تراجعت أسعار النفط الخام في بداية التعاملات الأسبوعية -اليوم الاثنين- بأكثر من 4% مقارنة مع إغلاق جلسة الجمعة، وسط ضعف الطلب العالمي على الخام وتأثرا بخفض شديد في أسعار الخام من السعودية، وزيادة في إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ليطغى تأثير ذلك على مخاوف الإمدادات المرتبطة بتصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

وبحلول الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مارس/آذار المقبل بنسبة 4.2% ما يعادل 3.38 دولارات إلى 75.38 دولارا للبرميل، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم فبراير/شباط المقبل بنسبة 4.7% أي 3.52 دولارات ليصل إلى 70.29 دولارا للبرميل.

وكان الخامان قد قفزا بأكثر من 2% في الأسبوع الأول من 2024 بعد عودة المستثمرين من العطلة للتركيز على المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب تهديدات جماعة الحوثي اليمنية للسفن الإسرائيلية أو التي تحمل بضائع لإسرائيل وتريد العبور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، نصرة لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان من الاحتلال الإسرائيلي لليوم 94 على التوالي متسببا في استشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني وإصابة نحو 59 ألفا آخرين.

وكشف مسح لرويترز أن إنتاج منظمة أوبك زاد 70 ألف برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول إلى 27.88 مليون برميل يوميا، وهو ما فاق تأثيره ضغوط ارتفاع الأسعار المرتبطة بمخاوف جيوسياسية.

وأظهر المسح أن الزيادات في العراق وأنغولا ونيجيريا عوضت التخفيضات المستمرة من جانب السعودية وأعضاء آخرين في تحالف أوبك بلس الأوسع.

ودفعت زيادة الإمدادات والمنافسة من منتجين منافسين السعودية -أمس الأحد- إلى خفض سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف تسليم فبراير/شباط المقبل إلى آسيا إلى أدنى مستوى في 27 شهرا.

وأدى التخفيض الكبير في أسعار النفط الرسمية من قبل السعودية إلى تعزيز العلامات على ضعف سوق الطلب العالمي على النفط في الأسواق الرئيسية بصدارة الصين.

والسعودية هي أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي يبلغ 6.6 ملايين برميل، مقارنة مع 7.5 ملايين برميل يوميا في الظروف الطبيعية، إلا أن المملكة تشارك في اتفاقية تحالف “أوبك بلس” لخفض الإنتاج.

والعام الماضي، سجل النفط أول خسارة سنوية منذ عام 2020 مع توسع الإنتاج من خارج أوبك بلس وتطلع التجار إلى تباطؤ نمو الطلب، بما في ذلك من المستورد الرئيس (الصين).

ويتوقع المحللون في بنوك الاستثمار في وول ستريت استمرار الظروف غير المواتية في سوق النفط، وهو ما أدى إلى خفضهم توقعاتهم للأسعار.

من جهته، قال وارين باترسون -رئيس قطاع السلع في مجموعة “آي إن جي” المصرفية الهولندية- إن “اضطراب الإمدادات والتوتر في الشرق الأوسط، ما زال يواصل تقديم بعض الدعم للأسعار… وفي حال غياب التوترات في الشرق الأوسط، نشك في حدوث ارتفاع كبير في الأسعار في ظل حالة التوازن في السوق خلال النصف الأول من 2024”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.