قالت لوبوان (Le Point) إن الجيش الأوكراني سيطر على عدة مناطق شرق البلاد، لكنه فقد أيضا معدات ثمينة، خاصة من المركبات المدرعة التي قدمتها له الولايات المتحدة وألمانيا، متسائلة: هل هذا هو الهجوم المضاد الذي يتحدث عنه الجميع منذ شهور؟

وأوضح مبعوث المجلة الفرنسية الخاص إلى أوكرانيا بوريس مابيار أن الجيش يلتزم الصمت المطلق، والجبهة ليست في متناول الصحفيين المستقلين، ولكن المؤشرات لا تكذب، حيث تضاعف النشاط الحربي بعدة نقاط من خط المواجهة، والأوكرانيون يناورون في 3 اتجاهات، من الشمال إلى الجنوب عبر الشرق.

تحرك لصالح أوكرانيا

وأشار المراسل إلى نشر مقاطع فيديو على حسابات رسمية للجيش الأوكراني، تظهر جنودا في قرية بلاهوداتني، وأخرى تظهر مقاتلين في نسكوشن، إضافة إلى انسحاب القوات الروسية من قرية ماكاريفكا، حيث تشكل استعادة هذه القرى الثلاث التقدم الرئيسي للقوات الأوكرانية على الأرض، إضافة إلى تقهقر القوات الروسية في منطقة باخموت وإقليم زاباروجيا، متكبدة خسائر كبيرة.

وترفض وزارة الدفاع الأوكرانية التعليق على حجم الخسائر التي تكبدتها قواتها خلال الهجوم، في حين تظهر مقاطع فيديو نشرتها مصادر روسية تدمير دبابة ليوبارد ألمانية الصنع بصاروخ، كما تظهر مقاطع فيديو أخرى ما لا يقل عن 4 دبابات من طراز برادلي أميركية الصنع متفحمة.

ونقلت المجلة عن يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني قوله إن تكبد الخسائر أمر لا مفر منه في الحرب، وتأكيده أن الخسائر البشرية لقواته أقل من خسائر القوات الروسية.

وأكد المراسل أن المواقع تتحرك قليلا لصالح الأوكرانيين كما لم يحدث منذ شهور، وإن كانت الاستعدادات بدأت منذ عدة أسابيع، حيث يقول ساك “ما هو واضح اليوم أننا نتقدم، ولكن قبل ذلك قصفنا بشكل مكثف مستودعات الأسلحة والذخيرة واللوجستيات ومواقع المدفعية الروسية. لقد جهزنا الجبهة، والعمليات الجارية جزء من عملية إستراتيجية طويلة الأمد، والذين يتوقعون معركة حاسمة كبيرة، مثل معركة ستالينغراد، سيصابون بخيبة أمل”.

مرحلة جديدة

وبذلك تكون الحرب قد دخلت مرحلة جديدة بعد توقف حركة الخطوط الأمامية فترة الشتاء -وفق مبعوث المجلة- باستثناء سيطرة القوات الروسية ومعاونيها من مجموعة فاغنر بصعوبة على باخموت، متكبدين خسائر فادحة للغاية، مقابل فشلهم في غزو الجزء المتبقي من دونيتسك أوبلاست. ونقل تقرير “لوبوان” عن ساك قوله “الآن نبدأ في الهجوم بدورنا، وأسميه هجوما مضادا، لأننا نرد على غزو روسيا لبلدنا”.

أما شمال أوكرانيا، فتبدأ عمليات توغل يقوم بها “الفيلق الروسي” بالأراضي التي تسيطر عليها موسكو، وفي حين يركز الجيش الأوكراني على شريط طوله 80 كيلومترا بين أوريخيف وفيليكا نوفوسيلكا، فإنه سيفتح الباب أمامه لاستعادة مليتوبول وقطع التواصل بين الأراضي التي تسيطر عليها روسيا وشبه جزيرة القرم، وفق تقرير المجلة الفرنسية.

وختم مراسل “لوبوان” بتعليق ساك على عدم حصول أوكرانيا حتى الآن على طائرات “إف-16” (F-16) حيث قال بمرارة “العالم سيرى خلال الأسابيع المقبلة ما سيكلفنا ضعفنا الجوي من الأرواح والخسائر، ولكننا سنمضي قدما رغم ذلك”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.