قال الجيش اللبناني إن أحد عناصره قتل في قصف على جنوب لبنان نفذه الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن بدوره أنه كان يستهدف مواقع حزب الله.

اعلان

قُتل عسكري لبناني وأصيب ثلاثة آخرون بجروح من جراء قصف إسرائيلي استهدف الثلاثاء مركزًا عسكريًا في جنوب البلاد، حسب ما أعلن الجيش اللبناني، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بدء التصعيد عند الحدود الجنوبية.

وأفاد الجيش بأن مركزًا عسكريًا تابعًا له في “منطقة النبي عويضة – العديسة (تعرّض) لقصف من قبل العدو الإسرائيلي ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة ثلاثة آخرين، نقلوا إلى أحد المستشفيات للمعالجة”.

من جهته، أكّد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن هذا القصف، لكنّه شدّد على أنّ الهدف لم يكن الجيش اللبناني، بل موقع لحزب الله قصفته القوات الإسرائيلية “للقضاء على تهديد وشيك”. وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقًا) إنّ “القوات المسلّحة اللبنانية لم تكن هدفًا للضربة”، مُبدياً “أسفه للحادثة”.

وفي وقت لاحق الثلاثاء، أسفر قصف إسرائيلي طال مزرعة لتربية الدواجن عن مقتل عامل سوري، وفق ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية. وأكد مسؤول محلي سقوط القتيل.

وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا متفاقمًا بين إسرائيل وحزب الله منذ شنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول / أكتوبر هجومًا غير مسبوق على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية واسعة في قطاع غزة المحاصر.

وينفّذ حزب الله بشكل رئيس عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعًا ذلك في إطار دعم قطاع غزة و”تأييدًا لمقاومته”. وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله وبنى تحتية عائدة له قرب الحدود.

وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الثلاثاء أن قصفًا وغارات جوية إسرائيلية استهدف مناطق متفرقة من جنوب لبنان، فيما تبنّى حزب الله هجمات عدة على مواقع وجنود إسرائيليين. ومنذ بدء التصعيد، تعرّض محيط نقاط عدة تابعة للجيش اللبناني لسقوط قذائف، أسفرت إحداها في 9 تشرين الأول / أكتوبر عن إصابة ضابط بجروح طفيفة.

بدورها، أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) مرارًا عن تعرض مقارها لنيران وقذائف خلال تبادل القصف.

في تعليقها على مقتل الجندي اللبناني، أفادت “يونيفيل” في بيان بأن “الجيش اللبناني لم ينخرط في النزاع مع إسرائيل. خلال الأيام الأخيرة، شهدنا زيادة سريعة ومثيرة للقلق في أعمال العنف. ونواصل حث أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على إنهاء دائرة العنف، التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على الناس على جانبي الخط الأزرق”.

وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل أكثر من 110 أشخاص، بينهم 80 مقاتلًا في صفوف حزب الله و15 مدنيًا على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.

قرار مجلس الأمن الدولي 1701

ويأتي هذا الاستهداف للجيش اللبناني، بُعيد ساعات من إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أن “مفاوضات ستجري عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءًا باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولًا إلى الاتفاق، عبر الأمم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الإسرائيلي”.

ومنذ بدء التصعيد دعت جهات محلية ودولية عدة، أبرزها واشنطن، إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب تموز/يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

وانتشر الجيش اللبناني بموجب هذا القرار للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل. وحظر القرار أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج قوات الجيش واليونيفيل.

وليس لحزب الله أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، لكنه بنى مخابئ وأنفاقًا يتحرك عناصره فيها، بعضها عابر للحدود. وأعلنت إسرائيل في نهاية 2018، تدمير أنفاق اتهمت الحزب بحفرها عبر الحدود.

وأوضح ميقاتي أن “هذا الموضوع يأخذ حيزًا أساسيًا بهدف تجنيب لبنان أي حرب لا نعلم إلى أين ستصل (…) نأمل أن نصل في الأشهر الثلاثة المقبلة إلى مرحلة استقرار كامل على حدودنا”.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.