واشنطن – فور بدء عملية “طوفان الأقصى”، بدأت حملة تقليدية متكررة من أشد أنصار إسرائيل قوة في العاصمة الأميركية، من أجل تهميش أي أصوات معتدلة تنظر للتطورات الأخيرة نظرة موضوعية بعيدا عن التأييد الأعمى لإسرائيل، ويظهر ذلك بوضوح في استخدام مصطلحات ولغة وتوصيفات إسرائيلية في مختلف وسائل الاعلام الأميركية، وحتى بين السياسيين الأميركيين.

استخدام وصف “إرهابيين”

مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف، المعروف بقربه من منظمة “أيباك” أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، والمؤيد القوي للسياسات الإسرائيلية خاصة الليكودية واليمينية منها، بدأ بهجوم مبكر على صحيفة واشنطن بوست، وذكر في تغريدة على موقع إكس متسائلا “لا إرهابيين في غزة؟ وفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن حماس ليست وحدها، بل حتى الجهاد الإسلامي الفلسطيني مقاتلون، هل الذبح المتعمد للمدنيين الإسرائيليين الأبرياء هو عمل المقاتلين؟

تجاهل السياق العام للهجمات

و هاجمت شبكة فوكس الإخبارية استضافة شبكة MSNBC لنور عودة، الضيفة الفلسطينية التي أبرزت غياب الحديث عن “المعاملة اللاإنسانية” لإسرائيل للفلسطينيين بعد هجوم حماس، وقالت الناشطة عودة إن “الحقيقة هي وجود شعب بأكمله يعيش تحت احتلال الجيش الإسرائيلي”.

وأضافت عودة أن هجوم مقاتلي حماس لم يأت “فجأة” فحسب، بل كان نتيجة للتوترات التي خلقها الإسرائيليون الذين لا يتوقفون عن مضايقة الفلسطينيين.

وخصت شبكة فوكس هجومها على المذيع “علي فيلشي” لاستضافته لها، ولتعليقه الذي جاء محايدا عند مناقشته هجوم حماس على إسرائيل أول أمس.

وقال فيلشي “لقد أُبلغنا خلال الأشهر العشرة الماضية على ما أعتقد، عن زيادة في التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة”، وتابع قائلا “كان هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول العديد من هؤلاء الفلسطينيين الذين يتعرضون للمضايقة بشكل منهجي وتهدم منازلهم، ويتم مضايقتهم من قبل المستوطنين تحت عين وحماية الشرطة، وبدعم من قوات الجيش الإسرائيلي”.

وتوضيحا لوجهة نظره، أضاف فيلشي “لذلك هذا ليس من فراغ، ما رأيناه هذا الصباح، لقد كانت مفاجأة لم تكن إسرائيل مستعدة لها، لكن التوترات تغلي منذ عشرة أشهر”.

في حين قالت الناشطة عودة إن الوضع يغلي منذ أكثر من نصف قرن، منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي، وأشارت إلى أن عددا قياسيا من الأطفال الفلسطينيين  قتلوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعددا قياسيا من المنازل الفلسطينية هدمتها إسرائيل، وعددا قياسيا من هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد القرى الفلسطينية حيث أضرمت النيران في المنازل والشركات، وأصيب وقتل الفلسطينيون على يد مسلحين إسرائيليين.

واتهم المذيع نفسه الأميركيين والحكومات الأخرى بتجاهل معاملة إسرائيل اللاإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ووافقته عودة قائلة “للأسف أنت على حق، يعتقد السياسيون الأميركيون وغيرهم من السياسيين أن بإمكانهم تجاهل السياق الذي يحدث فيه كل هذا، وحقيقة أن إسرائيل قوة احتلال، وحقيقة أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي والحقوق الفلسطينية، وفقا لخبراء وكالات الأمم المتحدة الرائدة، ومنظمات حقوق الإنسان الرائدة في جميع أنحاء العالم”.

كومبو للنائبات الديمقراطيات رشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو كورتيز وإلهان عمر

دعوات السلام ووقف إطلاق النار غير كافية

من ناحية أخرى، واجهت النائبات الديمقراطيات التقدميات في مجلس النواب المعروفات بانتقادهن لإسرائيل رد فعل عنيف من زملائهن الجمهوريين والمنظمات اليهودية بسبب تصريحاتهن بعد بدء عملية “طوفان الأقصى”.

وغلبت إدانة العنف، والمطالبة بضرورة العمل على تحقيق السلام ووقف إطلاق النار على رد فعل النائبات على الأحداث، إلا أن ذلك الموقف أغضب أنصار الجانب الإسرائيلي الذين يريدون فقط مهاجمة حماس دون التطرق لمعاناة الفلسطينيين أو العنف الممارس ضدهم.

ومن بين العضوات التقدميات، التزمت النائبة ذات الأصول الفلسطينية رشيدة طليب الصمت بشأن الهجمات، لكنها هوجمت بسبب “صمتها على إرهاب حماس”.

في حين دعت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إلى “وقف إطلاق النار ووقف التصعيد”، وقالت في بيان لها “اليوم مدمر لجميع أولئك الذين يسعون إلى سلام دائم واحترام حقوق الإنسان في إسرائيل وفلسطين، أدين هجوم حماس بأشد العبارات الممكنة، لا ينبغي أن يتحمل أي طفل وعائلة هذا النوع من العنف والخوف، وهذا العنف لن يحل القمع والاحتلال المستمرين في المنطقة” وأضافت أن “هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف التصعيد لإنقاذ الأرواح”.

ودفع ذلك المعلق السياسي بشبكة فوكس بتشاد بيرغام باقتباس جزء من كلام كورتيز ورد عليه بالقول “لا نرفض موقفها ذلك”.

كما أن النائبة إلهان عمر، ذات الأصول الصومالية، والتي لها تاريخ من التصريحات المثيرة للجدل حول إسرائيل، دانت الهجمات، وقالت إن “الأعمال المروعة التي نراها تتكشف اليوم في إسرائيل ضد الأطفال والنساء وكبار السن والأشخاص العزل الذين يتم ذبحهم وأخذهم كرهائن من قبل حماس، مثل هذا العنف الذي لا معنى له لن يؤدي إلا إلى تكرار الدورة ذهابا وإيابا التي رأيناها، والتي لا يمكننا السماح باستمرارها”.

وتابعت قائلة “نحن بحاجة إلى الدعوة إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، سأواصل الدعوة إلى السلام والعدالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

وهاجم المعلق المحافظ والمتشدد ديفيد هاسون موقف النائبة إلهان، وقال “لاحظوا كيف أنها تدين فقط الأعمال ضد الأطفال والنساء وكبار السن وغير المسلحين، إنها تلمح إلى أن مهاجمة أو قتل قوات الجيش الإسرائيلي أمر جيد”

كما انتقدت المذيعة بشبكة فوكس راشيل كامبوس دافي النائبة إلهان قائلة إن عضوة الكونغرس “لم تعترف قط بوجود سلام في الشرق الأوسط عندما كان ترامب في منصبه”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.