامل بين هذه الأنظمة والطائرات المسيّرة في تسريع الاستجابة وفرض تأثير رادع ميداني، فيما ساعدت الدقة المعلوماتية في تقليص حوادث النيران الصديقة عبر توفير خرائط مواقع القوات الصديقة بدقة عالية.

تُعرض عبر هذه الأنظمة خيارات عسكرية متعددة للقيادات الميدانية، وتُزوّد أجهزة الجبهة الداخلية ببيانات فورية عن التهديدات الجوية، وتدعم منظومات الدفاع الجوي في ترتيب أولويات الاعتراض ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة.

طورت الوحدة، وفق الصحيفة، نسخة داخلية من أداة محادثة قائمة على الذكاء الاصطناعي شبيهة بـ”ChatGPT” مصمّمة للبيئة العسكرية، تتيح تفاعلاً شفوياً مع الأنظمة خلال التحرك. وتؤكد الصحيفة أن التطبيقات مُؤمَّنة ضد محاولات الاختراق، مع استخدام رموز داخلية لحماية مصادر المعلومات الاستخباراتية.

وتستخدم “ماتسبن” بنية رقمية لتمرير صور الأقمار الصناعية وبيانات الاستطلاع وربطها بمنصة خرائط تُعرف بـ”MAPIT”، وذلك لتحديث الخرائط التكتيكية بشكل مستمر ومراقبة مساحات واسعة يوميًا، بحسب ما نقلته الصحيفة.

تُشير التقارير إلى أن برامج الوحدة قادرة على تحديد مواقع العبوات الناسفة بدقة مترية تقريبًا، ما يساعد في حماية الآليات والوحدات البرية، كما توفر الوحدة بنية أساسية للأمن السيبراني تُستخدم من قبل وحدات أخرى في الجيش وتدعم كذلك قدرات هجومية إلكترونية.

وتختم “جيروزاليم بوست” بالإشارة إلى أن فريق الوحدة يواصل تطوير أدوات جديدة لمواجهة تحديات أمنية متغيرة مع انتقال الجيش من إطار العمل في ظل الحرب إلى استعدادات لمواجهات مستقبلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version