يوسف غانم

صدر للكاتب والسفير السابق محمد أحمد المجرن الرومي كتاب جديد بعنوان «خمسون عاما مع القراءة والكتابة»، جمع فيه العديد من المقالات التي نشرها تعبيرا عن رأيه في كثير من الصحف المحلية والعربية وغيرها، منها «مرآة الأمة»، و«القبس»، و«الأنباء»، و«السياسة»، و«الجريدة»، ومجلة العربي، و«العرب القطرية»، و«الشرق الأوسط» و«الحياة» السعودية، و«الأهرام» و«الأخبار» و«روز اليوسف» المصرية، وصحيفة اكسبرسين السويدية، انطلاقا من عشقه للقراءة والكتابة، ولتكون شاهدا على كثير من الأحداث والمواقف التي عايشها الكاتب خلال 50 عاما، وليكون إضافة للمكتبة الكويتية والعربية مع كتبه السابقة «آراء وخواطر»، «قضايا وآراء»، وكتاب «العلاقات الكويتية- القطرية» رسالة ماجستير من جامعة كنت- بريطانيا، وكتاب «رسائل»، والكتاب الأخير «نشأة وتطور وزارة الخارجية الكويتية».

ويضم الكتاب عشرات المقالات التي احتواها عبر صفحاته الـ 176 صفحة بعناوينه المختلفة وقضاياها المتنوعة لتكون بين أيدي القراء والمهتمين، لاسيما أن الكاتب يرى أن القراءة والكتابة عنصران مهمان في حياة الإنسان الذي يستطيع أن يعبر عن أفكاره بسهولة ويسر، حتى الأمي يستطيع أن يحول حياته إلى الأفضل عن طريق تعلم القراءة والكتابة معا، فعندما نزل الوحي جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان لا يقرأ، علمه القراءة ونزلت الآية الكريمة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)، صدق الله العظيم. والدول تقاس بتقدمها بناء على نسبة المتعلمين لديها، ولذلك نهضت الأمم بالكتابة والقراءة، وأصبح هناك كتاب حفروا أسماءهم بأحرف من نور، واستخدموا كتاباتهم بأمور تنفع الآخرين الذين يقرأون ما كتبه هؤلاء الأدباء والعلماء وشيوخ الدين وغيرهم.

وعن بداياته مع الصحافة يقول المجرن الرومي: بدأ حبي واهتمامي بالصحافة عندما كنت طالبا في مدرسة الشامية المتوسطة في السنوات الأولى عام 1962، وكان عمري 12 سنة، وكانت المدرسة من المدارس النموذجية الأولى في الكويت التي بنيت في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم في بداية الخمسينيات وأوائل الستينيات، والتي كانت فيها دروس ويمارس فيها الطلبة النشاطات المختلفة كالألعاب والموسيقى والمسرح والإذاعة الداخلية والرسم والصحافة وغيرها من الأنشطة التي تصقل شخصية الطلاب، وكان اهتمامي في ذلك الوقت بالصحافة، وقد أنشأت جريدة الحائط مع أحد الزملاء.

ويضيف الكاتب: عندما تخرجت في المدرسة المتوسطة بالشامية التحقت بثانوية الشويخ وهي أول ثانوية بنيت في الكويت أوائل الخمسينيات، وتمتاز بمساحتها الشاسعة ومبانيها الجميلة وبها مسجد وستاد رياضي هو الوحيد في الكويت في ذلك الوقت، وسكن داخلي للطلبة، ومساكن للمدرسين ومكتبة وقاعة طعام كبيرة تقدم الوجبات الثلاث الرئيسية لطلبة القسم الداخلي، إلى جانب الحدائق المنسقة والملاعب الرياضية المتعددة.

وفي المرحلة الثانوية كان اهتمام المجرن الرومي منصبا على قراءة الكتب والروايات والألعاب الرياضية ومنها كرة القدم، وكان الجو الطلابي في ثانوية الشويخ أخويا تعرف فيه على الكثير من الطلبة الكويتيين والخليجيين وطلبة المغرب العربي، مشيرا إلى أن قراءته للكتب أعطته دفعة قوية لتقوية لغته العربية أكثر فأكثر، وكان يستغل أوقات الفراغ وقبل النوم ويقرأ كتبا في السياسة والتاريخ والروايات والكتب الأجنبية المترجمة للغة العربية، مقدما بعض أسماء الكتب والروايات والقصص والكتاب الذين قرأ لهم، وطبيعة أول كتاب قرأه.

ثم كانت جامعة الكويت كمحطة أولى لتكملة دراسته الجامعية وكانت هناك مجلة تصدرها كلية الاقتصاد والتجارة يحررها الطلبة والتي كتب فيها دراسة عن المنظمات الدولية، مشيرا إلى تشجيع رئيس تحرير مجلة «مرآة الأمة» علي بن يوسف الرومي، رحمه الله، فكتب في العديد من الصحف والمجلات، ثم ترأس رابطة الطلبة الكويتيين بالقاهرة «الاتحاد» لمدة سنتين حتى تخرج عام 1974، وكذلك كتب في مجلة الشامية والشويخ، وكان وقتها رئيسا لمجلس المنطقة وعضو مجلس الإدارة.

ويشير السفير السابق محمد المجرن الرومي إلى مقاله في صحيفة اكسبريس السويدية بعد أحداث سبتمبر 2001 دافع فيه عن الإسلام كدين سلام ومحبة ومساواة، ردا على الهجمات الإعلامية في الغرب منها بعض الصحف في السويد التي أساءت للإسلام وصورت المسلمين بأنهم قتلة وإرهابيين، موضحا الآيات القرآنية التي تنبذ القتل والإبادة للآخرين من البشر بغض النظر عن سياساتهم أو دياناتهم.

كما يتضمن الكتاب نبذة عن كل من المؤلفات السابقة للكاتب، وعددا من التغريدات والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي يقدم فيها بعض أفكاره وآرائه حول العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والأحداث المطروحة على الساحة محليا وعربيا ودوليا. والتي باتت تشكل مرجعا أرشيفيا للمهتمين والمتابعين والباحثين، خصوصا أن المؤلف سفير وديبلوماسي وشاهد على تلك المرحلة التي يقدم فيها بعضا من خلاصة تجاربه وآرائه ليضعها بين أيدي القراء، علها تعود بالفائدة عليهم جميعا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.