توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خسائر أسبوعية متتالية بسبب توقعات رفع سعر الفائدة الأمريكية ومخاوف ضعف الطلب مقابل تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية.
وأوضحوا أن أسعار النفط واجهت ضغوط بيع متجددة مسجلة أكبر انخفاض لها في أسبوعين مع خسارة بنحو 3.9 في المائة خلال يوم، لافتين إلى أن الرفع المفاجئ للفائدة من جانب بنك إنجلترا وصعود الدولار الأمريكي أثرا في أسعار النفط والمعنويات العامة في السوق.
وكان المتعاملون يأملون خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام الجاري، لكن يبدو أن عديدا من البنوك المركزية متجهة لمزيد من الزيادات في الأسعار، إضافة إلى الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوى أعلى لفترة أطول.
ويرى بعض الخبراء أن الانتعاش الاقتصادي في الصين جاء أقل من تطلعات أسواق النفط، حيث بقي الانتعاش الصناعي في الصين محدودا كما سجل قطاع النقل أيضا نموا متواضعا مع تعثر نشاط النقل بالشاحنات، فيما جاء الطلب على وقود الطائرات مخيبا للآمال مع بقاء الرحلات الجوية الدولية من الصين بنسبة 39 في المائة فقط من مستويات ما قبل الوباء.
وفي هذا الإطار، رجح روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة أن يشهد الأسبوع الجاري مزيدا من التقلبات السعرية للنفط الخام، موضحا أن الرفع المتكرر لأسعار الفائدة سيكون له تأثير واسع في النمو العالمي مع وجود علامات تدل على حدوث ركود محتمل يتزايد يوما بعد يوم.
ولفت إلى معاناة السوق من مخاوف التباطؤ الاقتصادي وضعف النمو ولا سيما أن قطاع الخدمات هو صاحب الأداء الأفضل حتى الآن، عادا أن المؤشر الإيجابي الوحيد لمنطقة اليورو يكمن في موسم سياحي مزدحم خلال أشهر الصيف، ما قد يساعد على تحفيز بعض النمو على المدى القصير على الأقل، ما يوفر بداية واعدة أكثر للربع الثالث من العام الجاري.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية أن المؤشرات الإيجابية لا يزال لها قوة التأثير في السوق النفطية، مع مواصلة مخزونات النفط الخام انخفاضها دون التوقعات مرة أخرى في نهاية الأسبوع الماضي.
ورجح أن يستمر الانخفاض في مخزونات النفط على مستوى العالم وسيكون داعما كبيرا لأسعار النفط، عادا أن انخفاض المخزونات إلى جانب تخفيضات “أوبك+” يمكن أن يساعد على الحفاظ على أسعار النفط مدعومة في الربعين الثالث والرابع من العام الجاري.
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيرى أن المضاربين على ارتفاع أسعار النفط تلقوا صدمة بعد أن بنوا حسابات غير دقيقة على تأثير حزمة تحفيز كبيرة من قبل الصين التي كان من المفترض أن تعزز الطلب من قبل أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، مشيرا إلى تعرض أسعار النفط لضربة قوية بعد تبين عدم سلامة التوقعات.
ونوه إلى تراجع الأسواق بعد أن خفض بنك الشعب الصيني سعري إقراض قياسيين بمقدار عشر نقاط أساس فقط لكل منهما، حيث ينظر إليه على أنهما أصغر من أن يحدثا فرقا في ظل مخاوف الركود العالمية والرفع المستمر لأسعار الفائدة الأمريكية.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية إنه رغم الصعوبات التي تحيط بنمو الاقتصاد العالمي التي يترتب عليها انخفاض أسعار النفط الخام إلا أن بنوكا استثمارية دولية طرحت نظرة إيجابية للطلب في العام الجاري، وفي مقدمتها بنك “ستاندرد تشارتريد” الذي قدم سابقا رؤى هبوطية للطلب.
وذكرت أن أكبر التنقيحات الصعودية جاءت من بنوك استثمارية راهنت في السابق على تعثر الطلب في حين أن الوكالات الأكثر تفاؤلا بما في ذلك منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية اللتان لم تغيرا توقعاتهما بشكل كبير، مشيرة إلى أن أسعار النفط لامست أدنى مستوياتها في أعوام في عدة مناسبات خلال الأشهر الماضية بسبب معنويات ضعيفة في سوق النفط.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط عند تسوية الجمعة مسجلة خسارة أسبوعية وسط قلق ‏المستثمرين من احتمال أن يؤدي رفع أسعار الفائدة لتراجع الطلب على النفط رغم ‏بوادر انخفاض الإمدادات من بينها تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية.‏ وتراجع مزيج برنت 29 سنتا أو 0.4 في المائة، عند التسوية إلى 73.85 دولار للبرميل، ‏مسجلا خسارة لليوم الثاني على التوالي. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 35 ‏سنتا أو 0.5 في المائة، إلى 69.16 دولار للبرميل.‏ وخسر خام برنت الخميس نحو ثلاثة دولارات للبرميل بعدما رفع بنك ‏إنجلترا المركزي أسعار الفائدة بمقدار أعلى من المتوقع بلغ نصف نقطة مئوية. ‏ورفع البنكان المركزيان في النرويج وسويسرا أيضا أسعار الفائدة.‏ وتراجع خاما القياس أكثر من 3.5 في المائة، خلال الأسبوع.‏ وأصبح احتمال رفع أسعار الفائدة مجددا في الولايات المتحدة أكثر ترجيحا. وقالت ‏ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو إن توقع رفع ‏أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام توقع “منطقي للغاية”.‏ وعزز عزوف المستثمرين عن المخاطرة أيضا قيمة الدولار، وهو ما يشكل ضغطا ‏على أسعار النفط، إذ يجعلها أعلى على حائزي العملات الأخرى.‏ وأظهر تقرير المخزونات الأمريكية لهذا الأسبوع تراجعا مفاجئا بلغ 3.8 مليون ‏برميل في مخزونات النفط الخام.‏ ومن المتوقع أيضا أن تشهد السوق انخفاضا في المعروض بعد بدء سريان خفض ‏السعودية إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) وهو ما أعلنته المملكة ‏إضافة إلى اتفاق تحالف “أوبك+” للحد من الإمدادات حتى 2024.‏ من جانب آخر، انخفض العدد الإجمالي لأجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار خمسة هذا الأسبوع وانخفض بأكثر من 70 منصة على مدار الشهرين الماضيين. ولفت تقرير شركة ” بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 682 هذا الأسبوع، 71 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي موضحا أن العدد الحالي هو 393 حفارا أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019، قبل الوباء.
وأشار إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية بمقدار ستة هذا الأسبوع إلى 546، في حين ظل عدد منصات الغاز على حاله عند 130 لافتا إلى انخفاض عدد منصات الغاز بمقدار 27 حفارا عما كان عليه قبل عام، بينما انخفض عدد الحفارات النفطية بمقدار 48 حفارا، بينما ارتفع عدد الحفارات المتنوعة بنسبة واحد إلى ستة حفارات.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.