آلاء خليفة

تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، تفتتح كلية القانون الكويتية العالمية يوم غد الأربعاء مؤتمرها العلمي السنوي الدولي العاشر «الذكاء الاصطناعي: تطبيقاته وآثاره القانونية العلمية والعملية»، على أن يستمر لمدة يومين، وذلك بمشاركة باحثين ومفكرين قانونيين كويتيين وخليجيين وعرب ودوليين.

وبهذه المناسبة، أكد رئيس الكلية د.محمد المقاطع، أن الكلية اعتمدت منذ تأسيسها سياسة تؤسس لنشر وتشجيع البحث العلمي القانوني والإسهام في تطويره، وذلك من خلال المقررات الدراسية والمناهج والبرامج والمنصات البحثية المختلفة، ويأتي من بينها نشاط المؤتمر العلمي السنوي، وهو حدث دأبت الكلية على تنظيمه بانتظام منذ 2013، بالنظر لأهميته، معتمدة في ذلك على سياسة واضحة تستهدف جعله حدثا علميا وأكاديميا على الصعيد الكويتي والعربي والدولي، من خلال حسن اختيار موضوعاته، واستقطاب الباحثين المتميزين، ونشر أعماله.

وأضاف د.المقاطع أن الكلية إذ تقيم هذا العام مؤتمرها العاشر، الذي يعكس جانبا مضيئا ومشعا من مسيرتها العلمية والأكاديمية، وكذلك دورا رائدا في مسيرة دعم الإسهام في مسيرة البحث العلمي القانوني في البلاد، فإنها فخورة بانتظامه وبحجم ونوعية الإقبال الذي يشهده عاما بعد عام، والتي تعود لجدية وأهمية الموضوعات التي يناقشها.

وأوضح أن الكلية قررت هذا العام تخصيصه موضوع المشكلات والتحديات المعقدة التي يثيرها الذكاء الاصطناعي على مختلف المستويات، والتي تشغل بال الباحثين والعاملين في المجالات القانونية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، وكذلك الجهات الإدارية والحكومية وغيرها، مشيرا إلى ان البحوث والاجتهادات القانونية العربية لا تزال في بداياتها بالنسبة لهذا الشأن، لذلك فإن كلية القانون الكويتية العالمية حريصة على تنظيم نقاشات قانونية عميقة وجدية له من خلال جلسات المؤتمر المتعددة والمتنوعة.

وأشار د.محمد المقاطع إلى أن إقبال الباحثين على المشاركة في المؤتمر العاشر بلغ أرقاما قياسية، حيث تقدم 500 باحث بـ 485 مقترحا بحثيا، 70% منهم من أصحاب الدرجات الأكاديمية العليا (أستاذ دكتور وأستاذ مشارك)، كما أن من بينهم عشرات العمداء ومدراء مراكز الأبحاث القانونية والدراسات، ومما يثير الاهتمام أن هؤلاء الباحثين ينتمون إلى 160 جامعة، 90 منها جامعات عالمية بارزة ومرموقة من أمثال أكسفورد وكامبريدج ووريك في المملكة المتحدة، وسان فرانسيكو وفلوريدا وألباني في الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى 70 جامعة كويتية وعربية وخليجية. وأوضح د.المقاطع أن هذه المشاركة تعكس الثقة المتزايدة في المحافل البحثية والأكاديمية العالمية بأداء كليتنا ومستواها، وهو تقدير مستحق بالنظر للجهود المنتظمة التي تبذلها كليتنا في هذا المجال، لكنه بكل تأكيد يحفزنا لمزيد من العمل والإنجاز العلمي والأكاديمي بما ينعكس إيجابا على طلبتنا وأساتذتنا وعلى بلادنا.

محاور المؤتمر

وبشأن تفاصيل المؤتمر، أعلن عميد كلية الدراسات العليا ورئيس اللجنة المنظمة العليا د.أحمد الفارسي، أن المؤتمر العاشر سيتضمن 17 جلسة موزعة على يومي المؤتمر، اثنتان منها عامة، بالإضافة إلى جلسة للبحوث الطلابية وجلستي افتتاح واختتام. وأضاف أن محاور المؤتمر ستشمل التالي: التعليم العالي القانوني والذكاء الاصطناعي: الاتجاهات الأساسية والتأثيرات المتبادلة ـ والذكاء الاصطناعي في ميزان القانون: مفاهيم أساسية ـ وأزمة المسؤولية المدنية في مواجهة الذكاء الاصطناعي ـ واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم القانوني والجامعي: المناهج والضوابط ـ والمسؤولية الجزائية والذكاء الاصطناعي: مشكلات وحلول ـ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في القوانين والمواثيق الدولية والفقه الإسلامي ـ ونظم الذكاء الاصطناعي في مجال القضاء والإجراءات ومبادئ تحقيق العدالة ـ والذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة ـ والمسؤولية الجزائية في جرائم الذكاء الاصطناعي وتحديات الخصوصية ـ وتأثيرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على المناخ وعلى الوظائف وعلى الشحن البحري ـ وتأثيرات الذكاء الاصطناعي في قوانين التجارة والمنافسة وأعمال أسواق المال والشركات. كما ستتضمن محاور المؤتمر الذكاء الاصطناعي وآثاره في مجال الحقوق والحريات والإدارة ونظم الحوكمة ـ وتأثيرات الذكاء الاصطناعي التوليدي على أحكام الملكية الفكرية ـ وبراءات الاختراع وعلى حماية المستهلك ـ والتنظيم القانوني الوطني والإقليمي للتعامل مع الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على القوانين والنزاعات الدولية ـ الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي والتعاملات المالية الإسلامية: فرص وتحديات ـ والذكاء الاصطناعي: الاستخدام في مجال لغة القانون ونقل التكنولوجيا وضرورات الالتزام بالشفافية وحماية الخصوصية ـ وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على نظم التحكيم والقضاء والبلوكتشين ـ والتمييز في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته واتجاهات القضاء بشأنه والأساليب الإستراتيجية لدمجه في التعليم. وأوضح أن الجلسات ستشهد مناقشة عدة أوراق ببحثية متميزة على مناقشة علاقة التعليم العالي القانوني بالذكاء الاصطناعي مع بيان الاتجاهات الأساسية والتأثيرات المتبادلة، وسيتحدث فيها من الكلية د.محمد المقاطع ود.صلاح الناجم، حيث سيتطرقان إلى مسألة وضع ومستقبل القواعد والقيم والتقاليد التعليمية والعلمية القانونية الجامعية في عصر الذكاء الاصطناعي، كما سيعرضان لمبادرات الكلية في مجال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. وفي الموضوع نفسه، يعرض أستاذ وعميد كلية القانون في جامعة فلوريدا الدولية د.أنتوني بيج ورقة بعنوان «الذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية: المهارات ومقررات المحاكاة»، كما ستشمل الجلسة ورقة بحثية للدكتور إيجان كنغ تان، الأستاذ المشارك، في كلية القانون بجامعة سنغافورة للإدارة يشدد فيه على ضرورة التركيز على القيم في التعليم مع ظهور الذكاء الاصطناعي. وأشار د.الفارسي إلى أن المؤتمر العاشر يحظى باهتمام واسع في أوساط الباحثين والأكاديميين والإداريين والمسؤولين بالكويت وفي الدول الخليجية، حيث سجل العشرات أسماءهم في كشف الحضور من الكويت ومن المملكة العربية السعودية ومن الإمارات، ما يؤكد أهمية الموضوعات المطروحة وتزايد الاهتمام والوعي القانونيين والحرص على مواكبة اتجاهات وجهود البحث العلمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.