بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

حصلت سيارا، الفائزة بجائزة غرامي، على الجنسية خلال مراسم احتفالية أُقيمت يوم السبت في مدينة كوتونو، ضمن مبادرة وطنية تسعى من خلالها بنين إلى ترميم جراح الذاكرة، وجذب أبناء الشتات الإفريقي، وتعزيز السياحة في المواقع المرتبطة بتاريخ العبودية.

وفي هذا السياق، قال وزير العدل، إيفون ديشينو: “من خلال الاعتراف القانوني بأبناء إفريقيا هؤلاء، تضمد بنين جرحًا تاريخيًا. إنه فعل من العدالة، ولكنه أيضًا فعل انتماء وأمل”.

تشريع يعيد الوصل بين القارة وأبنائها

في أيلول/ سبتمبر الماضي، أقرت حكومة بنين قانونًا يمنح الجنسية لكل شخص تجاوز سن 18 عامًا ولا يحمل جنسية إفريقية أخرى، شرط أن يقدّم دليلًا موثوقًا على أن أحد أجداده تم ترحيله ضمن تجارة الرقيق. وتشمل الإثباتات المقبولة اختبارات الحمض النووي، وشهادات موثّقة، وسجلات عائلية.

ولتسهيل هذه العملية، أطلقت بنين مؤخرًا منصة إلكترونية باسم “My Afro Origins” تتيح للمهتمين تقديم طلباتهم. ورغم أن بنين ليست الدولة الأولى التي تمنح هذا الحق، إلا أن رمزية مبادرتها تتعاظم بسبب الدور المحوري الذي لعبته في تجارة الرقيق عبر الأطلسي.

مصالحة مع تاريخ مؤلم

شهد خليج بنين، الذي يضم اليوم أراضي بنين وتوغو وأجزاء من نيجيريا، ترحيل ما يُقدّر بنحو 1.5 مليون إنسان مستعبد إلى الأمريكيتين عبر تجار أوروبيين. وقد شارك بعض ملوك بنين في أسر وبيع أولئك العبيد للتجار البرتغاليين والفرنسيين والبريطانيين. لا تزال آثار تلك الممالك والمجتمعات قائمة حتى اليوم على شكل شبكات قبلية.

ورغم صعوبة هذا الاعتراف، اتخذت بنين خطوات جريئة للتصالح مع ماضيها، في خطوة لا تزال نادرة في القارة. ففي التسعينيات، استضافت مؤتمرًا دوليًا لبحث تفاصيل تجارة الرقيق، كما قدم الرئيس السابق ماتيو كيريكو عام 1999 اعتذارًا رسميًا للأمريكيين من أصول إفريقية خلال زيارته لكنيسة في مدينة بالتيمور الأمريكية.

“السياحة التذكارية”: سردية الذاكرة والمصالحة

تحوّلت مدينة ويدا، التي كانت من أكبر موانئ تجارة العبيد في إفريقيا، إلى مركز لـ”السياحة التذكارية” التي تهدف إلى تكريم الضحايا وجذب أحفادهم. وتشمل المعالم التاريخية فيها “طريق العبيد”، وهو المسار الذي سار فيه العبيد نحو سفن الترحيل، و”بوابة اللاعودة”، المطلة على المحيط الأطلسي والتي ترمز إلى لحظة الوداع القاسية بين الضحايا وأوطانهم.

رئيس وكالة السياحة الحكومية في بنين، سيندي تشيكيت، أشار إلى أن هذه المواقع تمنح الزوار فرصة لفهم تاريخ أجدادهم وتكريم معاناتهم. وأضاف: “قد يُلهم هذا البعض ليقول: أريد العودة إلى إفريقيا، وأختار بنين لأفهم هذا التاريخ”.

المغنية سيارا، وبعد حصولها على الجنسية، زارت هذه المعالم، وسارت على “طريق العبيد” حتى وصلت إلى “بوابة اللاعودة”، وقالت بتأثر: “بين العاطفة والتأمل والإرث، عشت عودة عميقة إلى ما هو جوهري حقًا”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version