قفزت أسعار النفط دولارين خلال تعاملات أمس، بعد أن شددت الولايات المتحدة برنامج العقوبات على صادرات الخام الروسية، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات في سوق تشهد شحا بالفعل، ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية خلال الربع الرابع من العام.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.96 دولار بما يعادل 2.28 في المائة إلى 87.96 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:19 بتوقيت جرينتش، فيما زاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.98 دولار أو 2.39 في المائة إلى 84.89 دولار للبرميل.
وكان كلا الخامين قد حققا في وقت سابق مكاسب بلغت دولارين، وفقا لـ”رويترز”. وعلى الرغم من التقلبات خلال الأسبوع في كلا الخامين القياسيين إلا أن برنت حقق مكاسب أسبوعية بنحو 4 في المائة، في حين حقق خام غرب تكساس الوسيط صعودا بأكثر من 2.5 في المائة خلال الأسبوع، بعد ارتفاع كلا العقدين في تعاملات الإثنين.
وكان الدافع وراء هذا الارتفاع هو احتمال انقطاع صادرات من الشرق الأوسط بعد الأحداث التي اشتعلت في نهاية الأسبوع الذي هدد بصراع محتمل أوسع نطاقا.
وقال كيلفن وونج كبير محللي الأسواق في أواندا بسنغافورة: “لا تزال العلاوة المرتبطة بالأخطار الجيوسياسية قائمة… ومن المرجح أن تدعم أسعار النفط على المدى القصير”.
وأضاف أن السوق أكثر قلقا بشأن تقلص الإمدادات من الشرق الأوسط وروسيا. وفرضت الولايات المتحدة الخميس أول عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بأسعار أعلى من الحد الأقصى للسعر الذي حددته مجموعة السبع البالغ 60 دولارا للبرميل، وذلك لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو على حربها في أوكرانيا.
وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر رئيس، وقد يؤدي تشديد التدقيق الأمريكي على شحناتها إلى تقليص الإمدادات.
وأبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” أمس الأول، على توقعاتها لنمو قوي نسبيا للطلب العالمي على النفط في 2023 و2024، مشيرة إلى مؤشرات على متانة الاقتصاد العالمي حتى الآن، وتوقعت زيادة الطلب في الصين.
وذكرت المنظمة في تقرير شهري أن الطلب العالمي على النفط سيزيد 2.25 مليون برميل يوميا في 2024 مقارنة بزيادة 2.44 مليون برميل يوميا في 2023. ولم يطرأ تغيير بشأن التوقعين عن الشهر الماضي.
وساعد رفع الصين قيود مكافحة جائحة كوفيد-19 على زيادة الطلب على النفط في 2023. وتتوقع “أوبك” استمرار نمو أقوى للطلب في العام المقبل مقارنة بتوقعات جهات أخرى مثل وكالة الطاقة الدولية.
وقالت “أوبك” في التقرير: “في 2024 من المتوقع أن يؤدي النمو الاقتصادي العالمي القوي، وسط التحسن المستمر في الصين، إلى زيادة استهلاك النفط بشكل أكبر”.
وجاء في التقرير أيضا أن الطلب خلال الفترة المتبقية من العام الحالي وفي العام المقبل قد يتأثر سلبا في بعض دول العالم، وقلصت المنظمة توقعاتها لإجمالي الطلب العالمي في الربع الأخير من العام الحالي والأشهر الثلاثة الأولى من 2024.
وفي سياق متصل، ارتفعت واردات الصين من النفط الخام في سبتمبر نحو 14 في المائة على أساس سنوي مع زيادة المصافي مشترياتها قبل عطلة الأسبوع الذهبي التي تشهد تزايدا في حركة السفر وتحسن مؤشرات التصنيع.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن الشحنات إلى أكبر مستورد للنفط في العالم بلغت الشهر الماضي 45.74 مليون طن متري أو 11.13 مليون برميل يوميا.
وتواصل واردات سبتمبر اتجاه صعود كبير تسجله الواردات منذ بداية العام مقارنة بمستويات 2022 عندما تعرض الاقتصاد الصيني لضربة شديدة جراء القيود واسعة النطاق التي فرضتها بكين بسبب جائحة كوفيد-19.
وزادت الواردات منذ بداية العام 14.6 في المائة على أساس سنوي إلى 424.27 مليون طن أو 11.34 مليون برميل يوميا.
غير أن مستويات سبتمبر مثلت تراجعا بنحو 10.5 في المائة عن الرقم المسجل في أغسطس عند 12.4 مليون برميل يوميا، وهو ثالث أعلى مستوى على الإطلاق.
وقالت إيما لي محللة شؤون سوق النفط الصيني لدى فورتكسا في سنغافورة: “انخفاض واردات النفط الخام في سبتمبر على أساس شهري مدفوع في العادة بالكميات الواردة من السعودية وروسيا”.
وسجلت واردات الشهر الماضي زيادة كبيرة قبل الارتفاع المتوقع للطلب على وقود المركبات خلال عطلة الأسبوع الذهبي التي امتدت من نهاية سبتمبر حتى الأسبوع الأول من أكتوبر.
كما تعافى نشاط التصنيع في الصين في سبتمبر، ما يشير إلى تحسن المعنويات بدرجة كبيرة. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية في سبتمبر إلى 50.2، فوق مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.