على وقع خطة «التصفيات أو الانتقام» التي أطلقتها إسرائيل وأدت حتى الآن إلى اغتيال قادة بارزين في صفوف حزب الله وحركة حماس من خلال العمليات النوعية وطبيعة الأهداف والقوة النارية والعمق الجغرافي المعتمد، يصل الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين خلال الأيام القليلة القادمة لاستئناف المهمة الجديدة التي بدأها في تل بيب قبل أيام في مسعى أمني لمنع توسع المواجهة من غزة باتجاه لبنان.

ويبدو أن القناعة الأمريكية التي ترسخت أخيراً، ترى أن الحل يبدأ بوقف الحرب في غرة أولاً، ولأن أي تعهد لم يحصل من كافة الأطراف المتنازعة، فإن الزائر الأمريكي سيمضي قدماً مستكملاً مهمته في محاولة لخفض التوتر وربما ضبطه وإعادة الجبهة الشمالية مع لبنان إلى قواعد الاشتباك الأولى كي لا تخرج الأمور عن السيطرة.

لكن إذا انطلقت زيارة هوكشتاين من البيان المشترك بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع وزير الدفاع يوآف غالانت، بأن الحرب لم تقترب من نهايتها لا في غزة ولا على الحدود الشمالية مع لبنان، وإصرار إسرائيل على تحقيق هدف إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني في إطار استكمال تنفيذ قرار 1701، وإذا عدنا أياماً إلى الوراء، أي إلى كلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله بأن أي إجراءات أمنية كانت أو سياسية غير قابلة للبحث قبل توقف الحرب في غزة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: ما جدوى هذه الزيارة؟ الجواب الذي وضعه المراقبون على طاولة البحث يعتمد على قناعة واشنطن بأن الخيار العسكري لن يكون هيناً أو مريحاً لإسرائيل في فتح مواجهة موسعة على جبهتها الشمالية أي مع حزب الله، رغم الشكوك التي تحيط بقناعة واشنطن الجادة نظرياً في دعم التفاوض لوضع أسس لاتفاق سياسي، لكن عملياً قد تؤدي «الميوعة السياسية» في التعاطي الأمريكي الإسرائيلي، إلى الانزلاق نحو حرب قد تدفع إلى صراع إقليمي متعدد الأطراف والأبعاد، وهذا ما ليس في حسبان الجميع حتى الساعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.