تتواصل عمليات الجيش الإسرائيلي العنيفة في محيط مستشفيات غزة -الأحد- الذي يحاول التقدّم نحوها، مما يهدّد حياة آلاف الفلسطينيين العالقين في مرافق صحية حذّرت منظمات دولية من أن وضعها “كارثي”.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” اليوم الأحد إنه “في حال لم نوقف سفك الدماء فورا عبر وقف إطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشرحة”.
وأعلن وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش أن إسرائيل دمّرت “بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء”، الأكبر في قطاع غزة، وحيث لا يزال عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى عالقين، بينما تتركز العمليات في محيطه منذ يومين.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 20 من أصل المستشفيات الـ36 في غزة باتت “خارج الخدمة”.
وأكّد الجرّاح محمد عبيد الموجود داخل مستشفى الشفاء في رسالة صوتية نشرتها “أطباء بلا حدود” عبر منصة “إكس”، انقطاع المياه والكهرباء والغذاء داخل المستشفى عن نحو 600 مريض خضعوا لعمليات جراحية، ووجود ما بين 37 و40 طفلا و17 شخصا آخرين في العناية المركزة. وتابع أن الوضع “سيئ جدّا جدّا”.
الجثث بالعشرات
وكان مدير مجمّع الشفاء محمد أبو سلمية حذّر من أن “الطواقم الطبية عاجزة عن العمل، والجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها”.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه -الأحد- بعد “فقدان الاتصال” مع محاوريه في الشفاء.
وذكر مسؤولون وأطباء فلسطينيون في مستشفى الشفاء -يوم السبت- أن المستشفى تعرض للقصف الإسرائيلي عدة مرات.
وقال أحد الأطباء العاملين في مستشفى الشفاء لوكالة الأنباء الألمانية إن “الكهرباء انقطعت تماما بسبب نفاد الوقود، وإن العديد من العاملين في المجال الطبي، فروا هربا من أعمال القتال”.
الأطفال الخُدّج
ووفق مصادر طبية للأناضول، فإن الأطباء جمّعوا 30 من الأطفال الخُدج بمجمع الشفاء في غرفة واحدة، لتوفير درجة حرارة مناسبة لهم، كي يبقوا على قيد الحياة في ظل تعطل الحاضنات الخاصة لهم.
ولم تستطع الكوادر العاملة في مجمع الشفاء، حصر أعداد القتلى بسبب استمرار الاستهداف الإسرائيلي للمجمع ومحيطه، ما يُعيق التحرك في تلك المناطق المستهدفة.
أبلغ طبيب في مستشفى الشفاء رويترز أن القصف متواصل منذ أكثر من 24 ساعة. وأضاف أن معظم العاملين في المستشفى والأشخاص الذين لجؤوا هناك غادروا لكن بقي 500 مريض.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وهي وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية للأطفال، إنها منزعجة من “تقارير عن وفاة أطفال مبتسرين في الحاضنات”.
وتقول إسرائيل للفلسطينيين إن جنوب غزة سيكون آمنا لهم، لكن الشهود والصحفيين شاهدوا العديد من الغارات الجوية الإسرائيلية هناك أيضا.
واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الأحد، إسرائيل بارتكاب كارثة داخل مستشفيات قطاع غزة، خصوصًا مجمع الشفاء الطبي.
وقالت الكيلة، في بيان صحفي، إن الجيش الإسرائيلي يلقي الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، وهذا ليس إخلاءً بل طردًا تحت تهديد السلاح.
ويبلغ عدد مباني مجمع الشفاء نحو 10 مبان للتخصصات المختلفة، أبرزها مباني العناية المركزة وجراحة القلب، والحروق، والكلى وثلاجات الموتى.
مستشفيات أخرى
ولا تقتصر المعارك على محيط مستشفى الشفاء، بل تدور أيضا قرب مستشفيات أخرى في شمال غزة منها المستشفى الإندونيسي. وقال مديره عاطف الكحلوت إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات دفع الى قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه وأجهزة طبية.
وأوضح أن المستشفى “يعمل بنحو 30 الى 40 بالمئة من قدرته”.
وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ “الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات”، مشيرة الى قصف مدفعي وإطلاق نار في محيطه.
وأشار الى أن المستشفى يضم نحو 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، محذرا من أن الأطفال الرضع “يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب”.
كما تواصل القوات الإسرائيلية حصار مستشفى الرنتيسي، ومستشفى الرنتيسي للأطفال في حي النصر، وأصبحت على بُعد أمتار من مستشفى القدس في حي تل الهوا، في حين أنها لم تقتحم أيا منها.