كشف استبيان «جرين فيوتشر بروجكت»، الشركة الحاصلة على شهادة بي كورب والمتخصصة بتوفير حلول متكاملة تتيح للشركات وضع استراتيجية مؤسسية للاستدامة وتنفيذها، عن زيادة كبيرة في استثمارات الشركات ضمن الاستراتيجيات البيئية.
وأشار الاستبيان الأخير الذي أجرته الشركة إلى أن 51 % من الشركات قامت باتخاذ إجراءات تجاه المشاكل البيئية مع التبليغ عنها من أجل الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتشغيلية، بينما صرحت 40 % من الشركات أنها كانت تجمع البيانات لمدة لا تقل عن سنتين.
وخلال الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأطراف كوب 28، خططت 96.7 % من الشركات في دولة الإمارات لزيادة استثماراتها في استراتيجيات الاستدامة أو الحفاظ على استثماراتها الحالية أو البدء بالاستثمار في القضايا البيئية، بينما تضمنت نسبة 3.3 % الأخرى الشركات التي تسعى إلى تقليل استثماراتها الحالية أو تلك التي لا تمتلك خططاً استثمارية على الإطلاق. ويتعين على الشركات التي لا تستثمر في استراتيجية المسؤولية البيئية والمجتمعية والحوكمة إعادة التفكير بنموذج الأعمال الخاص بها اليوم للنجاح في المستقبل، ولا سيما بعد الإقبال الكبير الذي شهده مؤتمر الأطراف كوب 28، إضافة إلى اتجاه الدولة إلى تحقيق أهداف عام 2050 الخاصة بها.
وأظهرت البيانات أن 59% من سكان دولة الإمارات يصنفون التغير المناخي كأحد أبرز التحديات العالمية، فيما يرى 49% منهم أن الحكومات هي المسؤول الأول عن الوصول إلى المستقبل المستدام، كما أكدت دولة الإمارات أهمية إرساء هذا المستقبل خلال مؤتمر الأطراف كوب 28 الذي اختتم فعالياته مؤخراً. وتم التعهد بجمع أكثر من 30 مليار دولار لإنشاء نظام مناخي أكثر عدلاً بحلول 2030، ويعزز هذا المبلغ جهود التحول في مجال الطاقة، وإزالة الكربون في الصناعات، وتحقيق العيش المستدام، واعتماد تكنولوجيا المناخ، وذلك بهدف جمع 250 مليار دولار لحماية البيئة.
وشهد مؤتمر الأطراف كوب 28 حضور أكثر من 100,000 مندوب من مختلف أنحاء العالم، مما يؤكد الاهتمام بالحفاظ على البيئة، إلى جانب جعل دورة دبي هذا العام هي الأكبر في تاريخ الفعالية.
تأثير إيجابي
وتتوقع زين الطراونة، الشريكة المؤسسة والرئيس التنفيذي لشؤون النمو لدى جرين فيوتشر بروجكت، تسجيل تأثير إيجابي عالمياً، كما تشير إلى أنه يتعين على الشركات الإماراتية اتخاذ خطوات من شأنها ضمان إحداث تأثير ملموس في العام المقبل.
وقالت: «ينبغي علينا بذل الجهود بصورة مستمرة لتعزيز العمل المناخي. وتجسد دولة الإمارات مثالاً يُحتذى به من خلال قيامها بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بواقع 10% من 2019 حتى 2021، إلى جانب تحسين ترتيبها العالمي من 77 إلى 39 في غضون خمسة أعوام ضمن مؤشر الأداء البيئي، وهو نظام التقييم العالمي الذي يرتب الدول بناءً على سلامتها البيئية. وشكل مؤتمر الأطراف كوب 28 خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح بوصفه منصة للحوارات الهادفة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين الذين يجب عليهم ترك أثر إيجابي طويل الأمد على المستقبل. وينبغي على الشركات تعزيز ممارساتها البيئية لتحقيق رؤية دولة الإمارات على الرغم من انتهاء عام الاستدامة، إلا أن الرحلة تجاه إرساء مستقبل أكثر استدامة قد بدأت للتو».
وتسهم جرين فيوتشر بروجكت بدعم أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات وغيرها من أبرز الالتزامات الحكومية، مثل المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. وتتعاون الشركة مع العديد من الشركات التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها في قطاعات مختلفة، بما فيها الخدمات المصرفية الرقمية والضيافة والعقارات والاتصالات والتمويل، لتتيح لها تحقيق الريادة في مجال إجراءات وحلول الاستدامة على مستوى المنطقة.
