بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

مراسم الدفن، التي أعقبت جنازة حاشدة، جاءت بعد يوم من تسليم إسرائيل دفعة جديدة من الجثامين ضمن اتفاق تبادل الأسرى والجثث مع حركة حماس، في وقتٍ تواجه فيه الدولة العبرية اتهامات بشأن ظروف وفاة هؤلاء المعتقلين وطبيعة احتجازهم.

قبل ساعات من الدفن، احتشد عشرات الفلسطينيين أمام مستشفى ناصر في خان يونس، بعضهم يرفع الأعلام الفلسطينية، لأداء صلاة الغائب على الجثامين المجهولة التي كانت من بين 165 جثمانًا أعادتهم إسرائيل إلى القطاع منذ الأسبوع الماضي.

غموض يلفّ هوية الجثامين

سلمت إسرائيل، أمس الثلاثاء، الدفعة السادسة من الجثامين، حيث نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 15 جثمانًا إلى مستشفى ناصر الطبي جنوب غزة بعد تسلمها من الجانب الإسرائيلي.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن “الطواقم الطبية تتعامل مع الجثامين وفق الإجراءات والبروتوكولات المعتمدة تمهيدًا لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للعائلات”.

لكن إسرائيل لم تقدم أي معلومات عن هوية الجثامين أو مصدرها، وسط تكهنات بأنها قد تشمل فلسطينيين قُتلوا خلال هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو أسرى قضوا أثناء احتجازهم، أو جثثًا نقلتها القوات الإسرائيلية من القطاع خلال الحرب.

ووفق وزارة الصحة، تمكنت السلطات في غزة حتى الآن من تحديد هوية 52 من الجثامين التي أُعيدت، بينما لا يزال مصير البقية مجهولًا.

اتهامات بجرائم وتعذيب ممنهج

منذ تسلم الجثامين، تصاعدت الاتهامات الفلسطينية ضد الدولة العبرية بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عددًا كبيرًا من الجثث يحمل آثار “قتل وإعدام ميداني وتعذيب ممنهج”، مشيرًا إلى أن بعض القتلى “سُحقت جثامينهم تحت جنازير الدبابات، بينما وُجدت على أعناق آخرين آثار حبال وشنق”، داعيًا إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في ما وصفه بـ”الجرائم المروعة”.

كما أكدت وزارة الصحة في غزة أن بعض جثامين الأسرى الذين أعيدوا مؤخرًا “تحمل آثار تعذيب وحروق واضحة”، مطالبة بفتح تحقيق عاجل في الأمر.

أما مدير عام الوزارة، منير البرش، فكتب عبر منصة “إكس”: “الأسرى الذين أفرجت إسرائيل عن جثامينهم أعيدوا إلينا وهم مقيدون، معصوبو الأعين، وعليهم آثار تعذيب وحروق بشعة تكشف حجم الإجرام الذي ارتكب في الخفاء”.

وأضاف أن الجثامين “لم تكن مدفونة، بل محتجزة في الثلاجات لشهور طويلة”، معتبرًا أن ما جرى “جريمة حرب مكتملة الأركان” تستوجب تحقيقًا دوليًا عاجلًا ومحاسبة المسؤولين عنها.

وتأتي عمليات التسليم المتبادلة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بوساطة مصرية وقطرية وتركية، وبإشراف أمريكي. ويتضمن الاتفاق تبادل الأسرى والجثامين بين إسرائيل وحماس، بحيث تسلم إسرائيل جثامين 15 فلسطينيًا مقابل كل جثة إسرائيلية تسلمها حماس.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version