تصدر الذكاء الاصطناعي والبيانات أجندة منتدى الإدارة الحكومية العربية في دورته الثالثة بمشاركة واسعة من الوزراء والمسؤولين والخبراء العرب ومسؤولين وخبراء في مجال التنمية الإدارية والخدمة المدنية، وتخللته نقاشات صريحة ومباشرة لتحديات وفرص الذكاء الاصطناعي والبيانات في القطاع الحكومي، وجهود الحكومات العربية لتسخير التكنولوجيا المتقدمة بهدف تطوير نظمها الإدارية وتعزيز الإنتاج واستشراف الفرص الاقتصادية بما يؤثر إيجاباً في الإنسان في المنطقة.

وانطلق المنتدى هذا العام تحت شعار «الذكاء الاصطناعي والبيانات: استشراف مستقبل الإدارة الحكومية العربية»، بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية.

جلسات
وشهد المنتدى 8 جلسات رئيسة حضرها أكثر من 300 من القادة وصنّاع القرار في الحكومات العربية، بمشاركة واسعة من الوزراء والمسؤولين والخبراء العرب ومسؤولين وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات.

الجهوزية للتكنولوجيا
واستهل المنتدى فعالياته بجلسة تحت عنوان «الحكومات العربية والذكاء الاصطناعي»، واستعرض أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، مشهد الذكاء الاصطناعي في الدول العربية الذي ينقسم بين دول حققت الجهوزية للتكنولوجيا المتقدمة ودول تسعى إلى تحقيق الجهوزية. وأشار إلى ضرورة وضع الأطر والتشريعات الناظمة للذكاء الاصطناعي وحماية أنظمته بتعزيز الأمن السيبراني من أجل تحقيق التقدم في هذا المجال بشكل آمن.

وأكد أهمية التعليم لتخريج الجيل القادم من خبراء الذكاء الاصطناعي وتوافر الإرادة الحكومية لقيادة تطوير الذكاء الاصطناعي الوطني.

وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة التطوير الحكومي والمستقبل نائبة رئيس القمة العالمية للحكومات أن حكومة دولة الإمارات برؤية القيادة الرشيدة أدركت بشكل استباقي الأهمية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي وبادرت إلى تطوير قدرات الجهوزية الحكومية باعتماد منظومة ممكنة باستراتيجيات وسياسات وتشريعات تعزز دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في مختلف المستويات والقطاعات الحيوية.

وأضافت إن «تفعيل قدرات الذكاء الاصطناعي في نظم الإدارة الحكومية العربية يفتح فرصاً ويضمن الارتقاء بالعمل الإداري في المنطقة ويحقق الأهداف الاستراتيجية للحكومات، ويسهم في إيجاد فرص ونماذج أعمال جديدة عبر تعزيز مستويات الإنتاج وتسريع الأداء بما يؤثر إيجاباً في مستوى الخدمات والثقة بأداء الحكومات».

تسونامي
وفي جلسة تحت عنوان «الخلاصة كيف نجهز الحكومات لتسونامي الذكاء الاصطناعي؟» قال الدكتور ناصر الهتلان القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية، إنه ينبغي النظر إلى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة أدوات في خدمة الحكومات من أجل توفير خدمات بكفاءة وسرعة، مؤكداً أن التحولات السريعة في التكنولوجيا تتطلب من الحكومات العربية حوكمة مرنة وتشريعات استباقية.

وتم التطرق إلى الخطوات التي ينبغي للقادة الحكوميين اتخاذها اليوم لتحقيق دولهم وحكوماتهم الجهوزية للمستقبل بما يشمل تعزيز التعاون مع القطاع الخاص وتطوير أنظمة التعليم لمواكبة التطورات التكنولوجية وإيجاد حوكمة مرنة لأهميتها في ضمان تحقيق أفضل النتائج من الذكاء الاصطناعي.

خوارزميات
واستعرض الدكتور يسار جرار عضو مجلس الأمناء في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، تقرير حالة الإدارة الحكومية العربية 2024 في جلسة تحت عنوان «خوارزميات الإدارة الحكومية العربية»، فأشار إلى أن المنطقة مقبلة على تحولات جذرية تستدعي إسراع الحكومات العربية في دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها لمواكبة تحولات المستقبل، وتطرق إلى سبل استخدام الحكومات للبيانات بشكل أمثل لتحقيق الاستدامة والتأثير الاقتصادي والاجتماعي الإيجابي، مختتماً بتوصيات وإجراءات يمكن لحكومات المنطقة اتخاذها لاعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبيانات على أفضل وجه.

رهان المستقبل
وتحدث فيصل البناي عضو مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس بحوث التكنولوجيا المتطورة، رئيس مجلس إدارة شركة AI71، في هذه الجلسة تحت عنوان «رهان المستقبل: البيانات والذكاء الاصطناعي»، فتم استعراض التجارب المستفادة من خبرات دولة الإمارات في التحول إلى دولة منتجة للذكاء الاصطناعي، وتم التركيز على الفرص التي من شأنها تعزيز تنافسية المنطقة العربية على المستوى العالمي باحتساب ممكنات الجهوزية للذكاء الاصطناعي متاحة ويمكن تطويرها بسرعة، وناقشت الجلسة تعزيز التعاون بين الدول العربية لضمان الاستفادة من هذه التجارب، وتولت الحوار في هذه الجلسة الإعلامية رزان سلمان، من قناة CNN الاقتصادية.

أين الحكومات العربية من الذكاء الاصطناعي؟
وفي جلسة تحت عنوان «بكل صراحة: أين الحكومات العربية من الذكاء الاصطناعي؟»، ناقش الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية، وأحمد الهناندة وزير الاقتصاد الرقمي والريادة في المملكة الأردنية الهاشمية، وحمد عبيد المنصوري المدير العام لدبي الرقمية في دولة الإمارات، موقع الحكومات العربية في خريطة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، فشجع المتحاورون حكومات الدول العربية على الاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي للارتقاء بإنتاج العمل الإداري الحكومي وسد الفجوة مع القطاع الخاص المتقدم في هذا المجال واستقطاب المهارات الحكومية المتقدمة.

قدرات الحكومات
وتناول نخبة من أهم خبراء الذكاء الاصطناعي العرب في جلسة تحت عنوان «من الآخر: الذكاء الاصطناعي وإعادة تعريف قدرات الحكومات» أحدث تطورات دمج الذكاء الاصطناعي وأثره في دور الحكومات وتعاملها مع القضايا التي تؤثر في حياة الإنسان، ومن بينهم الدكتور عمر الحتاملة مستشار الذكاء الاصطناعي والابتكار في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، والبروفيسور منذر دحلة مدير معهد البيانات والأنظمة والمجتمع، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم آي تي)، والدكتورة ابتسام المزروعي الخبيرة التنفيذية في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، مؤسسة شركة AIE3، من دولة الإمارات العربية المتحدة، فأكدوا أهمية تضافر الجهود المجتمعية والحكومية لتحقيق أقصى فائدة من الذكاء الاصطناعي، وإصدار تشريعات متوازنة لتحقيق التوافق بين الابتكار وحماية البنى الرقمية، بجانب إطلاق مشروعات تجريبية للاستفادة من مخرجاتها في نشر الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، ودعا المتحاورون إلى تحقيق الاكتفاء الرقمي من مواهب وبنى تحتية وتوطيد التعاون مع القطاع الخاص وتسريع جهود تحقيق الجهوزية للذكاء الاصطناعي، وحاور الخبراء المتحدثين في الجلسة، الدكتور محمد قاسم عميد أكاديمية دبي للمستقبل.

دور القطاع الخاص
وتناولت جلسة «بعدسة القطاع الخاص: الذكاء الاصطناعي والحكومات العربية»، آفاق تعاون الحكومات مع القطاع الخاص لتبادل تجارب تفعيل الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية بهدف الارتقاء بالخدمات والإدارة الحكومية، إلى جانب المستجدات من تحديات وفرص نتيجة اعتماد الذكاء الاصطناعي.

وأكد المتحدثون أهمية الرؤية الاستراتيجية الواضحة بعيدة المدى المدعومة بالإطار التشريعي والحوكمة المرنة، بجانب تطوير الخبرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي ليكون متوافقاً مع قيم المجتمع العربي.
وتحدث في هذه الجلسة نعيم يزبك المدير العام لمايكروسوفت العالمية لوسط وشرقي أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وريم أسعد نائبة الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، شركة سيسكو، وبسمة عماري، مديرة السياسات العامة، منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ميتا، وحاورتهم الإعلامية خلود العميان، فوربس الشرق الأوسط.

السياسات الحكومية
وقدمت جلسة «التعلم العميق: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي في السياسات الحكومية» نظرة على مسار اعتماد الحكومات للذكاء الاصطناعي عبر مناقشة العديد من الممارسات الحكومية والأطر التي أسهمت في تطوير خريطة طريق للحكومات العربية لتحويل هياكلها التقليدية إلى مؤسسات مرنة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي.

 وأكد المتحدثون ضرورة اعتماد الحوكمة السريعة والمرنة وإجراء التجارب في مجال الذكاء الاصطناعي لاكتساب الخبرات، بجانب دراسة تأثير هذه التكنولوجيا في الإنسان.

وتحدثت في الجلسة الدكتورة لطيفة بنت محمد بن عبدالعزيز العبدالكريم، عضو في مجلس الشورى السعودي، المملكة العربية السعودية وخلفان بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي المستقبل، دولة الإمارات العربية المتحدة، وحاورهم الإعلامي أحمد المرزوقي، وشملت محاور النقاش كذلك تجارب الحكومات للتكيف مع التغيرات التي أفرزها الذكاء الاصطناعي، وعوامل نجاح اعتماد الحكومات للذكاء الاصطناعي، والأولويات الحكومية لتطوير حكومة متقدمة مبنية على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.