أشاد عدد من المثقفين والكتّاب والشعراء بما وصلت إليه مبادرة تحدي القراءة العربي خلال دوراتها السبع، حيث تمكنت من خلق مكانة مميزة وبصمة ناصعة لا يمكن أن تمحى في التاريخ الثقافي للإمارات وللبلدان العربية على حد سواء، حيث تمكنت من أن تحفز الطلاب على المشاركة من كافة أنحاء الوطن العربي وأن ترتفع أعداد المشاركين في التحدي من 3.6 ملايين طالب وطالبة في الدورة الأولى في 2015 ليصل عددهم إلى 24 مليوناً و800 ألف طالب في الدورة السابعة، ما يدل على نجاحها المؤكد في جذب اهتمام النشء نحو الكتاب وإعادتهم للقراءة وشغف المطالعة في منافسة شريفة وجميلة مع أقرانهم لا تشبهها أية منافسات أخرى بهذا العمق والأهمية.

في هذا السياق، أشار الكاتب علي أبو الريش إلى أن هذه الظاهرة القرائية العظيمة تدحض وبقوة كل ما كان يقال عن أن العالم العربي لا يقرأ، وأثبتت أن الإنسان العربي يقرأ لكنه بحاجة إلى دوافع وحوافز لتساعده على الاهتمام بالقراءة وبالكتاب بشكل عام.

وقال أبو الريش: «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هو الملهم لأبناء العالم العربي أجمع، وسموه العلم الذي يشار إليه بالبنان والبيان لأنه يعلّم الآخرين مختلف العلوم والدروس سواء في الاقتصاد أو التجارة أو السياحة وغيرها وحتى الثقافة والقراءة أيضاً، وهذه البادرة ستخلّد في تاريخ هذا القائد والإنسان المحب، وهذا الأمر ليس بالغريب على سموه فهو في الأساس شاعر من الطراز الرفيع وكاتب أيضاً، فسموه يعرف أهمية الاهتمام بالكتاب منذ الصغر وأهمية أن يكون الإنسان لديه معرفة بالأبجدية ليصل إلى العالم أجمع، إضافة إلى علم سموه أن هذه المبادرة ستسهم في الحفاظ على اللغة العربية التي هي هويتنا على مدى التاريخ، فنحن علمنا البشرية القراءة بداية من سومر إلى بابل إلى غيرها من الحضارات العربية القديمة وها هو التاريخ يستمر من الإمارات التي أخذت المبادرة والريادة لاستمرار هذه المسيرة العظيمة».

تأصيل

الكاتب والشاعر طلال الجنيبي أكد أن التركيز على القراءة في هذا التحدي عمل عظيم وناجح بكل المقاييس وها هو يثبت نجاحه عاماً بعد عام، فالقراءة كانت الحلقة المفقودة التي أفقدت الأجيال الجديدة عمق الثقافة المطلوبة حتى يتجذر الوعي وتكون هناك رؤية أكثر تأصيلاً وفهماً لأبعاد الثقافة والوعي.

وأوضح أن القراءة في مفهومها كما نعلم كانت إشارة التوجيه الأولى، فالقرآن الكريم أول ما نزل منه على رسولنا الكريم كلمة «اقرأ» وفي هذا رسالة واضحة أن القراءة هي المفتاح الأول والأهم للارتقاء بالثقافة وصنع الوعي والمضي قدماً في فهم الذات والآخر، وتحقيق ما يمكن أن ندعوه نهضة الأجيال الحالية وتجاوز عقد النقص وفهم الواقع بشكل أكثر عملية.

فوز

الشاعر أحمد العسم أكد أهمية هذه التظاهرة القرائية للجيل الجديد الذي بات يجتهد على مدار العام في القراءة والبحث بين الكتب ليحصد نتائج جيدة وينافس أقرانه، مشيراً إلى أن هذا التحفيز رائع كونه لا إحباط فيه بل يعتبر الجميع فائزاً بمجرد وصوله إلى التصفيات واسمه بات معروفاً.

وأشار إلى أنه خلال دراسته بالمرحلة الإعدادية فاز بمسابقة التعبير الأدبي فاحتفت به المدرسة، مما أثر في نفسه حتى الكبر وجعلته يكتب ما يقارب 22 كتاباً، وهذا التحدي سيفعل بالطلاب أكثر مما فعل به فوزه بمسابقة التعبير فسوف يكون من هؤلاء القارئين النشطين والمثابرين كتّاب وأدباء ونقاد وشعراء وباحثون وعلماء، وغيرها الكثير من التخصصات المهمة في المستقبل بسبب التبحّر في العلوم والقراءة في المجالات كافة، والحرص على التعلّم والاستزادة.

منجز

الشاعرة شيخة المطيري أشارت إلى أن فكرة المسابقات تعطي هيبة لفكرة القراءة لأن الأوطان التي تحتفي بمنجز معين وتطرح فكرة جائزة له معناه أن الموضوع سيتم التركيز عليه من قبل الجميع سواء أولياء أمور أو طلاب أو المدارس أو الأعلام وغيرهم، لذلك فكرة المسابقات عادة ما تأتي بنتائج جيدة وتوصل رسائل أنه كل من يشترك فيها أنه فائز، فالفكرة هنا ليست أنه فاز بل الأهم أنه قرأ.

وقالت: «أرى أن المسابقة أنتجت جيلاً يمتلك رؤية مختلفة للقراءة حتى لجان التحكيم المتخصصة تعطي انطباعاً حقيقياً عن أن التحدي ليس مجرد بهرجة إعلامية ودعوة عادية للقراءة، بل هو تحدٍ على مستوى عالٍ جداً، ويتطلب مجهوداً كبيراً من الطلاب بمختلف أعمارهم، فالمعايير الواضحة مهمة جداً، وهذا التحدي سيغير بالفعل في مجرى التاريخ بالنسبة للمسابقات القرائية لأننا هنا سجلنا في التاريخ أننا سبقنا غيرنا من الأمم في تكريس أهمية الكتاب والقراءة من خلال تحدٍ كبير، وبات يكبر عاماً بعد عام مثبتاً للجميع جدارته ونجاح فكرته وأهمية مخرجاتها على المديين القريب والبعيد».

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.