توفيت الاثنين إندي غريغوري الطفلة البريطانية المصابة بمرض الميتوكوندريا غير القابل للشفاء إثر وقف الأطباء العلاج الذي كانوا يوفرونه لإبقائها على قيد الحياة، وفق ما أعلن والداها اللذان خاضا معركة قضائية مع مقدمي الرعاية لها.

وأُوقِفت الأحد رعاية الطفلة الصغيرة البالغة 8 شهور بعد قرار نهائي لمحكمة الاستئناف البريطانية الجمعة الماضي، اعتبرت فيه أن وقف رعاية الطفلة خارج المستشفى سيكون “خطيرا جدا (..) نظرا إلى المضاعفات السريرية”.

وأفاد والدها دين غريغوري في بيان بأن “حياة إندي انتهت في الساعة 1:45 فجرا (بالتوقيت المحلي وبتوقيت غرينتش)”. وأضاف “أنا وكلير (والدتها) غاضبان ونشعر بأن الأمر معيب ومحطم للقلب”.

وأضاف أن الهيئة العامة للصحة في بريطانيا و”المحاكم لم تكتفيا بحرمانها من إمكان العيش لمدة أطول، بل حرمتاها كذلك من كرامة الموت في منزل العائلة الذي تنتمي إليه”.

وكان والدا إندي يخوضان معركة منذ أشهر ضد الأطباء البريطانيين الذين أوصوا بوقف الرعاية الهادفة إلى إبقاء طفلتهما المصابة بمرض الميتوكوندريا حيّة، معتبرين أن إطالة العلاج كانت من دون جدوى ومن شأنها زيادة أوجاعها.

ولا يوجد علاج لأمراض الميتوكوندريا، وهي أمراض وراثية تمنع خلايا الجسم من إنتاج الطاقة.

“المتقدرات”

والميتوكوندريا، أو ما يطلق عليها “المتقدرات”، هي أحد المكونات الداخلية الدقيقة للخلايا الحيوانية والنباتية المسؤولة عن توليد الطاقة في الخلية من خلال أنزيمات لإتمام مختلف عمليات التنفس والتمثيل الغذائي من بناء وهدم.

وتقول مؤسسة مايو كلينيك الأميركية إنه يمكن أن تحدث أمراض الميتوكوندريا منذ الطفولة المبكرة وحتى مرحلة البلوغ. وتتضمن الأعراض الشائعة للميتوكوندريا: ضعف العضلات، واختلال التوازن، ومشكلات الجهاز الهضمي، وضعف النمو، ومرض الكبد، والقلب، ومرض السكري، ومشكلات البصر والسمع، وتأخّر النمو. وقد تكون أمراض الميتوكوندريا وراثية.

وقررت المحكمة خلال جلسة الاستماع النهائية الجمعة الماضي أن إنهاء الرعاية يجب أن يتم في منشأة طبية وليس في منزل الوالدين كما كانا يطالبان. ونُقلت إندي بعد ذلك من المستشفى بسيارة إسعاف بمرافقة أمنية إلى منشأة علاجية.

واتخذت القضية منحى دبلوماسيا مع التدخل المباشر لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لمنح الجنسية الإيطالية للطفلة في اللحظات الأخيرة.

وعرض مستشفى في الفاتيكان مواصلة علاج الطفلة. لكن قاضي المحكمة العليا الإنجليزية قضى الأربعاء الماضي بأن تدخل روما لا يغير شيئا في القرارات السابقة.

وعلّقت ميلوني عبر منصة “إكس” الاثنين قائلة “لقد فعلنا كل ما في وسعنا، كل ما كان ممكنا. لسوء الحظ، لم يكن ذلك كافيا. أتمنى لك رحلة سعيدة، إندي الصغيرة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.