قال تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، إن النفط الخام سجل أكبر ارتفاع فصلي له منذ الهزة الأولية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، في وقت يهدد فيه انخفاض صادرات الوقود الروسية بمزيد من تشديد السوق مع تخفيضات إنتاج “أوبك+”.
وأوضح التقرير أن بيانات الصناعة تظهر أن موسكو تخطط لعدم تصدير الديزل تقريبا، الشهر المقبل، من أجل خفض الأسعار المحلية وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع العقود الآجلة الأوروبية للديزل مرة أخرى فوق المستوى الرئيس البالغ ألف دولار للطن.
وأشار إلى تعزيز العقود الآجلة للخام الأمريكي القياسي أكبر مكاسبها الفصلية منذ الفترة المنتهية في مارس 2022 بفضل تخفيضات الإمدادات التي تقودها “أوبك+” والمخزونات المنخفضة للغاية في مركز كوشينج في الولايات المتحدة، لافتا إلى أن في ختام الأسبوع عكس خام غرب تكساس الوسيط مكاسبه السابقة وانخفض ليستقر إلى ما دون 91 دولارا، متتبعا إلى حد كبير مسار الأسهم الأمريكية.
وحققت أسعار النفط الخام زيادة 30 في المائة خلال الربع الثالث من العام الجاري، وارتفع برنت نحو 2.2 في المائة ‏خلال الأسبوع، وحقق مكاسب شهرية بنسبة 9.7 في المائة، كما صعد الخام الأمريكي 0.8 في المائة خلال الأسبوع، محققا مكاسب بنسبة 8.6 في المائة في سبتمبر.
وأفاد تقرير “ريج زون” بأنه مع نظرة التجار بحذر إلى توقعات الطلب، لم يتبق سوى القليل لوصول مسيرة النفط الخام نحو 100 دولار للبرميل، حيث تتوقع “أوبك” عجزا في العرض قدره ثلاثة ملايين برميل يوميا في الربع المقبل.
ونقل عن “كومرتس بنك” تأكيده أن الطلب على النفط مستمر في النمو، وأن هذا يؤدي إلى تشديد سوق النفط ، كما يتضح من انخفاض المخزونات، متوقعا أن تؤدي عطلات الأسبوع الذهبي في الصين التي تستمر حتى الجمعة المقبل، إلى تعزيز الاستهلاك مع قيام مزيد من الأشخاص بالسفر محليا وعلى الطرق الدولية.
من جانب آخر، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي، أنه على الرغم من وجود كثير من المحفزات الصعودية إلا أن أسعار النفط تواجه مقاومة في كل مرة تتجاوز فيها مستوى 95 دولارا مع قلق المتداولين من أن تخفيضات الإنتاج قد تنتهي في وقت أبكر مما كان متوقعا.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من بعض الأخبار المتفائلة للغاية هذا الأسبوع، بدءا من مخزونات كوشينج الضعيفة إلى تحسن التوقعات الكلية في الصين، إلا أن أسعار النفط ظلت في نطاق محدود أخيرا، حيث لا يزال النفط الخام في منطقة ذروة الشراء، وأي ارتفاع فوق 95 دولارا للبرميل يؤدي إلى مقاومة.
ونوه إلى أنه مع اقتراب موعد عقد اجتماع لجنة المراقبة الوزارية في تحالف “أوبك+” في 4 أكتوبر الجاري يعود التركيز في السوق حاليا على مستقبل تخفيضات الإنتاج وتحركات كبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا.
واعتبر أنه مع انخفاض مخزونات النفط الخام في مركز التخزين الرئيس في الولايات المتحدة في كوشينج بولاية أوكلاهوما إلى أدنى مستوياتها منذ يوليو 2022، عند 22.0 مليون برميل، يخشى المشغلون من المخاطر التشغيلية، حيث يصبح من الصعب دعم المعروض من النفط إذا كان تخزين الخزان أقل من 20 مليون برميل.
وقدر أن سوق النفط العالمية شهدت زوبعة من التحركات في الأسبوع الماضي، حيث تأرجحت الأسعار بين الارتفاع والانخفاض مدفوعة بعدد من العوامل التي تراوح بين قيود العرض والمؤشرات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية.
واعتبر التقرير أن ندرة الإمدادات وانخفاض مستويات المخزونات أديا إلى وصول خام برنت إلى 97.69 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط القريب إلى أعلى مستوى منذ أغسطس 2022 عند 95.03 دولار.
ونوه إلى تفاقم هذا النقص في العرض بسبب تخفيضات الإنتاج التي بدأتها السعودية وروسيا، في إطار تحالف “أوبك+” بإجمالي 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، وعلاوة على ذلك فإن الحظر المستمر الذي فرضته روسيا على صادرات الوقود بسبب عدم الاستقرار في سوقها المحلية يؤدي إلى إحكام القبضة على العرض العالمي مع ما يترتب على ذلك من آثار على تحركات الأسعار في الأمدين القصير والمتوسط.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط، الجمعة، عند التسوية بسبب مخاوف تتعلق بالاقتصاد ‏الكلي وجني الأرباح، لكنه ارتفع نحو 30 في المائة خلال الربع الثالث، إذ تسببت ‏تخفيضات الإنتاج الطوعية لتحالف “أوبك+” في الضغط على إمدادات النفط الخام ‏العالمية.‏ وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر التي يحل أجلها ‏اليوم، سبعة سنتات إلى 95.31 دولار للبرميل عند التسوية، وارتفع نحو 2.2 في المائة ‏خلال الأسبوع، وحقق مكاسب شهرية بنسبة 9.7 في المائة، كما حقق مكاسب فصلية بنسبة 27.3 في المائة خلال الربع الثالث. ونزلت العقود الآجلة لخام برنت لشهر ‏ديسمبر 90 سنتا إلى 92.20 دولار للبرميل.‏ وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 92 سنتا إلى 90.97 دولار للبرميل، ‏مرتفعا 0.8 في المائة خلال الأسبوع، محققا مكاسب بنسبة 8.6 في المائة في سبتمبر، ومكاسب بنسبة 28.5 في المائة خلال الربع الثالث.‏ ومع اقتراب العقود الآجلة للنفط من 100 دولار للبرميل، حصد كثير من ‏المستثمرين أرباحا خلال موجة الصعود نظرا لمخاوف الاقتصاد الكلي المستمرة.‏ وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أنه في يوليو نما إنتاج النفط الخام ‏الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2019.‏ ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر برنت 89.85 دولار للبرميل في الربع الأخير ‏من العام، و86.45 دولار للبرميل في عام 2024، وفقا لاستطلاع أجرته “رويترز” ‏لآراء 42 خبيرا اقتصاديا ونشرته يوم الجمعة.‏ من ناحية أخرى، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار سبع منصات هذا الأسبوع، بعد انخفاضه 11 منصة، الأسبوع الماضي، إلى مستوى منخفض لم يشهده منذ فبراير 2022.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر، إجمالي عدد منصات الحفر انخفض إلى 623 منصة هذا الأسبوع حتى الآن هذا العام، قدر التقرير خسارة 156 منصة حفر نشطة.
ولفت إلى أن عدد منصات الحفر هذا الأسبوع جاء أقل بـ452 منصة من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء، منوها إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار خمس منصات هذا الأسبوع إلى 502، بانخفاض 119 حتى الآن في عام 2023، كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار 2 هذا الأسبوع إلى 116، بخسارة 40 منصة للغاز النشط منذ بداية العام، بينما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأشار إلى انخفاض عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار خمس منصات هذا الأسبوع، وهو الأسبوع الثاني على التوالي الذي ينخفض فيه هذا الحجم، و32 منصة أقل من الوقت نفسه من العام الماضي بينما بقي عدد منصات الحفر في Eagle Ford على حاله، وهو أقل بـ23 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
وأضاف التقرير أن مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بقت عند 12.9 مليون برميل يوميا -وذلك وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة- ولا تزال عند أعلى مستوى إنتاج منذ عام 2019.
ونوه إلى ارتفاع مستويات الإنتاج الآن بمقدار 900 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي، كما نشرت إدارة معلومات الطاقة أيضا بيانات شهرية، الجمعة، أظهرت ارتفاع متوسط الإنتاج في يوليو بشكل طفيف، إلى 12.991 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ12.900 مليون برميل يوميا في يونيو.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.