• العامري: نؤمن بأن الثقافة والمعرفة خير ما يجتمع عليه البشر
  • درابنسكي: المكتبات تعمل كمدينة صغيرة في العالم الكبير
  • سبحي: التقنيات المتقدمة تسهم في تنظيم وإدارة الموارد المكتبية

الشارقة – يوسف غانم

انطلقت الدورة العاشرة من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتزامن مع فعاليات الدورة الـ 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأميركية، وبحضور أمناء مكتبات وخبراء ومتخصصين من كبرى المكتبات العالمية حول العالم، ليناقش دور المكتبات في تعزيز الإبداع والتعلم الرقمي، وتعزيز استراتيجيات الاستدامة، ويبحث أهمية القطاع المكتبي في التطوير المهني، وتأثير الذكاء الاصطناعي والوسائط المتعددة على المكتبات العامة والمدرسية.

وتحدث خلال الافتتاح الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري، ورئيسة جمعية المكتبات الأميركية إميلي درابنسكي بحضور نخبة من الخبراء الدوليين واستبق المؤتمر فعالياته بتنظيم ورش عمل تفاعلية لتعريف المشاركين على أفضل الممارسات التي تضمن تطوير خدمات المكتبات.

نهضة الأمم

وقال العامري: آمن صاحب السمو الشيخ د.سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن المكتبات دورها مركزي وجوهري في نهضة الأمم والحضارات، مؤكدا أن الثقافة والمعرفة خير ما يجتمع عليه البشر من كل الأجناس والأعراق والمذاهب فكان مشروع الشارقة الحضاري، مشروع معرفة وثقافة.. وكتاب».

وأضاف: في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع إنتاج المعرفة والوصول إليها، وفي عالم يعيش اليوم تطورا هائلا في تقنيات الذكاء الصناعي، تمتد على مختلف مناحي الحياة، فإن مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات يؤكد أنه المنصة التي تناقش وتستشرف مستقبل هذا القطاع، داعما خيارات العاملين فيه، حيث يناقش في دورة هذا العام تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل المكتبات، ويبحث فرص مساعدة أمناء المكتبات على تطوير أنماط أعمالهم، كما يتوقف عند دور المكتبات في الوصول للاستدامة وتجاوز تحديات التغير المناخي، كما نفخر بأن تكون الشارقة هي المكان الوحيد الذي يستضيف هذا المؤتمر للعام العاشر على التوالي خارج الولايات المتحدة، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأميركية، كما نفخر بأن نحتفل قريبا بمرور 100 عام على تأسيس مكتبات الشارقة العامة، مسجلين منجزات كبيرة في التأكيد على دور المكتبة في بناء المجتمعات.

مشروعات ملهمة

بدورها، قالت إميلي درابنسكي: تمثل المكتبات قيمة عظيمة للمجتمعات، فهي تسهم بتطويرها وتحسينها من خلال توفير المعرفة والثقافة والترفيه لجميع الفئات العمرية والاجتماعية، ومن خلال تجربتي كرئيسة لجمعيات المكتبات الأميركية، أرى كل يوم كيف تعمل المكتبات كمدينة صغيرة في العالم الكبير، حيث تجتمع الأفكار والآراء والمواهب والتحديات والحلول.

وأضافت: المكتبات تسهم في إثراء التنوع في حياتنا، والتنوع يمنحنا القوة، من هنا فإننا نقدر دور العاملين فيها، الذين يمثلون حافزا للتغيير والابتكار، ويسهمون في خلق بيئة للجميع، يجدون فيها كل ما يحتاجون إليه من فرص وموارد وخدمات، حتى الأطفال يجدون في المكتبات ملاذا للعب والترفيه الذي يرتبطون من خلاله بالقراءة والمعرفة.

الذكاء الاصطناعي والمكتبات

وناقشت أولى جلسات اليوم الأول موضوع الذكاء الاصطناعي والمكتبات: التأثير والتحديات والفرص، وقدمتها د.العنود سبحي، الأستاذ المساعد والمشرف على قسم تقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز، في السعودية، مشيرة إلى أن العلاقة بين المكتبات والذكاء الاصطناعي هي علاقة تكامل، فالذكاء الاصطناعي يساعد المكتبات في تحسين جودة وكفاءة وتنوع خدماتها، مثل البحث والتصنيف والتوصية والتحليل والتخصيص والتفاعل، وبالمقابل، تساعد المكتبات الذكاء الاصطناعي في تطوير وتطبيق أدوات وأساليب جديدة لمعالجة المعلومات واكتشافها، مثل توفير المصادر والمحتويات والبيانات التي تثري مخزونه المعلوماتي.

وتابعت: تسهم التقنيات المتقدمة في تنظيم وإدارة الموارد المكتبية بشكل ملموس، إذ تتيح للعاملين إعداد الفهارس وتوصيف الكتب والمواد بطريقة ذكية وبشكل أكثر دقة وفاعلية، من خلال الاستفادة من معالجة اللغة الطبيعية، وهذا يساعد على تحسين تصنيف المكتبة، وتوفير رؤية أعمق في العناصر المتاحة، بالإضافة إلى ذلك، يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالكتب والمواد التي ستكون مطلوبة، مما يساعد المكتبات على إدارة مقتنياتها ومخزونها بشكل أكثر فاعلية.

جلسات اليوم الأول

وتحت عنوان «إعادة بناء الطلاب: مشروعات فنية عالمية»، تحدثت كارولين فيبرت، أمين مكتبة مدرسة سودلي الابتدائية، في مدارس مقاطعة الأمير وليام العامة، بفرچينيا في الولايات المتحدة.

واستضافت الجلسة الثالثة التي حملت عنوان «المكتبة كمصدر دائم للإبداع، مكتبة إثراء نموذجا»، كلا من طارق خواجي المستشار الثقافي في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وعلي السعدي، متخصص أنظمة المكتبات والخدمات الفنية في المركز، ونادين الأشقر، المدير الإقليمي الثاني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، قسم المكتبات العالمية والتعليم، بـ «أوفر درايف» بالولايات المتحدة.

أما الجلسة الرابعة من المؤتمر، فجاءت بعنوان: «تجربة القراءة الرقمية لجيل ألفا: تعرف على جمهورك المستهدف»، واستضافت د.عماد صالح، أستاذ ورئيس قسم علم المعلومات بجامعة حلوان المصرية، بينما كانت «تحديات تطوير مجموعات المكتبات المدرسية» محور الجلسة الخامسة، وتحدث خلالها د.فوزية جيلاني، أمين مكتبة رئيسي، بمدارس بلوم تشارتر، بمدينة العين في دولة الإمارات، وواضحة الشامسي متخصصة مصادر التعلم، في مدرسة محمد بن خالد للتعليم الأساسي بالعين.

ثم انتقلت الجلسة السادسة بالحضور إلى موضوع «تعزيز منح المكتبات: جوائز الشارقة للأدب المكتبي ومساهمتها في هذا المجال»، مع إيمان بوشليبي مدير مكتبات الشارقة العامة.

وحول «الاستدامة: أفكار وممارسات للبرامج في مكتبتك»، تحدثت رينيه تانر، أمين مكتبة العلوم ورئيس خدمات الأبحاث والأستاذ المشارك في كلية رولينز، بفلوريدا.

بينما ناقشت مورا ماديجان أمينة مكتبة مدرسة نورث سبرينغفيلد الابتدائية في فرجينيا «البرامج الإبداعية: مراكز التعلم ومعايير المكتبات».

وأجابت د.هبة إسماعيل في جلستها عن سؤال «كيف يشكل التطوير المستمر مستقبلك المهني»، فيما اختتمت أعمال اليوم الأول من «مؤتمر المكتبات» بجلسة قدمها راغوناثان. م. و، أمين مكتبة أول في مدرسة جيمس وستمنستر بدبي، وتناولت موضوع «مرافق الذكاء الاصطناعي والوسائط المتعددة في المكتبات المدرسية، إمكانيات مستقبلية.

دعم الطلاب والشباب

وتستمر جلسات المؤتمر في يومه الثاني، حيث تتناول عددا من المحاور والأفكار التي تصب في تعزيز واقع المكتبات في مجتمع المعرفة، وتستضيف نخبة من المتخصصين والخبراء الذين يناقشون المكتبات ودورها في تمكين العمل المناخي، والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في المكتبات العامة، كما يتضمن برامج في الكتابة الإبداعية، وموضوعات ترشد الطلاب إلى مواجهة التحديات من خلال الكتب، وتعرفهم على طرق إنشاء مراكز للأعمال والوظائف والأبحاث عبر التقنيات الرقمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.