اندلعت مواجهات -ظهر اليوم الجمعة- بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين خلال تشييع الشاب الذي استشهد أمس برصاص مستوطنين في حوارة مما أدى إلى إصابة العشرات، بينما عززت شرطة الاحتلال قواتها في المسجد الأقصى، تزامنا مع نهاية ما يسمى عيد العرش اليهودي.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 51 مواطنا، بينهم اثنان أصيبا بالرصاص الحي، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في هذه البلدة الفلسطينية المشتعلة، جنوب نابلس.

وأفادت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري بأن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز لقمع الشبان المتظاهرين، وأن الهلال الأحمر يعمل على إرسال مزيد من مركبات الإسعاف، مع استمرار المواجهات مع قوات الاحتلال في حوارة.

وأعلن مدير الهلال الأحمر في نابلس حالة الطوارئ وتجهيز سيارات الإسعاف للاستجابة لمواجهات حوارة، بينما أغلق الاحتلال كل مداخل البلدة وعرقل نقل المصابين.

 

 

من جانب آخر قالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن قناصة من قوات الاحتلال يعتلون أسطح المنازل في حوارة.

وكانت قوات الاحتلال قد قمعت موكب تشييع الشهيد الشاب لبيب ضميدي الذي أعدم الليلة الماضية برصاص المستوطنين، فور وصول الجنازة إلى شارع حوارة الرئيسي، بعدما وسعت من رقعة انتشارها على طول الشارع، وأغلقت حاجز “زعترة” العسكري، ومنعت المواطنين من فتح محالهم التجارية.

 

 

محاصرة وهجمات

وتشهد حوارة، منذ بداية السنة عمليات مقاومة نفذها فلسطينيون ضد سيارات تقل إسرائيليين وعمليات انتقامية عنيفة شنها المستوطنون المقيمون في محيطها ضد سكان البلدة.

وينصب الجيش الإسرائيلي نقاط مراقبة على طول الطريق التي تمر بوسط حوارة ويسلكها بالعادة مستوطنون على مدار الساعة.

جهود وانتقادات

وفي هذا السياق، قالت صحيفة” تايمز أوف إسرائيل” إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمر كبار المسؤولين العسكريين أمس الخميس، بتكثيف ما سماها جهود مكافحة الإرهاب في الضفة الغربية، خصوصا في بلدة حوارة الفلسطينية.

وطلب نتنياهو من قادة الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن إجراءات إضافية لتعزيز الأمن للسكان الإسرائيليين في الضفة الغربية.

من جهة أخرى، انتقد رئيس المجلس الإقليمي يوسي داغان حكومة نتنياهو، معربا عن أسفه لأن حكومة اليمين فشلت مرة تلو أخرى في توفير الأمن للإسرائيليين.

وفجر اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم، وشهدت المنطقة اشتباكين منفصلين أسفرا عن استشهاد فلسطينيين وإصابة 5 جنود إسرائيليين أحدهم بحالة حرجة.

وقالت قوات الاحتلال إنها رصدت الشابين خلال تنفيذهما هجوما مسلحا عند مستوطنة أفني حيفتس قرب طولكرم.

وكانت قوة إسرائيلية قد اقتحمت مخيم طولكرم، وأعلنت فصائل المقاومة أنها خاضت اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال وأوقعت إصابات في صفوف جنوده.

اقتحام وقتل

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن إسرائيل “تجاوزت كل الخطوط الحمراء بإصرارها على سياسة القتل واقتحام المدن الفلسطينية”.

وحمّل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي، إسرائيل والإدارة الأميركية المسؤولية عن “الجرائم الخطيرة التي يرتكبها جنود الاحتلال والمستعمرون في الأرض الفلسطينية كافة”.

وقال أبو ردينة إن “الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا بلا هوادة على شعبنا، وعلى مرأى من العالم”، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية “ستتخذ إجراءات وخطوات في المحافل العربية والدولية، وعلى المستويات كافة، لمواجهة عدوان الاحتلال المستمر”.

وبحسب إحصائيات حقوقية فإن “هجمات المستوطنين في الضفة الغربية في النصف الأول من العام الحالي بلغ عددها 1148، بما يتساوى تقريبًا مع الهجمات التي حدثت طوال العام الماضي وعددها 1197”.

اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى 4 أكتوبر 2023

تعزيزات أمنية

وتأتي هذه التطورات بينما عززت شرطة الاحتلال قواتها ودفعت المئات من عناصرها إلى منطقة المسجد الأقصى وأزقة البلدة القديمة ومحيطها، حيث يتزامن احتفال اليهود بما يسمى عيد بهجة التوراة في نهاية عيد العرش اليهودي، مع صلاة يوم الجمعة في المسجد الأقصى.

كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إحكام إغلاقه العسكري للضفة الغربية والمعابر مع قطاع غزة ابتداء من منتصف الليلة الماضية وحتى فجر يوم الأحد القادم.

وتواصل مجموعات من المستوطنين والمتزمتين اليهود التجول في أزقة البلدة القديمة والقيام بأداء صلوات وطقوس دينية عند أبواب المسجد.

دعوة للنفير

وفي ردها على هذه التطورات، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين إلى النفير والرباط اليوم الجمعة داخل المسجد الأقصى دفاعا عنه.

وقالت حماس إن المقاومة الفلسطينية ثبّتت قواعد اشتباك جديدة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة لمنعه من دخول المخيمات.

وبدأ “عيد العرش” (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة، الفصح والأسابيع والعرش) في 29 سبتمبر/أيلول الماضي ويستمر حتى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.

اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى 4 أكتوبر 2023

إدانات ودعوات

من ناحية أخرى، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي للجزيرة إن واشنطن تدين جميع أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وفق تعبيره.

وأضاف أن الولايات المتحدة تدعو الأطراف إلى تهدئة التوترات وممارسة ضبط النفس، مشيرا إلى أن واشنطن تجري محادثات مستمرة مع شركائها الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية.

وأشار إلى أنه يجب السعي لتحقيق المساءلة والعدالة بالقدر نفسه من الصرامة في جميع حالات التطرف العنيف أيا كان مرتكبوها.

وفي سياق ردود الفعل، أدانت السعودية والإمارات وقطر أمس الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى بمناسبة عيد العرش اليهودي، تحت حماية الشرطة، وذلك في بيانات منفصلة.

وتتم الاقتحامات بمرافقة الشرطة الإسرائيلية، وتشمل جولات في باحات المسجد وتتخللها محاولات لأداء طقوس تلمودية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.