فيما تواصل الدبلوماسية السعودية جهودها المكثفة لوقف الحرب وتحقيق السلام وعودة الاستقرار إلى السودان، مؤكدة على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية، دخل الصراع شهرع الثالث من دون أن تلوح في الأفق أية بوادر على إمكانية التوصل إلى حل سياسي يضع نهاية للحرب المستمرة بين قوات الجيش والدعم السريع.

وزادت حدة القتال وتمددت ساحته من العاصمة الخرطوم إلى ولايات دارفور الخمس غرب البلاد وولايات كردفان الثلاث جنوباً من أصل 18 ولاية، فيما تؤكد الأمم المتحدة نزح أكثر من مليون و670 ألف شخص داخلياً في السودان، و 528 ألفاً و 147 شخصاً غادروا الحدود.

وتسببت المعارك في مقتل أكثر من 3 آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن 6 آلاف آخرين، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة السودانية.

ورغم الأمل في عودة الهدوء إلى عدد من أحياء الخرطوم إلا أن تطورات الوضع في مدينة الجنينة بولاية دارفور خصوصاً بعد مقتل حاكم الولاية، تنذر باحتمالات التصعيد واستمرار الاقتتال، وسط تحذيرات من عودة الحرب الأهلية على خلفية تفاقم جرائم الاغتيالات، والاتهامات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وترعى السعودية والولايات المتحدة في مدينة جدة محادثات مباشرة بين طرفي القتال، في مسعى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار تمهيداً للعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات بالحوار، فيما طرحت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في 12 يونيو الجاري مبادرة لحل الأزمة السودانية، وفقاً لما أعلنه الرئيس الكيني وليام روتو، التي تتضمن عقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقادة دول جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي، إلى جانب لقاء بين البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتشمل المبادرة البحث مع طرفي النزاع في فتح ممرات إنسانية مع خلال أسبوعين، على أن تشرع «إيغاد» خلال ثلاثة أسابيع في إدارة حوار وطني بين قوى مدنية سودانية للبحث في نهاية الأزمة الحالية.

وبدأت الحرب تأخذ منحاً جديداً بمقتل والي ولاية غرب دارفور (غرب) خميس عبد الله أبكر، أحد قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام في أكتوبر 2020، فهو أول مسؤول حكومي يقتل منذ اندلاع الحرب.

ويثير مقتل أبكر مخاوف المحللين السودانيين من أن دخول الحركات المسلحة في الصراع قد يقود إلى اتساع رقعة الاشتباكات لتشمل كل إقليم دارفور المضطرب والذي شهد بداية منذ 2003 حرباً بين الجيش السوداني وقوات مسلحة متمردة.

ويرى مراقبون أن القتال توسع بعد أن انطلق من الخرطوم ليشمل دارفور وكردفان، وقد أنهك كلاً من الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدين أن التطورات الدولية والإقليمية يمكن أن تسرّع من إيجاد حلول ووقف إطلاق النار خصوصاً في ظل التحرك السعودي الأمريكي والأفريقي، والسعي إلى خفض التوتر بين الطرفين.

وتحدث مراقبون سودانيون عن ضرورة العودة إلى منبر جدة للتسريع من أجل إيجاد حل واقعي يوقف القتال وينهي الحرب ويعيد الأطراف إلى مائدة التفاوض.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.