بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

بينما تتصاعد التساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يبرز دور قطر كوسيط محوري ليس فقط في الصفقة الحالية بل وفي مرحلة ما بعد الحرب.

ويُعزى هذا الدور، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، إلى النفوذ الذي تتمتع به هذه الدولة الخليجية على حركة حماس، بوصفها أحد أبرز رعاتها في المنطقة. إلا أن الصحيفة تشير إلى أن الدوحة غيّرت من تعاطيها مع الحركة منذ وقت طويل.

وتلفت “الغارديان” إلى أن قطر، بتوقيعها “إعلان نيويورك” في 29 يوليو/تموز إلى جانب دول عربية أخرى، وافقت للمرة الأولى على مبدأ إنهاء حكم حماس في غزة وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية، “تماشيًا مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة”.

كما تذكر الصحيفة بأن قطر سبق وأدانت “الهجمات التي نفذتها حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر”، في خطوة وصفتها بأنها نوع من التماهي مع مواقف السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتستطرد “الغارديان” بالقول إن دور الدوحة لم يقتصر على التصريحات الرسمية فحسب، بل تجلى في ممارسة ضغوط متزايدة على حماس، حيث لوحظت تغييرات في السياسة التحريرية لشبكة الجزيرة – الوسيلة الإعلامية الأضخم – إذ أصبح تغطية القناة لحماس “أكثر تعقيدًا وتوازنًا”.

كما تشير إلى أن المفاوضين القطريين أصبحوا “أكثر حزمًا” في التعامل مع ملف تسليم آخر الرهائن المتبقين في غزة.

تداعيات الضربة الإسرائيلية على الدوحة

تستعرض الصحيفة آثار الضربة الإسرائيلية على الدوحة في 9 سبتمبر الماضي، والتي وصفتها بالكبيرة، نظرًا لمكانة قطر لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتقول إن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قد صرّح في وقت سابق خلال مقابلة في بودكاست Taking the Edge Off the Middle East، بأن الشرق الأوسط أصبح رهينة لشخصين – القائد السابق لحماس يحيى السنوار ونتنياهو – مضيفًا: “واحد مات والآخر ما زال ينشر الفوضى.”

ويضبف الأنصاري أن قطر تعرضت للهجوم “في اليوم التالي لتسليمنا اقتراح وساطة من الرئيس ترامب إلى المكتب السياسي لحماس وطلبنا منهم مناقشته في اجتماع”. وأضاف: “ثم استهدفت الطائرات F-35 الإسرائيلية ذلك الاجتماع، الذي كان معروفًا للجمهور، دون التشاور مع الولايات المتحدة. ماذا يقول هذا عن الوضع الدولي اليوم؟”

ورغم أن الهجوم أربك العلاقات بين قطر والولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أنه فتح الباب – وفقًا للصحيفة – للاتفاق على آلية ثلاثية رسمية بينهم، وُصفت بأنها “بداية لحوار لتعزيز الأمن المشترك وتصحيح المفاهيم الخاطئة”.

تحول استراتيجي أم رد فعل؟

تشير “الغارديان” إلى أن بعض الجهات تختزل تغير موقف قطر تجاه حماس بمسألة ضرب الدوحة، حيث تعتبر مؤسسة FDD أن “الضربة الإسرائيلية الفاشلة” أجبرت قطر على تعديل موقفها. لكن الصحيفة تؤكد أن هذا التحليل يتجاهل التحول في سياسة الدوحة الذي بدأ في الصيف.

التحديان الأساسيان

تواجه قطر وفق التقرير تحديين مباشرين: الأول، استخدام خبرتها الطويلة في الوساطة، الممتدة منذ عهد جورج بوش الابن، لإقناع حماس بتفكيك أسلحتها، وهي عملية معقدة تشمل تحديد طبيعة الأسلحة، ومستقبل شبكة الأنفاق، والجهة التي ستستلم الأسلحة. أما التحدي الثاني، فيتمثل في تحويل الاهتمام نحو دعم السلطة الفلسطينية وتعزيز الإصلاحات استعدادًا للانتخابات المقبلة.

وكانت قطر قد دعمت في السابق ترتيبات مؤقتة أدت إلى ضخ نحو 4 مليارات دولار في غزة منذ 2012، لتطوير البنية التحتية ومساعدة الأسر الأكثر فقرًا، لكنها واجهت اتهامات بأن جزءًا من هذا التمويل ذهب لدعم الأنشطة العسكرية لحماس، كما طالت الانتقادات مسؤولين إسرائيليين تلقوا أموالًا قطرية. ومع الدمار الهائل في غزة وتركيز العالم على دور قطر كوسيط، تسعى الدوحة الآن إلى تقليل القنوات الخلفية والاعتماد على آليات رسمية متعددة الأطراف مع تقدم عملية وقف إطلاق النار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version