ناقش معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الـ32 دورَ النشر والإعلام في العالم العربي، وذلك في ندوتين منفصلتين تحت عنوان “الإعلام في العالم العربي.. التأثير الثقافي والتغيير المجتمعي” مساء الأربعاء، وندوة “الرؤية المستقبلية لصناعة النشر في الوطن العربي” مساء الثلاثاء، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية للمعرض المقام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات حتى 21 يونيو/حزيران الجاري.

الإعلام العربي

وجاءت ندوة “الإعلام في العالم العربي” بتنظيم من مركز الجزيرة للدراسات وقناة الجزيرة مباشر، وشارك فيها كل من أستاذ الإعلام بجامعة قطر الدكتور نور الدين الميلادي والدكتور معتصم بابكر  مصطفى أكاديمي متخصص في دراسات الرأي العام، والإعلامي القطري عبد العزيز آل إسحاق، وأدار الندوة الإعلامية روعة أوجيه المذيعة بشبكة الجزيرة.

وتحدث الدكتور نور الدين الميلادي عن التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصال وتفاعل الشباب معه مما جعل الأكاديميين والمفكرين وعلماء الاتصال يدركون أنه تم تجاوز الزمن الماضي، مشيرا إلى أن التفاعل خلال الأزمات يؤكد أن العالم تغير بفعل التكنولوجيا.

وأضاف أننا نعيش مرحلة استثنائية أخرى بدأت منذ عقود، لكنها طفت على السطح خلال الأشهر الماضية وهو ما يسمى بالذكاء الاصطناعي، حيث تجاوز العالم اليوم شبكات التواصل الاجتماعي.

وتساءل عن الذكاء الاصطناعي وما يمثله لكل من التعليم والصحة ووسائل الإعلام وصانعي القرار حول العالم، مؤكدا أن العالم اليوم بحاجة إلى وضع القوانين التي تؤطر استخدام الذكاء الاصطناعي سواء للطلاب أو الباحثين أو الإعلاميين، والعمل على ترشيده مع ضوابط حماية الشباب والأطفال، وترشيد استخدام هذه المنصات مع تفعيل دور الأسرة في ذلك وكذلك مؤسسات المجتمع المدني.

تأثير معرفي

من جهته، شدد الدكتور معتصم بابكر مصطفى على ضرورة وجود دراسات علمية لقياس حجم التأثير لوسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة لأن الانتشار أحيانا يكون غير دقيق، إذ “ربما يفتح الكثير منا المواد المنتشرة إعلاميا فلا يقرؤها، فضلا عن أن يتفاعل معها”.

وقال إن المؤثرين اليوم كثر بدءا من الزعماء والحكام والقادة والمشاهير وغيرهم، لكن يبقى لوسائل الإعلام دورها في إحداث التأثير المعرفي لدى المتلقي.

بدوره، قال الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق: إن الهاجس الحالي هو كيفية التحكم في ردود الرسالة الاتصالية، ومن كان يملك قديما السيطرة على وسائل الإعلام يسعى للسيطرة اليوم على الرسالة الإعلامية ورجع صداها أيضا، وإن ذلك يتم من خلال توجيه المؤثرين.

وأشار إلى أن حجم التأثير لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي يختلف من دولة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، وإلى وجود فجوة بين من يتولون زمام الثقافة وبين المؤثرين، حيث يرى المثقفون أن المؤثرين يستخدمون في التسويق فقط، في حين يستعينون هم أنفسهم بهؤلاء للترويج لكتبهم أحيانا، مما يثبت تأثيرهم الفعلي حتى أصبح لهم سلطة إعلامية اليوم مع تراجع للوسائل الإعلامية التقليدية التي تتجه إلى التطوير هي الأخرى باستخدام منصات جديدة.

مستقبل صناعة النشر

وناقشت ندوة “الرؤية المستقبلية لصناعة النشر في الوطن العربي” التي أقيمت أول أمس الثلاثاء ضمن فعاليات المسرح الرئيسي، واقع ومآلات صناعة النشر في العالم العربي، أبرز التحديات التي تواجه دور النشر والمؤلفين على طريق التطوير والنهوض بهذه الصناعة الهامة.

وشارك في الندوة كل من الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو، ومديرة دار نشر جامعة قطر الدكتورة فاطمة محمد السويدي، ومدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين رياض أحمد ياسين، وعضو اتحاد الناشرين العرب محمد بن عبد الله الفريح العبيكان، وأدار الندوة عبد الرحمن المهدي.

وتحدث الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو عن واقع صناعة النشر في الوطن العربي، وقال: هناك العديد من التحديات التي تواجه الناشرين العرب التي تصنع الفارق بين مخرجات صناعة النشر في العالم العربي مقارنة بالعالم الغربي، من أبرزها عدم توافر أرقام دقيقة عن صناعة النشر، ولذلك أسباب عديدة منها التهرب من الضرائب، ونقص الخبرة، والكسل أو عدم الرغبة في تقديم المعلومات.

تطور النشر عربيا

تناول شبارو ما وصفها بالادعاءات غير الصحيحة أو الدقيقة حول واقع صناعة النشر في الوطن العربي، لافتا إلى أنها شهدت تطورا خلال الفترة الماضية، وقال “في دولة قطر على سبيل المثال تشير الأرقام إلى أن الكتب الصادرة فيها خلال عام 2022 بلغت 922 كتابا وتشمل الكتاب التعليمي والعام، وفي مصر صدر عن دار الكتب والوثائق الرسمية أنه تم إصدار نحو 12 ألفا و800 كتاب، وفي دول قريبة منا مثل تركيا يصدر نحو 83 ألف عنوان، وعلى الجانب الآخر يقال إن بريطانيا تقدم نصف مليون كتاب في العام، والفرنسيين قدموا 76 ألف كتاب في عام 2022”.

وأردف شباروا: هناك بالطبع إيجابيات فيما يخص صناعة النشر في الوطن العربي بالنظر إلى طباعة القرآن الكريم والكتب الدينية الإسلامية التي تطبع منها ملايين النسخ، وهذا الميزان يجب أخذه في الاعتبار عند النظر في هذه المقارنات.

مراحل ومعايير النشر

من جهته، قال عضو اتحاد الناشرين العرب محمد بن عبد الله الفريح العبيكان إن فلسفة النشر في بعض الدول الغربية مختلفة عما هو موجود في دولنا العربية من حيث حقوق الملكية، وكذلك موضوع سلاسل الإنتاج للكتاب والرقابة، مضيفا “نحن في الوطن العربي نجد أن الناشر يقوم بجميع الأدوار في عملية النشر بما في ذلك مرحلة ما قبل الطباعة والطباعة والتوزيع والمشاركة في المعارض، في حين أن هذا الأمر غير موجود في الغرب، فهناك 4 مراحل وخلالها لا يجب أن يكون الناشر موزعا، والموزع ليس محصلا، والمحصل ليس هو من يبيع للجمهور، وهناك دول فطنت لهذا الأمر وفككت هذا التشابك، فبدأت تتنفس الصعداء”.

بدورها، تحدثت مديرة دار نشر جامعة قطر الدكتورة فاطمة محمد السويدي عن أبرز المعايير التي تتبع في أعمال الدار، موضحة أن الدار تهدف للتميز في البحث العلمي والتعليم، وأن هناك عدة معايير علمية ومحكمة لتحقيق هذا الهدف، مشيرة إلى أنه يتم استقطاب المؤلفين المتميزين في جميع التخصصات.

وأضافت أن “الاستكتاب له دور كبير في رؤيتنا لخدمة الجامعة والمجتمع وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030”.

وتابعت “واجهت دار نشر جامعة قطر تحديات أبرزها جائحة كورونا لكنها تغلبت على ذلك، ونرحب بالجميع للنشر، ونخضع الكتب للتحكيم والتمحيص الشديد وفق معايير محددة، ففي عام 2022-2023 تم عرض 107 كتب، لكننا أجزنا 10 منها فقط، ونركز على مختلف العلوم البحتة والإنسانية”.

من جهته، تناول مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين رياض أحمد ياسين حركة النشر في قطر وسبل تعزيزها، قائلا إن “معرض الدوحة الدولي للكتاب فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين الناشرين”، مشيرا إلى أن تجربة قطر حديثة في دور النشر حيث بدأت في عام 2016 بخمس دور نشر، والآن وصلنا إلى 22 دار نشر وتوزيع، وهذا يتناسب مع احتياجات المجتمع ونطمح إلى المزيد، كما نسعى إلى دور نشر تحقق الهدف من المنتج الجيد المفيد لمجتمعنا.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.