تراجعت أسعار النفط أكثر من 2 في المائة خلال تعاملات أمس، مسجلة انخفاضا أسبوعيا، بعد أن أدى رفع أسعار الفائدة في بريطانيا لزيادة المخاوف حيال النمو الاقتصادي، ما محا أثر انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية والمؤشرات الأخرى على انخفاض المعروض.
وهذا هو اليوم الثاني على التوالي الذي تتراجع فيه أسعار النفط، وانخفض النفط الخام نحو ثلاثة دولارات أمس الأول بعد أن رفع بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية متجاوزا التوقعات. وكذلك رفع البنكان المركزيان في النرويج وسويسرا أسعار الفائدة، وفقا لـ”رويترز”.
وانخفضت أسعار خام برنت 1.85 دولار أو 2.5 في المائة ليبلغ 72.29 دولار للبرميل، بينما انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.86 دولار أو 2.7 في المائة إلى 67.65 دولار للبرميل.
وقال تاماس فارجا من (بي.في.إم) للوساطة في النفط: “بعد قرارات البنوك المركزية أمس، تزايد القلق بصورة ملموسة”.
وتؤدي أسعار الفائدة المرتفعة لزيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للشركات والمستهلكين، ما قد يبطئ النمو الاقتصادي ويؤثر على آفاق الطلب على النفط لبقية العام.
وأضاف احتمال رفع أسعار الفائدة مجددا في الولايات المتحدة للمخاوف. وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي هذا الأسبوع: إن توقع رفع الفائدة مرتين أخريين بنهاية العام بواقع 25 نقطة أساس في كل منهما هو “تخمين جيد للغاية”.
وتأثرت الأسعار كذلك بارتفاع الدولار الذي زاد بعد التصريحات التي تميل للتشديد النقدي من بنوك مركزية عالمية. ويجعل ارتفاع الدولار النفط أعلى سعرا لحائزي العملات الأخرى، ويمكن أن يضر بالطلب ويشير لتزايد أحجام المستثمرين عن المخاطرة.
ومحت المخاوف المتعلقة بالطلب والركود أثر مؤشرات على انخفاض المعروض. وأظهر تقرير المخزونات الأمريكية هذا الأسبوع تراجعا مفاجئا في مخزونات النفط الخام بواقع 3.8 مليون برميل.
وقالت تينا تنج المحللة لدى سي.إم.سي ماركتس: إن “المخاوف من حدوث ركود تتصاعد من جديد في أعقاب رفع أسعار الفائدة التي أعلنت عنها بنوك مركزية ونبرة التشديد النقدي التي يتبناها مجلس الاحتياطي الاتحادي”.
في غضون ذلك، تستعد أذربيجان لتلبية احتياجات موجة من المشترين الجدد للغاز الطبيعي في أوروبا كبديل لإمدادات الغاز الطبيعي الروسي المنتظر توقفها تماما.
وقال فيتالي بايلاربايوف نائيس رئيس شركة نفط أذربيجان الحكومية: إن الشركة تجري مفاوضات بشأن عقود طويلة المدى تصل إلى عشرة أعوام لتوريد الغاز الطبيعي إلى مشترين في ألمانيا وسلوفاكيا والتشيك.
وأشارت وكالة “بلومبيرج” للأنباء إلى أن أذربيجان نجحت في نيسان (أبريل) الماضي في توقيع اتفاق مع شركات تشغيل شبكات خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي في أوروبا لفتح أسواق جديدة أمامها خارج منطقة البلقان وإيطاليا.
وقال بايلاربايوف في مؤتمر بالعاصمة البريطانية لندن: إن شركات من اليونان وسلوفاكيا والتشيك وعديد من الدول الأوروبية الأخرى مهتمة بشراء الغاز الأذربيجاني، مضيفا أن شبكات الأنابيب المتاحة في أوروبا أصبحت كافية لتوصيل الغاز إلى كل هذه الأسواق.
في الوقت نفسه، تعمل أذربيجان على زيادة صادراتها من الغاز إلى شركائها الآخرين، مثل المجر وبلغاريا ورومانيا. وقال بايلاربايوف: إن إيطاليا حريصة على استيراد ما يصل إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني.
وصدرت أذربيجان خلال العام الحالي نحو 25.5 مليار متر مكعب من الغاز، ذهب نحو نصفها إلى أوروبا، بحسب جيهون بايراموف وزير خارجية أذربيجان.
وفي سياق متصل قال جيرمان جالوشينكو وزير الطاقة الأوكراني: إن فرص اتفاق أوكرانيا وروسيا على تجديد عقد نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا، الممتد لخمسة أعوام تتضاءل في ظل الحرب الدائرة بين البلدين. وأضاف جالوشينكو في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز أن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا يمكن أن تتوقف بنهاية 2024 مع انتهاء عقد النقل الحالي.
ونقلت “بلومبيرج” عن تقرير فاينانشال تايمز القول: إن خط أوكرانيا يمثل نحو 5 في المائة من إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، مضيفة أن شركة جازبروم الروسية المصدرة للغاز، يمكن أن تنقل كميات من الغاز إلى أوروبا عبر حجز طاقات تشغيلية في خطوط أنابيب أوكرانيا من خلال المزادات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 77.24 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 76.85 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”: إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق رابع ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 74.84 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.