الدوحة– يرى الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة العليا الدائمة المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي أن الحرب في غزة أثرت على كل اقتصادات العالم،  وقال إن الاقتصاد يتأثر بكل ما يدور حول العالم من تحديات وحروب، مشيرا إلى أن ما يميز المنتدى هذا العام هو مناقشة حلول هذه التحديات الاقتصادية.

وكشف الشيخ علي -في حوار مع الجزيرة نت- عن إنشاء صندوق استثماري عالمي في الدوحة، وهو أول صندوق عالمي يتخذ من قطر مقرا له بقيمة 100 مليون دولار، ويركز الصندوق على الذكاء الاصطناعي والابتكارات الرقمية والتحول الرقمي باعتبار هذه القطاعات توفر العديد من المزايا غير المسبوقة والقنوات الاستثمارية المحورية في الأسواق المالية العالمية.

وقال أن المنتدى تمكن من تناول وتحليل المشهد الاقتصادي العالمي بشكل مميز، مسلِّطا الضوء على أهمية دور منطقة الشرق الأوسط في استثمار الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

وأكد الشيخ علي بن عبدالله بن خليفة آل ثاني رغبة المشاركين في المنتدى من أنحاء العالم في استكشاف الفرص الاستثمارية الموجودة في قطر والمنطقة فيما يخص جانب التحول الرقمي، إضافة للمناقشات والصفقات الكبيرة التي تمت بين القطاعات الخاصة والحكومية في قطر والمنطقة في الاستثمار الناجح في الذكاء الاصطناعي.

 

ورسخ منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ -الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الخميس- نفسه كواحد من أبرز منتديات الأعمال تأثيرا في المنطقة، وأكثرها جدية في إثراء الحوار بشأن القضايا الإستراتيجية التي تتصدر أولويات الاقتصاد العالمي، واستشراف اتجاهاته المستقبلية.

وجمعت النسخة الرابعة من المنتدى أكثر من ألف من قادة العالم ورموز الفكر وصناع القرار من نحو 50 دولة، في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط التبعات الاقتصادية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واضطراب الملاحة في البحر الأحمر، كما تواجه مناطق أخرى مخاوف من تمدد الصراع الروسي الأوكراني الذي دخل عامه الثالث، وما تبعه من انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا.

وإلى نص الحوار:

كيف تقيمون النسخة الحالية من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ؟

يمكن القول إن النسخة الحالية استثنائية بكل المقاييس من حيث المشاركات والتعاون وتوقيع الاتفاقيات، حيث حققت المشاركة العالمية في المنتدى الكثير من الفرص المهمة، الأمر الذي يؤكد بأن منتدى قطر الاقتصادي أصبح أحد أهم منتديات الأعمال وأكثرها تأثيرا في المنطقة.

إضافة لكونه محورا عالميا للمناقشات البناءة والتخطيط المشترك للمستقبل، ومن خلال ما شهدته الجلسات التي عقدت على مدار 3 أيام بات من المؤكد للجميع بأن هذه النسخة لا توفر فقط موقعا ملائما من أجل إجراء حوار مرحلي، بل ومنصة ضرورية لتناول المخاطر الجيوسياسية العالمية، والاضطرابات الاقتصادية، فضلا عن التجارة والاستثمار العالميين.

المنتدى تمكن من تناول وتحليل المشهد الاقتصادي العالمي بشكل مميز، مسلِّطا الضوء على أهمية دور منطقة الشرق الأوسط في استثمار الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

  • ما أبرز مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تم توقيعها في المنتدى وما أهم الشركات؟

شهد المنتدى توقيع 20 مذكرةَ تفاهم، بينها 18 دولة، وكانت لدينا مشاركة واسعة من الجهات المحلية القطرية التي وسعت نطاق أعمالها في المنتدى هذا العام، حيث تمت ترجمة المشاركات بعدد من الاتفاقيات المهمة ذات الطابع الدولي التي اتخذت من المنتدى منصة للكشف عنها.

بالإضافة إلى الإقبال الكبير الذي شهده المنتدى من قبل المشاركين الفاعلين من السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين على المستوى العالمي، حيث بلغ عدد المشاركين في هذه النسخة نحو 2300 شخصية، بينهم 1300 من القادة الفاعلين في الشركات والهياكل الدولية، بالإضافة إلى حوالي 200 وسيلة إعلام.

  • تم التركيز خلال المنتدى كثيرا على الذكاء الاصطناعي.. هل ترون بأن قطر والمنطقة لديهما الجاهزية للتعامل مع هذا التحول الكبير؟

تشهد دولة قطر في الوقت الراهن العديد من الاستثمارات في صناعات يدعمها الذكاء الاصطناعي، وقد شهدنا نجاحا باهرا في هذا الأمر، وهنا أريد التذكير بما أشار إليه معالي رئيس الوزراء القطري في افتتاح المنتدى، حيث أكد على أهمية الذكاء الاصطناعي في رؤية قطر الوطنية 2030.

وأيضا التوجهات الإستراتيجية في التنمية الوطنية الثالثة، بالإضافة إلى إعلان سعادته عن منصة فنار الأولى من نوعها، وقد خصصت دولة قطر نحو 9 مليارات ريال (2.5 مليار دولار) لتحقيق البرنامج المتعلق بالتحول الرقمي من خلال زيادة استثماراتها في التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي. وهذه مؤشرات على أهمية هذا القطاع.

وخلال المنتدى شهدنا رغبة المشاركين من أنحاء العالم في استكشاف الفرص الاستثمارية الموجودة في قطر والمنطقة، إضافة للمناقشات والصفقات الكبيرة التي تمت بين القطاعات الخاصة والحكومية في قطر والمنطقة في الاستثمار الناجح في الذكاء الاصطناعي.

خصصت دولة قطر نحو 9 مليارات ريال (2.5 مليار دولار) لتحقيق البرنامج المتعلق بالتحول الرقمي من خلال زيادة استثماراتها في التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي

  • كان للطاقة أيضًا نصيب كبير من النقاش في المنتدى.. ما النقاط الرئيسية بشأن مستقبل الطاقة في المنطقة؟

خلال المنتدى تمت مناقشة أهمية الاستثمار في صندوق مخصص للاستثمار في الطاقة البديلة، إضافة إلى أن الحوارات في المنتدى تطرقت إلى الأهمية المتزايدة لصناديق الثروة السيادية في العالم، التي تستعد لإطلاق مشاريع ضخمة للأسهم في الأسواق الناشئة. وتبنى المنتدى فكرة الانتقال العالمي للطاقة، موازنًا بين الدور الذي لا غنى عنه للغاز والحلول المستدامة للطاقة.

  • هل يمكن أن تعطينا تفاصيل أكثر عما شهده المنتدى من إنشاء صندوق استثماري ضخم لأول مرة في تاريخ المنتدى؟

لعل من أهم الأحداث التي شهدها المنتدى هو إنشاء صندوق استثماري عالمي في الدوحة، وهو أول صندوق عالمي يتخذ من قطر مقرا له بقيمة 100 مليون دولار.

ويركز الصندوق على الذكاء الاصطناعي والابتكارات الرقمية والتحول الرقمي باعتبار هذه القطاعات توفر العديد من المزايا غير المسبوقة والقنوات الاستثمارية المحورية في الأسواق المالية العالمية.

 

  • هل أثرت الحرب في قطاع غزة على الاقتصاد العالمي؟

الحرب في غزة أثرت على كل اقتصادات العالم، فالاقتصاد بطبيعة الحال يتأثر بكل ما يدور حول العالم من تحديات وحروب، ولعل ما يميز المنتدى هذا العام هو مناقشة حلول هذه التحديات الاقتصادية، وتوقعاته بشأن الحرب في فلسطين، وما يحدث لإخواننا في غزة.

ونتمنى أن نجد هذه الحلول التي تمت مناقشتها مطبقة على أرض الواقع، حيث تم خلال المنتدى التأكيد على جاذبية منطقة الشرق الأوسط للشركات الدولية، وضرورة وقف إطلاق النار للحروب المشتعلة فيه، ليتمكن من النهوض والانتعاش واستثمار هذه الشركات في التنمية والعمران الاقتصادي المتين.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.