• لسنا بصـدد التصعيد وتوسيع نطـاق الحـرب فـي المنطقة واستخدمنا حقنـا المشروع للدفـاع عـن النفـس
  • ضبط النفس لن يكون إلى الأبد والتزامنا بقواعده أدى إلى ارتكاب الكيـان الصهيوني أخطاء يجب محاسبته عليها

أسامة دياب

قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد توتونجي إن العملية العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي استهدفت فيها عددا من المراكز العسكرية في فلسطين المحتلة تأتي في إطار الحق المشروع للدفاع عن النفس (inherent right of self-defense)، وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، حيث جاءت العملية ردا على الاعتداء العسكري (armed attack) للكيان الصهيوني بهجومه على سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق والتي تعتبر مركزا ديبلوماسيا يتمتع بحصانة وفقا للقواعد والمواثيق الدولية.

وأشار توتونجي، في لقاء جمعه مع ممثلي عدد من الصحف المحلية لمناقشة المستجدات والتداعيات في أعقاب الرد الإيراني على الاعتداءات الصهيونية، إلى ان الاعتداء الصهيوني على السفارة الإيرانية يعتبر انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، لاسيما معاهدة فيينا للعلاقات الديبلوماسية 1961 ومعاهدة نيويورك 1973 حول الوقاية ومحاكمة الجرائم ضد الأشخاص الذين يتمتعون بدعم دولي، ومن ضمنهم الموظفون الديبلوماسيون، الأمر الذي قوبل برد فعل فوري وإدانة شديدة من قبل معظم الدول ومنظمة الأمم المتحدة.

وتابع: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي أعقاب الاعتداء على السفارة، باشرت بجملة مبادرات ديبلوماسية دولية، من ضمنها إرسال مذكرة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن وطالبت بعقد اجتماع اضطراري وعاجل لمجلس الأمن. وبالفعل، تم عقد الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن وشهد إدانة لاعتداء الكيان الصهيوني من قبل معظم أطراف المجتمع الدولي وعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية، لكن من دواعي الأسف لم يكن لبعض الدول المعدودة رد فعل مناسب وجدير لهذا الاعتداء الخاطئ ومن بينها أميركا وإنجلترا وفرنسا، حيث خالفوا صدور بيان الإدانة من قبل مجلس الأمن، وميدانيا عجز مجلس الأمن باعتباره المرجع المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدولي عن إصدار بيان إدانة إعلامي. وهو الأمر الذي يدل على ازدواجية المعايير ولا يقبل أي تبرير قانوني، لافتا إلى أنه من الطبيعي أن مثل هذا السلوك الداعم للكيان الصهيوني زاد وسوف يزيد من صلافة وجرأة قادة الكيان الصهيوني في مواصلة جرائمهم في المنطقة ومن ضمنها جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وكذلك استمرار مغامراتهم في المنطقة وتصعيد أجواء الحرب.

وأوضح توتونجي أن لجوء الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعملياتها الدفاعية وممارسة حق الدفاع المشروع يدل على التوجه الإيراني المسؤول إزاء استتباب السلام والأمن الإقليمي والدولي في وقت نرى فيه استمرار الممارسات غير القانونية والإبادة الجماعية بيد النظام العنصري الصهيوني المحتل ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته العسكرية المتكررة ضد دول الجوار وإشعاله النيران في ربوع المنطقة.

وردا على سؤال حول توجه إيران لمسألة الأمن في المنطقة في ظل العمليات الأخيرة، أفاد توتونجي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مرارا وتكرارا عن مواقفها الرسمية في تعاملاتها الديبلوماسية ضمن إطار القواعد المبدئية وليست بصدد توسعة نطاق الحرب في المنطقة وبرهنت على ذلك ميدانيا خلال التزامها بضبط النفس المسؤول وقد تكررت هذه الحقيقة في تصريحات الأطراف الأوروبية مرارا.

وفي الوقت نفسه، فإن ضبط النفس لن يكون إلى الأبد، حيث يبدو أن مواصلة ضبط النفس أدت إلى ارتكاب الكيان الصهيوني أخطاء يجب محاسبته عليها.

وأضاف: أما بخصوص الحق الذاتي والمشروع للجمهورية الإسلامية الإيرانية للرد على الاعتداءات الإجرامية للكيان الصهيوني في دمشق، حيث إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست بصدد التصعيد وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة، ونأمل من الدول الأخرى أن تمارس خطوات مؤثرة ورادعة للحيلولة دون توسعة نطاقها وذلك عن طريق وقف الآلة العسكرية للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والتصدي للممارسات الخاطئة التي يرتكبها بانتهاكه القرارات الدولية، داعيا حماة الكيان الصهيوني الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية أن يتخذوا مواقف عملية بهذا الخصوص بدلا من إعلان موقفهم.

وبخصوص رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حال رد الكيان الصهيوني على العمليات الإيرانية، شدد توتونجي على أنه في حال بادر الكيان الصهيوني المعتدي أو حماته الغربيين بأي أعمال حمقاء أو مغامرات جديدة ضد إيران فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودون شك سوف ترد الصاع صاعين وبحزم وشدة، موضحا أن مسؤولية العواقب والتداعيات الخطيرة المحتملة لمثل هذه الحالة هي بعهدة النظام الإسرائيلي وحماته.

وبين أن بلاده لن تتردد – إذا لزم الأمر – في اتخاذ أي مبادرات دفاعية إضافية لحماية مصالحها المشروعة إزاء أي اعتداءات عسكرية وأي استخدام غير قانوني للقوة، مضيفا أن إيران بعد انطلاق ردها المشروع على العدوان الصهيوني أرسلت خطابا فوريا للحكومة الأميركية عن طريق السفير السويسري في طهران (راعي المصالح الأميركية) وصرحت بأن «الرد الإيراني كان يمكن أن يكون أشد قساوة مما حصل لكن ظروف المنطقة الحساسة وعدم الرغبة في تصعيد الصراع جاء الرد بحدوده الدنيا. إن هدفنا هو تحذير الكيان الصهيوني والحيلولة دون تكرار مثل هذه الجرائم والممارسات غير القانونية وفي حال ارتكاب عمليات عدوانية من قبل الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية أو مصالح ومراكز البلاد فإن الرد سيكون أعنف وأقسى بكثير ولو أنكم تؤمنون باستتباب الهدوء في المنطقة حقا فعليكم منع هذا الكيان من مواصلة جرائمه.

وأضاف: من الواضح والجلي لنا تماما أن الكيان الصهيوني يأمل في توريط أميركا في حرب واسعة وطويلة في المنطقة، نوصي أميركا بألا تقع في فخ هذه اللعبة الخطيرة».

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.