تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط 2.9 في المائة خلال تعاملات أمس، وسط مخاوف المتعاملين من تغلب تأثير رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة أكبر من المتوقع، على بيانات مخزونات النفط الأمريكية، التي من المحتمل أن تكون مرتفعة.
ويقول لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إنه لا شيء يبدو أنه قادر على تحريك أسعار النفط أعلى بكثير مما هي عليه حاليا، لافتين إلى توقعات شركة “ريستاد إنرجي”، التي ترجح أن يصل عجز الإمدادات في أسواق النفط الخام إلى 2.4 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وعدوا أن موسم القيادة في الصيف قد يكون مؤشرا جيدا لاتجاهات الطلب على النفط حاليا مع توقعات استمرار الانتعاش إذا ظلت البيانات القادمة من الصين متفائلة، كما العوامل الداعمة للأسعار عديدة مع نظرة متفائلة للسفر الجوي ومن ثم للطلب على وقود الطائرات هذا العام.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا، المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام قد تزداد حدة في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن العوامل الهبوطية لها أيضا دور مؤثر في السوق النفطية، وتتضمن عدم اليقين بشأن وتيرة الانتعاش الاقتصادي الصيني من الوباء على الرغم من المعدل القياسي لواردات النفط ومخاوف التضخم والركود.
بدوره، يرى أندرو موريس، مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات أن عدم اليقين يهيمن على السوق مع توقعات حدوث ارتفاعات مفاجئة في التقلبات على مدار النصف الثاني من العام الجاري، لافتا إلى وجود مستويات منخفضة نسبيا من الاهتمام المفتوح بالعقود الآجلة.
وعد أن التدخلات المتزايدة في السوق من قبل الحكومة في بكين أقل من المطلوب لتحفيز الاقتصاد، حيث يظل استهلاك السلع في الصين كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي أقل بكثير بمقدار النصف تقريبا مما هو عليه في الولايات المتحدة.
من ناحيته، يتفق مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة مع أن “أوبك +” تلعب باقتدار دور المنتج المرن، حيث إنه في إمكانهم إضافة أو سحب الإنتاج في أي لحظة في ظروف اقتصادية دولية تبدو فيه الاضطرابات واسعة النطاق في الإمدادات النفطية بشكل أكثر من أي وقت مضى.
وذكر أن عددا من دول “أوبك +” غير قادرة على الوفاء بحصص الإنتاج بسبب صعوبات استثمارية وتشغيلية مثل المجموعة الإفريقية في التحالف، بينما في المقابل نجد البعض الآخر من المنتجين لديه قدرة إنتاج أكثر مما كانت عليه في الأعوام الأخيرة، خاصة تلك المعفاة من الحصص الإنتاجية علاوة على الإنتاج الروسي، الذي أثبت مرونة في مواجهة العقوبات الغربية من خلال توسعه في الأسواق الآسيوية.
بدورها، تقول ويني اكيللو، المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية إن الصين خفضت أسعار الإقراض الرئيسة للمرة الأولى منذ عشرة أشهر في محاولة لتعزيز اقتصادها، وعلى الرغم من محاولة بكين لتعزيز اقتصادها، فإن أسعار السلع الرئيسة بما في ذلك النفط لم تستجب بالشكل المأمول.
ونوهت إلى أن أسعار النفط استقرت نسبيا، حيث يتوقع تجار الطاقة أن بداية موسم الصيف سيبقي الطلب ثابتا خلال الأشهر القليلة المقبلة، موضحة أن النفط حصل على دفعة من ضعف الدولار والتفاؤل بأن الاقتصاد سيظل قويا طوال الصيف.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط أمس، وسط مخاوف المتعاملين من تغلب تأثير رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة أكبر من المتوقع على بيانات مخزونات النفط الأمريكية التي من المحتمل أن تكون مرتفعة.
وبحلول الساعة 1336 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.9 في المائة بما يعادل 2.22 دولار، إلى 74.90 دولار للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3 في المائة بما يعادل 2.19 دولار، إلى 70.34 دولار.
ومحا الخامان مكاسبهما خلال الجلسة السابقة، حين صعدت أسعار الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر، ما أدى لتوقعات بأن يؤدي نقصهما في أنحاء العالم لتقليص المزج مع الوقود الحيوي وزيادة الطلب على النفط.
ومما قدم الدعم للسوق، تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية نحو 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 يونيو، حسبما ذكرت مصادر نقلا عن بيانات من معهد البترول الأمريكي، وجاء ذلك مقابل توقع المحللين زيادة قدرها 300 ألف برميل.
وفي غضون ذلك، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في شهادة أمام الكونجرس أن هدف الفيدرالي هو كبح جماح التضخم، وقال إن رفع معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنهاية العام “تخمين جيد جدا”.
وتؤدي معدلات الفائدة المرتفعة في نهاية المطاف إلى زيادة تكاليف الاقتراض على المستهلكين، ما قد يبطئ النمو الاقتصادي، ويقلل الطلب على النفط. كما ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات بعد تصريحات باول، وتؤثر قوة الدولار على الطلب على النفط الذي يصبح أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 77.24 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 76.85 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق رابع ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 74.84 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.