أثار تصريح أطلقه رئيس مركز الأرصاد، على خلفية ورشة عمل (الأثر المناخي في حج عام 1445هـ) عن وجود دراسة تدور حول تحويل السحب من موقع جغرافي كالطائف إلى المشاعر المقدسة، اعتراض عدد من المهتمين بالأرصاد، مؤكدين في تغريدات على منصة (إكس) صعوبة ذلك، إذ أكد أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند، أنه لا يمكن تحويل السحب من موقع جغرافي كالطائف إلى المشاعر المقدسة، إلا إذا نقلنا معها جبل الهدا.

جاء ذلك تعليقاً على حديث رئيس مركز الأرصاد الدكتور أيمن غلام، حول وجود دراسة لتحويل غيوم الطائف إلى المشاعر المقدسة، في حج العام الحالي؛ وذلك بهدف تلطيف الأجواء على الحجاج.

وقال المسند: إن تعديل الطقس عبر تحويل السحب من مكان جغرافي إلى آخر مجرد افتراضات على ورق،‏ وليس لها رصيد علمي، ولا مثيل واقعي، فإن أردتم تحويل السحب فعليكم ‏التحكم في الرياح وسرعتها واتجاهها، ‏وهذا يتطلب التحكم في مراكز الضغط الجوي، وهذا يتطلب التحكم بدرجة الحرارة، وهذا يتطلب التحكم بعوامل جغرافية عديدة، ليس للإنسان فيها حيلة.

وأيد نائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة سابقاً، خبير الطقس والتغيرات المناخية الدكتور عبدالله أحمد الجازع، في تغريدة مماثلة رأي الدكتور عبدالله المسند، وقال: إن ما أشار إليه عين الصواب، ولا أجد منطقاً في حديث الدكتور غلام. وأضاف: إن الأدهى لو كان ذلك مدخلاً لصرف أموال دراسات، إذ لم أعثر على مخرجات لهذا المنطق في دول متقدمة. وتساءل الجازع: ما المحددات التي تجعل المركز يعلن كميات الهطول بالمليلترات المكعبة، وعلى أي أساس تم هذا القياس؟! ‏واختتم: هل يستطيع الاستمطار صيفاً في المناطق الجافة التي ينعدم فيها الغطاء السحابي؟

أما رئيس مجلس الجمعية السعودية للهندسة الكيميائية الدكتور إبراهيم صالح المعتاز، فتناول تحويل غيوم الطائف إلى المشاعر المقدسة، وقال: إن السحب مجرد مناطق ذات درجة حرارة ورطوبة مماثلة، فكل قطرة منها بداخلها جسم مادي منفصل (جزئيات الماء)، تتطاير مع الريح مع القطرات الأخرى المماثلة، فالغيوم عبارة عن تشكيلات ضخمة ودون هياكل تحددها، وتتحرك بسبب تيارات الرياح المرتفعة في الغلاف الجوي وهذه الرياح قوية للغاية وتتأثر بعوامل مثل دوران الأرض، وتغيرات درجات الحرارة واختلافات الضغط. وأكد لا يمكن عملياً تحويل أو نقل السحب مباشرة من مكان إلى مكان آخر كما نفعل بالأجسام الملموسة ذات الهياكل الثابتة، مثل حركة تدفق السيارات، فالسحب تنتقل مع الرياح، فتتحرك في اتجاهات مختلفة أو بسرعات مختلفة حسب طبقة الغلاف الجوي التي توجد فيها. وتتأثر السحب بأنماط الطقس واسعة النطاق، وتدرجات درجات الحرارة، والظروف الجوية وفي بعض الأحيان، تغير السحب اتجاهها بسرعة بسبب تأثيرات الطقس المحلي، وفي حين أننا لا نستطيع إعادة توجيه السحب فعلياً، إلا أنه يمكننا التأثير على تكوينها وسلوكها من خلال أنشطة مثل تلقيح السحب أو الاستمطار، وقدرتنا المحدودة جدّاً على الاستمطار أو تلقيح السحب لا تؤثر على مسار السحب، ولا تحرك السحب الموجودة بشكل مباشر، بل ببساطة على المكان الذي يهطل فيه المطر على طول مسار السحب نفسها.

وبين الدكتور المعتاز، إن التعامل مع السحب أمر معقد، ويمكن أن تنشأ بسببه عواقب غير مقصودة، أو آثار بيئية محتملة ذات تدخلات واسعة النطاق. وتابع إن فهمنا للعمليات الجوية مستمر في التطور، مما يوفر إمكانات جديدة لتعديل الطقس، أو التأثير على الظروف الجوية في المناطق المحلية، أو هندسة المناخ واسعة النطاق المتضمنة بعض المقترحات النظرية للتخفيف من تغير المناخ، وهذه أفكار لا تزال بعيدة في المستقبل وقد تأتي مع مخاطر، وهي ذات شكوك كبيرة في احتمال نجاحها إن أمكن تطبيقها.

وكان رئيس مركز الأرصاد الدكتور أيمن غلام، أكد في تصريحات إعلامية وجود دراسة لتحويل غيوم الطائف إلى المشاعر المقدسة، في حج العام الحالي بهدف تلطيف الأجواء على الحجاج.

وشدد على أن الأرصاد تقوم بدراسات بهدف الوصول لتعديل الطقس على منطقة المشاعر، باستخدام تقنيات تعديل الطقس، وذلك بعد الحصول على الموافقات اللازمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.